غيب الموت الأحد 23 يوليو 2023 الشاعر والنحات المصري سامى الغباشى عن عمر يناهز الـ55 عامًا تاركاً عدّة مجموعات شعرية تنتمي في معظمها إلى قصيدة التفعيلة، بالإضافة إلى أعمال تستند إلى رؤية معاصرة للفنون الحرفية التقليدية.
هو شاعر ونحات مصري ، وعضو اتحاد كتاب مصر، حفظ بعض الأجزاء من القرآن الكريم في صباه وأحب اللغة العربية وموسيقاها، ومدائح المنشدين وقوافيهم في قرية طفولته المطلة على النيل بدمياط. درس دراسات حرة غير أكاديمية كالنحت والحفر على الخشب في سوريا ومصر.
ولد الغباشي في إحدى قرى الدلتا بالقرب من مدينة دمياط عام 1968 ، وحاز على دبلوم الدراسات الحرّة في الفنون الجميلة، متخصصاً في النحت على الخشب، وبدأ نشر نصوصه الأولى في الصحافة المصرية والعربية مطلع تسعينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى مقالاته حول بعض التجارب الشعرية، وكذلك حول فن النحت ضمن سلسلة سمّاها “ذاكرة الأزميل”.
كتب الغباشي القصيدة العمودية والتفعيلة، خلافاً لمعظم مجايليه الذي اتجهوا إلى قصيدة النثر، وأصدر مجموعته الأُولى تحت عنوان “فوق ذاكرة الرصيف” عام 1991، حيث يقول في مقابلة صحافية سابقة: “كتبتُ قصائدي الأُولى داخل الإطار العروضي الذي يعتمد على التفعيلة كوحدة موسيقية، وداخل النسق اللغوي الذي يحتفي بالبلاغة التقليدية”، موضّحاً أنه بعد ذلك بدأَت “كتابة أُخرى” تتسلّل إلى قصيدته، وبدأ تدريجياً يتخفّف من اللغة اليقينية المثقلة بالمجاز، لصالح لغة أكثر التصاقاً بكل ما هو بسيط وصادق.
نشر نصوصه الأُولى في الصحافة المصرية والعربية مطلع تسعينيات القرن الماضي
شارك في الحركة الأدبية في مصر منذ بداية التسعينيات وساهم مع آخرين في إصدار عدة دوريات لمتابعة (قصيدة النثر) في مصر و(جيل التسعينيات) مثل مجلة (تكوين 2000) لمقاومة التهميش والإقصاء من المؤسسة الثقافية الرسمية. وبعد سنوات أصبحت هذه القصيدة في صدارة المشهد الشعري وبدأت مرحلة جديدة من الاعتراف الحذر بهذا الجيل ونشر دواوينهم في المؤسسات الرسمية ونال بعضهم جوائز الدولة وتم إعداد رسائل جامعية كثيرة عن تجربتهم وتم تعريفهم نقديًا بمصطلح (جيل التسعينيات) أو (شعراء قصيدة النثر).
أصدر الغباشي عدداً من المجموعات الشعرية؛ منها: “فضاء لها ومسافة لي” (1995)، و”تسميهم أصدقاء” (2002)، و”رصيف يصلح لقضاء الليل” (2006)، و”قلب على طاولة” (2016)، و”عند حافّة الكراهية” (2020).
أمّا تجربته الفنية، فاستندت إلى تعلّمه في سنّ مبكرة فن الأويما، أحد أبرز الفنون الشعبية التي تقوم على تشكيل الخشب والحفر عليه، في أعمال النجارة التقليدية والديكور والمشغولات اليدوية، لكنّ دراسته النحت بعد عام 2011، واطلاعه على تجارب أوروبية وعربية ومعاصرة، دفعاه إلى دمج عناصر من الحرف التقليدية في أعمال معاصرة.
إلى جانب ذلك، أقام الغباشي نحو خمس سنوات في دمشق، اطلع خلالها على فنون النقش على الخشب، التي تمتزج فيها مؤثّرات شرقية وأخرى غربية. وخلال تجربته الفنية في العقد الأخير، سعى إلى تكريس مفهوم “التحفجي” الذي يشير في التراث المصري، والإسلامي عموماً، إلى فئة من المبتكرين الذين يمتلكون رؤية جمالية لمهنهم الحرفية في صناعة الأثاث والتصميم الداخلي.
إعداد : محمد عزوز
عن ( صحف ومواقع )