حوار
د . ولاء هرمز
متابعة
خالدمصاص
ضيفتنا مختلفة بقوتها تأسرك بحضورها تمتلك كاريزما خاصة بها ساحرة بعنفوانها وأصيلة في صفاتها هي المثقفة إن تحدثت والحقوقية حين تكون القضية هي الوطن والكاتبة عندما تكون الرسالة هي الارض والجندية حين يناديها الواجب ..
حين طلبت سيرتها الذاتية كان جوابها بكل فخر واعتزاز،موظفة في الجمهورية العربية السورية وحين جلست أحاورها شعرت أني أحاور سنبلة قمح تارة،وبندقية جندي تارة اخرى، قصيدة وطنية وقطرة ندى على خد الياسمين في نفس الوقت شعار الأمل بالعمل يرافق تفاصيل حديثها..
• ضيفتنا هي الأستاذة الإعلامية المتواضعة جدا (هالة أنور الأسد ) عضو اتحاد الصحفيين العرب
أهلا ومرحبا بك أستاذة هالة أترك لك المساحة كي تخبرينا من هي
هالة أنور الأسد ..؟
هالة ببساطة كبيرة مواطنة سورية الهوى والهوية متعلقة حد الأنفاس بكل ذرة تراب في بلدها مؤمنة جداً بجيش بلدها وقائدها ولا أبالغ إن قلت لك اني أرى نفسي في كل جندي يخاطر بحياته أو حتى شرطي ينظم السير تحت أشعة الشمس الحارقة وكل عامل وموظف يخرج صباحاً ليكدّ ويتعب ويبني
إن لم تكن كمواطن سوري موجوداً داخل الكل كعنصر فعال إنسانياً وعملياً فأنت لاتعرف معنى الإنتماء الحقيقي..
هذا التجذر العميق كشجرة ضربت جذورها في أعماق هذه الأرض الطيبة
دعيني أقول….تجذر وانتماء
• كيف يكون عشق الوطن هو الهوية الحقيقية والسيرة الذاتية بقلمكن أ.هالة..؟
(هويتي وطني وسيرتي الذاتية سورية من رحم الالم سورية وكل الفخر )
سوريتي الحبيبة هويتي،عمري من عمرها، فرحي بفرحهاوحزنها هو خروج روحي من جسدي على مر السنين ..
هويتي وهل أعظم من سوريتين
هويتي اخت كل شهيد على هذه الارض المعمدة بدمائهم
هويتي انا في سورية تيممت صعيدا طيبا ..
فلا وضوء لصلاة فيها وقد امتزجت دماء شهدائها بترابها هي الوضوء وهي الصلاة وهي حي على خير العمل ..
الهوية هي ذلك الإتحاد الكلي بين أنفاسك وعبق تراب هذه الأرض هي عرق جبينك ممزوجاً بغبار المعامل والمصانع..
هي كلمتك الحق التي تعلمتها من ثقافة الفلاح التي أفتخر بها
وهي زغرودة أم شهيد ممزوجة برائحة بخور ومسك وعنبر..
هي طفل يعانق والده الجريح ويتحول من طفل لسند يتكئ عليه والده، هي العشق اللاموصوف
• كيف ننمي ثقة الإنتماء بشكل يساهم في مرحلة التعافي الآن أ.هالة..؟
الإنتماء فكر أعمق من أي وصف،
هو الحب اللاموصوف من أصغر التفاصيل
حتى نصل الى هذا العشق والإدراك الوجداني للهوية وصولاً إلى حماية مجتمعنا من أي خطر قد يهدد الأمن فيتحرك داخليا شعور داخل الإنسان بخطر ذاتي نابعا من حب وإنتماء لهذه الأرض وهذا ما تحدثت عنه في السؤال الأول بقولي موجودا داخل الكل..
فيجب علينا تعزيز هذا المفهوم المقدس من مرحلة الطفولة أن الوطن هو الكل..
من حبة التراب حتى أكبر المنشآت شعورا ملازما وثقافة وطنية لا تقبل التجزئة وخصوصا الآن في حرب الغزو الفكري الذي نشهده تحت شعارات دخيلة هادمة لا تنتمي لثقافتنا الاصيلة..
• من هي الشخصية التي كونت وصقلت الفكر لديك وكانت البصمة المؤثرة في مسيرتك..؟
هناك إسم بصدق اقوله ومن قلبي هو ليس فقط بصمة بل مدرسة حقيقية كانت سبباً في تكوين جيل قوي طموح متجذر في أرضه
هو القائد الخالد حافظ الأسد
” أنا فلاح وابن فلاح وعامل وابن عامل ..
وجلسة لي بين سنابل القمح وبيادر القطن تعادل الف جلسة في ذاك القصر..
ولم ولن أجلس في هذا القصر إن لم تتطلب مصلحة العامل والفلاح أولا وأخيرا أن أجلس في هذا القصر
هذا الأمان وهذه القوة ورسالة الإطمئنان والفكر النبيل أنه لا خوف على المستقبل أتى الرئيس بشار الأسد ليعزز هذا الفكر في مسيرة التطوير والتحديث حين قال في خطاب القسم الدستوري
يبقى الفضلُ لمنْ حفظَ الأرضَ ولمنْ سقاها بدمِهِ وطهرَها بروحِه ولمنْ فقدَ قطعةً منْ جسدِهِ لتنموَ أجساداً والعرفانُ لمنْ ربّاهُ على حبِّ الوطنِ وزرعَ في نفسِهِ بذورَ التضحيةِ والغيريّةِ والفداء”.
هذا الفكر لم يصنع هالة فقط بل صنع مجتمعاً وصان وطن
دولة استطاعت الصمود رغم حرب إجرامية عليها لسنوات طويلة وتجييش وتصعيد عليها ومحاولة إبادة حقيقية..
هي دولة الآن ماعليها ديون وسنعمرها بإذن الله
وجيش بلدي على حق ولو كان على باطل معنى الباطل هنا مايراه الاخر العدو هو حق جيشنا بالدفاع عن تراثه وحضارته وحربه ضدو عدو منذ حرب 73 وللان وجيشنا على حق لانه من سالت دماؤه على هذه الارض الطاهرة ومازال ابناء هذا الجيش الذي حرر في مدارس ابناء الشهداء وفكره بأنه ابن شهيد ضحى لاجل ان يحيا الوطن بجيل بل اجيال تحمل الوعي والعقيدة الراسخة بحب الوطن..
فهو على حق وهو من دافع وضحى ليبني العامل مدارس ومنشآت وهندسة البناء والغور في اعماق الارض لتلبية ابناء الوطن من ماء وكهرباء وووو..
اذاً، هو على حق بينما يعتقد العدو الذي يحاول ان يرسخ فكرة لدى الاجيال انه على باطل ولكنه الحق الوطن الذي يعلو ولا يُعُلى عليه
هذه ثقافة الارض والفكر البناء وثقافة الإنتماء والعقيدة الأصيلة التي أنتمي وننتمي إليها كسوريين
• كيف لمدرسة أن تنتج هذا الفكر الذي يتوالد باستمرار خصوبة ومجد..؟
هاله أنور الاسد وكل سوري ابناء فكر ومدرسة القائد الخالد الذي رحل ولم يوقّع أبدا..
هذا الفكر وهذه العزيمة التي حيرت اكبر الدول العظمى بإمكانياتها وليس بفكرها هذه المدرسة التي أسست سورية القوية بما اسسه القائد المؤسس وهو من اسس وأرسى في قلوبنا الطمأنينة والامان لاجيال بعيدة حتى اليوم نستذكرها بكل حدث من خلال كلماته التي كانت فعلا قبل ان تكون كلمة نعيد الاستماع اليها ونرى فيها المستقبل رغم كل ماحدث وما يرسخ هذه الثقة هو صمود القائد المفدى ابن مدرسة القائد المؤسس بعقيدته بانتمائه بعروبته بحكمته هو الاخ والطبيب والسياسي والقائد البطل هو مدرسة ستتحدث عنها أجيال وتتغنى بحكمته وببطولته التي حافظت على الارض،فالارض عرض وشرف وعزة وكرامة عندما تغادر الى اي مكان تعود يوما وتكون هذه الارض متمثلة بالوطن بانتظارك حتى لو أخطأت بحقها وجحدت حقها حين غادرت او أسأت اليها تعود لها لتحتضنك اما لو ان ماحدث ولو نجح هؤلاء الذين أقل مايُقال عنهم مرتزقة اخوان مجرمون لما وجد ابناء هذه الارض وطنا وإنهم اليه لعائدون يستحضرني القول :
(بلادي وان جارت علي عزيزة
وأهلي وان ضنوا عليّ كرام ُ)
• الليبرالية الحديثة قنبلة لا تحوي صمام أمان حتى…ماهو دوركم كمثقفين في مواجهتها..؟
ذكرتني جملة قنبلة لا تحوي صمام أمان الآن بكلمة الحرية طبعا ليس الحرية الحقيقية أبدا بل هذا المسمّى الذي انطلق بعنوان يقضي ويفكك ويهدم تحت شعار يحق لك الحرية كفرد
فمتى كانت الحرية أن تنتهك وتقتل وتسرق وتحرق الوطن ومنشآته ومدارسه ومصانعه..؟!
الليبرالية الحديثة وتسويقها الآن أهدافاً برداء ماسوني لا يخفى على أحد كالإنحلال الاخلاقي مثلا..!!! من منطلق حرية دورنا مارسناه ونمارسه الآن من خلال التركيز على الإنتماء وتعزيز الهوية الوطنية وتمكين مفهوم المصلحة العامة والتمسك بالثوابت الوطنية وأن الوطن وهويتنا المجتمعية نحن حراسها ونحن من نرتقي بها ونعزز قيمها النبيلة ولا نقبل تشويه أو أي فرض أو محاولة لتغييرها
• ماهي رؤيتك في الأعمال والمبادرات التطوعية في عدة أماكن خلال عارض الزلزال الذي أصاب سورية ورأيت جهودك وعملك ومتابعتك الدقيقة وحين توجهت لسؤالك..؟
كانت جملتك الوحيدة هذا واجبي..
هو بصدق أمر لا أحب الحديث عنه لانه واجب وطني وهذا حق الآخر علينا وحق المجتمع وحق الدولة وحق الأرض وحق الأخ على أخيه وحق هذا القلب أن يرى جاره وأخاه السوري بخير ليكون بخير ..
فـكارثة الزلزال كانت موجعة ومؤلمة وكبيرة على وطني الغالي..
وطن أُنهك،ولكنه ينهض من رماده
سوريون عقمت الارحام ان تَلد امثالهم ..
من وطن،حقه علينا ان نضحي بكل غالٍ ونفيس لاجله ..
وطن يحمل قلبا لا يشبه القلوب، قلب مكلوم ولكنه قوي وحزين،لكنه سعيد بأبنائه، وعظيم رغم كل الجراح ويبقى وطني هو الاغلى والاثمن،وحقه عليّ ماحييت .
مررنا بآلام لا نستطيع وصفها حقا ولكننا رغم ذلك بخير ..
وسورية بخير طالما نحن نتنفس لأننا تشبعنا من حب هذه الأرض العظيمة ومن أبسط حقوقها أن نكون أبناء على قدر هذه الأمانة وإن شاء الله سنكون على قدر هذه الثقة (ويسمو السوريون فوق الجراح ينهضون كطائر الفينيق من قلب الرماد)
• لو طلبت منك أن تعطيني كلمة تصف الألم..؟
الفساد ببساطة
• كيف نخفف الألم..؟
التركيز على الفساد الإداري الذي يبدأ من ذات المواطن والموظف حتى يصل للمدير .
أكبر ألم أن ترى الفساد وخاصة في القطاع العام وواجبنا أن نحكّـم ضميرنا ووجداننا ككل وليس كفرد فقط، بل نرى المصلحة العامة.
أليس هذا المشفى المجاني مثلا هو ملك لنا جميعا..؟!
أليست هذه المدرسة التي درستني مجانا هي ملك لنا جميعا وحتى الجامعات وغيرها ؟!
لنرى كلنا الأمر بوعي كلّي وأن يرى كل مواطن موقع عمله هو موقع عائلته لنفترض ويسقط الأمر عليه بداية قبل أن ينسى ضميره في لحظة رغبة أو احتياج من نوع ما
علينا ان نبحث إداريا على أرض الواقع لإيجاد حلول حقيقية للمواطن السوري الذي لم يبق إلا النيازك لم تسقط عليه ..
نريد مسؤولا مواطنا من ضميره وليس برستيج وإيجاد مواقع الخلل وتصحيحها وهذه توجيهات من الرئيس وقد منحهم الصلاحيات الكبيرة لتحقيق نتائج على أرض الواقع..
حقا إن الدمار الذي يحدثه الفساد ضعف دمار الحرب ونحن نريد ونسعى لنكون مواطنين من الدرجة الاولى كل من ضميره وموقعه
• أرى جهودا مكثفة في سورية لتعزيز ثقافة ولغة الحوار وهو أمر مفرح للإرتقاء بالثقافة٬ ماهي رؤيتك الخاصة..؟
تربينا على عادات وتقاليد مختلفة ببساطتها ورائعة بصدقها نحن لا نخلق ثقافة حوار الآن أبدا بل نثريها هي ثقافتنا الحقيقية لو تدخلين أي منزل في القرى لنفترض سيأتي جيران المضيف ليقوموا بالترحيب بكل محبة..
ثقافتنا هي الألفة بين أبناء هذه البلد وليست بشيء جديد ونحن الآن نقوم فقط بتعزيز هذه المحبة النادرة والمحافظة على أصالتنا وتراثنا وهويتنا..
• وإلى القرية..ماذا تعني لك سنابل القمح دوماً ما تذكرينها في مجمل حديثك..؟
أراها تأخذني إلى نفسي حين تقولينها..؟
في داخلي ليس سنابل فقط بل بيادر قمح لو وزعت منها على امتداد اراضي وطني لما انتهت محاصيلها بل لأثمرت هي لغة الألفة والمحبة والعطاء والخصوبة والسموّ هي قلمي حين أريد الكتابة وهي الفكرة والمضمون ولو أردت أن أسأل أحدا لسألته عن أخبار السنابل في ذاته كيف حالها..؟؟؟
• ختاما..
شكراً لحضورك أ. هالة جميلة أشرقتِ شمساَ بيننا وعطرا فواحا..وكان حواراً ثرياَ بالحب والإنتماء..
شكرا لاستضافتكم وتحياتي ومحبتي لكم جميعا.