سورية تحمل مفاتيح الشرق التي يجب أن لا تسرقها أو تحتكرها تركيا
– كتاب : سورية والحرب La Syrie Et La Guerre
– كتاب : الوصاية الاستعمارية Une Tutelle Coloniale
اعداد : د. سمير ميخائيل نصير
*- عنوان هذه المقالة جاء في سياق ما دونه السياسي والمؤرخ هنري ريشار Henry Richard في كتابه “سورية والحرب “La Syrie Et La Guerreالذي نشره عام 1916 وتضمن 146 صفحة, وذلك في خضم الحرب العالمية الأولى. وليعود هذا الكتاب الى الصدور بطبعته الثانية عام 2011 وبثلات طبعات متتالية في الأعوام /2016 2017 (بالانكليزية) /2018 وذلك خلال الحرب الكونية على سورية.
*- ورد التالي في معرض مطالعة دار النشر حول الأسباب التي دفعت الدار الى اعادة طبع هذا الكتاب خلال الحرب على سورية :
– لسورية أهمية كبيرة منذ قدم التاريخ… حيث تهمل عقود قليلة من الزمن… لتتجدد في عقود كثيرة تالية.
– اليوم… تعود لتظهر الأهمية الكبرى لسورية… واليوم يطرح أكثر من أي وقت مضى… السؤال السوري وموقع سورية وأثرها الكبير على شكل المستقبل الجيوسياسي لمنطقة الشرق الأوسط لعقود عديدة قادمة .
– تركيا… تحاول العودة كإمبراطورية… فرنسا والغرب لا يمكن أن يسمحوا لها بذلك… أو أن يغيبوا.
*- محتويات الكتاب :
– تضمن الكتاب مقدمة وثلاثة فصول وخريطة… والفصول قدمت توصيفا كاملا للوضع السوري من كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في بدايات القرن الماضي موثقا بإحصائيات في مجالات عديدة.
– من التاريخ الذي يحمل الحقائق في وثائقه… فإن الاحصائيات الواردة في الكتاب قدمت منطقتي مرسين واضنه كمناطق سورية…
*- مقدمة الكتاب :
– ورد في مقدمة الكتاب الأسباب التي دفعت المؤلف لتقديمه ونشره عام 1916… نذكر منها :
… في دوائر الدولة… في البرلمان… في الصحافة… يشير كبار المسؤولين والسياسيين الى أهمية توجيه انتباه فرنسا إلى سورية… ويتفقون بشكل واضح جدا ويصرحون في أكثر من مناسبة بأنه : لا شيء يمنعنا من فرض حقوقنا في بلاد الشام…ونشعر بأن الوقت قد حان لتقرير المغادرة إلى سورية…لقد حانت هذه الساعة بعد أن ألقت تركيا بنفسها في هذا الصراع الهائل الذي يهز العالم الآن (ويعني به الحرب العالمية الأولى).
*- ملاحظة :
المناصب التي استلمها لاحقا أهم كبار المسؤولين والسياسيين الذين ذكرهم المؤلف في مقدمة كتابه :
– ريمون بوان كاريه Raymond Poicaré : تولى رئاسة الجمهورية الفرنسية الثالثة العاشر (1913)… وفي عهده دخلت بلاده الحرب العالمية الأولى. كما تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات (1912-1922-1926).
– غاستون دوميرج Gaston Doumergue : رئيس جمهورية (1924) ورئيس وزراء (1934).
– جورج ليغيز : Georges Leygues : سياسي, وزير الخارجية (1920), رئيس حزب التحالف الجمهوري الديمقراطي.
– بول دومير Paul Doumer : رئيس جمهورية واغتيل وهو على رأس عمله عام 1931.
*- فصول الكتاب
1- الفصل الأول بعنوان : لماذا على فرنسا أن تحتل سورية؟… وأهم ما ورد فيه :
– العلاقات مع سورية بدأت منذ أيام هارون الرشيد.
– منذ قرون والعيون تشخص حول سورية… والحملات الصليبية لم تكن الا جزءا منها… لأن سورية تحمل مفاتيح الشرق التي يجب أن لا تسرقها أو تحتكرها تركيا.
– في سورية… الثروة الزراعية متنوعة جدا ويمكن بالتطوير أن تكون هائلة…
– متوسط قيمة التعامل التجاري بين فرنسا وسورية بين عامي 1905و1910 بلغ 15 مليون فرنك ومع بريطانيا 6 ملايين ومع المانيا 1.3 مليون.
– في فقرة المرافىء السورية أشير الى المنافذ البحرية التالية : اسكندرونة, بيروت, اللاذقية, مرسين, حيفا, يافا, طرابلس, غزة, صيدا… مما يعني ان المراجع والدراسات ومراكز القرار السياسي تؤكد بالمطلق الهوية السورية لهذه المناطق…
– الحملة (الحرب) على سورية يجب أن تخطط بدقة عسكريا واقتصاديا واجتماعيا.
2- الفصل الثاني بعنوان : كيف يجب أن تكون سورية الفرنسية.
– في بداية الفصل تم تحديد حدود سورية السياسية كالتالي : من الشمال والشمال الغربي جبال طوروس, من الغرب البحر الأبيض المتوسط, من الجنوب الغربي مصر, من الجنوب الصحراء العربية ومن الشرق الصحراء السورية وبلاد الرافدين وهذه الأخيرة من الصعب تحديدها… و بناءا عليه تم رسم الحدود في الخريطة المرفقة بالكتاب.
– الملفت في تحديد وتسمية المناطق السورية أنه بعد تسمية دمشق وحلب ودير الزور وغيرها, توقف الكاتب ليؤكد أن لا يمكن فصل منطقة فلسطين عن سورية مستشهدا بما كتبه السيناتور بيير أتيين فلاندان Pierre-Etienne Flandin بأن فلسطين مرتبطة اقتصاديا واجتماعيا وبشريا ودينيا مع سورية بحيث يشكلان جسما واحدا لا يمكن تقطيعه.
– عام 1915, بلغ عدد سكان مدينة دمشق 230 000, حلب 200 000, حمص 34 000, حماه 30 000, اللاذقية 24 000. أما منطقة دمشق مثلا فبلغ عدد سكانها 920 000.
3- الفصل الثالث بعنوان : كيف نعمل على تنظيم وادارة سورية :
– السوريون لن يسمحوا لنا أن نحكمهم بالمطلق… يجب أن نرسل مختصون في كافة المجالات ليعملوا بهدوء…
– يجب أن نقوم بمشاريع بنيوية في المواصلات والزراعة والصناعة, وندعو السوريين للمشاركة فيها لنضمن البقاء.
– يجب أن نرسل خبراء وأكاديميون وغيرهم.
– ان مهمتنا ستكون صعبة… والسوريون سيراقبون بحذر شديد كل خطوة لنا… واذا رفضوا لا يتراجعون… وسيتصرفون الأنسب لمصالحهم سلميا وغير ذلك… ولكن نحن بحاجة لسورية بموقعها بثرواتها.
*- كتاب الوصاية الاستعمارية :
– ما طرحه هنري ريشار في هذا الكتاب دخل مرحلة التنفيذ بعد حين… باشراف مجموعة من السياسيين المتطرفين وعلى رأسهم روبير دو كي Robert De Caix الذي ينتمي الى مجموعة الفرنسيين الذين كانوا يعملون على اعادة الأمجاد الفرنسية والثأر من الذين تسببوا في اخفات وهجها, حيث ضمته وزارة الخارجية الفرنسية الى مجموعة مستشاريها, وكلف بشؤون سورية الكبرى ليستلم عام /1923/ مهام المندوب السامي الفرنسي في لبنان فكان له الدور الكبير والفعال في أعمال تشكيل الدويلات وتجزئة سورية الكبرى.
– وقد جمع جيرار خوري Khoury Gérard كتابات روبير دو كي الخاصة وتقاريره المنشورة آنذاك والتي تبين محاولات وأشكال تنفيذ ما كتبه هنري ريشار.
– كتاب جيرار خوري بعنوان : الوصاية الاستعمارية, الانتداب الفرنسي على سورية ولبنان؛ كتابات سياسية لروبير دو كي. Une tutelle coloniale, Le mandat français en Syrie et au Liban; Ecrits politiques de Robert de Caix. والكتاب نشر عام 2006 بعدد من الصفحات بلغ 535 صفحة.
*- أصدقائي…
– حتما من يقرأ الكتابين يجد أمامه ملفا اعد لشيء أكبر من مشروع احتلال طويل الأمد لا نهاية له… وهذا المشروع لم يدخل يوما طي الأدراج… وفعلا, أتت يومها فرنسا بجيشها الخليط من فرنسيين ومرتزقة من مستعمراتها… وخرجت رغم أنفها… لتعود مع حلفائها الغربيين قبل تسع سنوات من اليوم متسترة بمرتزقة من نوع آخر أكثر اجراما… وليتكرر مشهد الفشل كما نراه اليوم والذي سينتهي حتما بالخروج مرة أخرى… ولكن… هذه المرة… بنتيجة أكثر ايلاما حيث سيتلقى الغرب حتما اللطمات الارهابية الصاعقة من مرتزقته.
– من يبحث في مضمون الفكر السياسي الغربي السري والعلني… غداة حرب العراق /2003/ وحرب تموز /2006/ في لبنان والحرب على سورية منذ العام /2011/ يصل الى نتيجة وحيدة وهي أن الغرب لازال يشكل “فريقا استعماريا” لم يخفف يوما شيئا من نهجه الاستعماري… حيث لازالت استقلالية قرار الشعوب واستقرار بلادها في منطقتنا يشكل هاجسا مخيفا له,..
– لازال هذا الغرب يحاول أن يمارس في منطقتنا اسلوب التجزئة الدينية والطائفية لتبقى منطقتنا بعيدا عن الاستقرار والتقدم. وقد تبنى بوقاحة هذا الأسلوب المستعمر العسكري والاقتصادي الأمريكي الوقح ليسيطر ويهيمن على ثروات المنطقة وليجني من خلاله الكيان الصهيوني سبل الراحة ليتمكن من التوسع والتمكن بهدوء