غياث علي جوني
نَحْنُ أَسْرَىٰ (وَالْمَديد)
بَيْنَ مَهْدٍ ظَلّ فِيْ ذِكْرَيَاتِي
حَاضِرًا حَتَّى اخْتِلَاجِ الْمَمَاتِ
وَمَشِيْبٍ لَمْ يَكُنْ فِيْ حِسَابِيْ
أَنْ سَيَأْتِيْ قَاسِيًا لَايُوَاتِي
بَرْزَخٌ عَانَتْ بِدُنْيَاهُ رُوْحِيْ
وَاحْتَوَىٰ الإِرْهَاقُ فِيْهِ مَهَاتِيْ
كُنُتُ وَ الْأَحْوَالُ فَقْرّ وَخَوْفٌ
وَالأَمَانِيْ ثَائِرَاتٌ بِذَاتِيْ
أَسْرُجُ الْفَجْرَ بِعَزْمِ النَّشَامَىٰ
وَاخْتِيَارِ الْمَرْءِ للصَّالِحَاتِ
لَمْ أَخَفْ عَجْزِيْ بِهَمِّيْ وَسَعيِيْ
طَالَمَا الْعَجْزُ فَخَارُ السُّعَاةِ
كَانَ ظَنِّيْ أَنْ سَأَحْيَا عَزِيْزًا
بَيْنَ أَهْلِيْ قَبْلَ غَدْرِ الْوَفَاةِ
فَالَّذِيْ جَدَّ وَوَفَّىٰ بِوَعْدٍ
وَبَنَىٰ مَا يَنْبَغِي لَلنَّجَاةِ
لَيًسَ عَدْلاً أَنْ يُوَارَىٰ بِعُسْرٍ
هُوَ قَبْرٌ إِنَّمَا : فِي الْحَيَاةِ
إِنَّ لِلْإِيْلَامِ وَقْعٌ بِنَفْسِيْ
يَخْلُقُ السُّخْطَ بِقَلْبِ الْأَنَاةِ
ضُقْتُ ذَرْعَا بِالَّذِيْ قَالَ يَوْمًا :
لَيْسَ مَنْ كَدَّ ذَلِيْلَ الفُتَاتِ
هُوَ لا شَكَّ حَكيمٌ تَبَنَّىٰ
فِكْرَةَ الجِدِّ بِعَهْدِ التُّقَاتِ
نَحْنُ قَوْمٌ كَبَّلَتْنَا قُيُودٌ
فَبَقِيْنَا دونَ رَكْبِ الْبُنَاةِ
نَحْنُ أَسْرَىٰ بَنَيْ زَيْدٍ وَعَمْرٍ
وَوُقوفِ الْفِكْرِ عِنْدَ الْفِئاتِ
وَإِذَا مالْفِكْرُ شُلَّتْ رُوآهُ
وَتَدَنَّىٰ لِامْتِدَاحِ الْبُغَاةِ
أَوْ تَنَاءَىٰ عَنْ صُرَاخِ الضَّحَايَا
تَارِكًا أَحْوَالَهُمْ لِلجُّنَاةِ
كَيْفَ يَعْلو مُسْتَوانا وَنَحْيا
بِأَمَانٍ مِنْ جَحيمِ الْغُزَاةِ؟
كَيْفَ يَبْقَىٰ سَيِّدٌ فِيْ عُلاهُ
وَأَبِيٌّ مِنْ أُصولٍ أُبَاةِ ؟
دَرَجَ الْفَقْرُ عَلَيْنا فَمَلَّتْ
أَنْفُسُ النَّاسِ حَيَاةَ الْعُراةِ
كُلُّ نَفْسٍ فِيْ غِنَاها كَمِيٌّ
يَعْرِفُ الدَّرْبَِ لِسَاحِ الْكُمَاةِ
وَلِدِيْنٍ فَي النَّدَىٰ وَالمَعانيْ
لَيْسَ فِيْهِ طَاعَةٌ لِلطُّغاةِ
يَفرِضُ الْعَدْلَ خَلاصًا لِشَعْبٍ
لَوْ تَوَلَّى الْأَمْرَ حَدُّ الظُّباةِ
أَيُّهَا الْوِجْدَانُ فِيْهِمْ تَيَقَّظْ
وَامْتَثِلْ لِلْحَقِّ قَبْلَ الْفَوَاتِ