مدير خدمي بحلب يوفر تكلفة على خزينة الدولة الملابين بجهوده الفردية والوطنية والإنسانية،وذلك بالتعاون يدا بيد مع المجتمع الأهلي.
نفحات القلم/مكتب حلب
خـالد مصـاص
في ظل الوضع العام، فإن أي عمل تشـاركي وأهلـي يحقق الفـائدة والجمـال للبلـد، ويخفف القليل من الأعبـاء الماديـة الكبيرة عن خزينة الدولـة حتى وإن كان صغيرا فهو يدل على الشعور بالمحبـة والولاء والانتمـاء والغيـرة، وبالمسؤولية يدل علی التعاون والتشارك بين المجتمع الأهلي والجهات الأخرى في إعـادة وتجهيز وتأهيل وبناء جـزء ما، خلّـفه الارهـاب من دمـار وخراب كبيرَين،وكذلك ما قـام بـه المستهترون بالبنى التحتية للحدائق من شجر وحجر وحديد ومواد بنـاء.
والواجب الوطني والأخلاقي والديني وعلى الجميع تقديـمُ ما يستطيعون تقديمه، والوقوف مع الوطن، والعمل يـدا بيـد لتضميد جراحه، وإعـادة الألـق والجمال لـه.
فالوطـن يكبـر ويرتقـي ويفخـر بأهلـه المخلصين والأوفيـاء وبجهودهـم المتواصلة المبذولـة.
وبدعم ومباركة كريمة من د.معد المدلجي رئيس مجلس المدينة وبمبـادرةٍ فرديـةٍ ومتابعـةٍ دقيقـةٍ،من قبل المهندس/عزيز الابير/ مدير خدمات هنانو بحلب على تفعيل دور العمل المجتمعي بالتشارك ما بين مجلس المدينة والأمانة السورية للتنمية، والجهات الأخرى وبعض المخاتير، وجمعية المارونية الخيرية وبعض ورش الحدادة الصغيرة وأصحاب الأيادي البيضاء الداعمة وبالإتفـاق بمودة ومحبة مع أبنـاء اهالـي الاحيـاء على المساهمـة والعمـل يـداً بيـد في إعـادة صيانـة حاويـات القمامـة المهترئة المركونة والمنتشرة في شوارع هنانو،والأحيـاء المجـاورة لها وعددها حوالي 75 حاوية،من خلال العمل على مراحل، وبأريحية وبأجور التكلفة ليكون شكلها أفضل مما هو عليه الآن، ولتخدم المواطنين وعمال النظافة من عدم سقوط مخلّفات الأوساخ أرضا.
وبحسب معلوماتنا،فإنَّ عمـلا كهذا فقط يكلّـف خزينـةَ الدولـة مبالغَ كبيرةً بمئـات الملايين،ولذلك من هنا جاءت فكرةُ المهندس الابير للعمل التشاركي أمام حاجـة المجتمع سواء أكانـت في إعـادة الحديقـة أو في صيانـة الحاويات المهترئة ومنظرها غير اللائق في الشوارع.
ويجـري العمل حاليـا على صيانـة المبـاني والأسـوار والمقـاعد والألعـاب ضمن حديقـة هنـانو،والعمل تشـاركي بين مجلس المدينة والأمانة السورية للتنمية والمجتمع الأهلي.
وعلى ضـوء ما ذكرنـا،فقد بـاشرت مديريـةُ خدمـات هنـانو أمس بإجراءات تنفيذ العمل على أرض الواقع بعمالهـا وآليّـاتهـا.
وحرصـا منـا في تسليط الضـوء على هكذا مبـادرة التي قَـلَّ نظيرُهـا،ولتلك الجهود التي تُبـذَل،ولهذا العمـل التشـاركي الوطني الذي نفتخـر بـه جميعـا بين الجهات الحكومية والأهلية وهي رسالـة للغير كي يتمثّلوا تطبيقَها في أي مكان وزمان يحتـاج إلى تأهيلـه بدل الوقوف متفرجين وننتظر سنينَ قادمةً لإعادتها، وكي لا نحمّلَ الدولـةَ مسؤوليةً وأعباءَ كبيرةً إضافية.
وهنـا في حالاتٍ كهذه،فإنَّ مسؤولية العمل تقع على الجميع،وضمن إمكانية كل فـرد في المساهمة حسب موقع عملـه لبنـاء ما تضرر بـه وطنُنـا الحبيب.
المهندس عزيز الابير صاحب الفكرة الفرديـة والمبـادرة،أوضح بحديثه لنا أنه نتيجـة لوجود 75 حاوية قمامة تابعة لمديرية خدمـات هنـانو ومعظمها مهترئ ومرمي كثير منها جانبـا،حيث منظرُهـا غيرُ لائق في الشوارع والأحياء فقد لاحظت أن من واجبي أنْ أسعى لإعـادة تجهيزهـا من جديـد بحيث لا نكلّـف خزينـةَ الدولـة مبـالغَ ضخمـةً وذلك من خلال التنسيق مع المعارف والأصدقاء نتيجة العلاقات العامة والشخصية بالطيبة والمحبة مع الجميع لإجراء تعـاون وتشـارك مجتمعي بين مجلس المدينة والأمـانـة السوريـة وبعض الجهات الأمنية،وبعض المخاتير وجمعية المارونية الخيرية في المنطقة وأصحاب الورش المهنية والصناعية وأهل الحي والجوار من أصحاب الأيادي البيضاء والوطنية،حيث لَـبَّـوا نـداءَ المبادرةِ وقدموا لنـا الدعمَ والمواد وتأمين أجور الورش،وبحسب الإمكانيات المتاحة لكل مَن ساهم وعمل لإعادتها وتجهيزها من جديد.
وقد نـوّه م.عزيز أن سعـر كل حاوية يكلّف الدولـةَ 4 مليون ليرة سورية. ولدينا حاويات مهترئة للاستفادة من حديدها وهذا ما تـمَّ العملُ عليه،مؤكدا أنـه منذ الشهـر وحتى الآن تم صيانة وتجهيز أكثر من 35 حاوية أصبحت جاهـزة وهي خالية العلام،وكما يقول المثَل: (من دهنـه سقسق لـه..) ولا يزال عمل الصيانة جارياً ريثما ننتهي من صيانـة وتجهيز كافـة الحاويات المهترئة لدينا.
أما بالنسبـة لحديقـة هنـانو الكبرى فقد باشرنـا أمس أيضا،في تنفيذ أعمالها وبنفس التشاركية والأعمال تشتمل على:
إعـادة ترميم وتجهيز سُـور الحديقـة وصيانـة المقـاعد والألعـاب وتدهينها وأيضا للغـرف داخل الحديقة والحمامات وبناء الأبواب وترك بابين فقط من أصل خمسة أمام الزوار وتعشيب وزراعة أشجـار و ورود وما يلزم ضمن الإمكانيات لإعـادة الحيـاة والجمـال إليهـا كونها راقيـةً ومتنفساً للجميع بعد أن خرّبهـا الإرهـابُ وقطّع وأحـرق منهـا أشجـاراً كثيرةً،ولجـأ إلى سرقـة ما سـرق منهـا وعبـث المستهترون فيهـا أيضاً.
وبهذا العمل الوطنيّ والتشاركيّ الشعبيّ نكون أولاً قد وفّـرنـا على مجلسِ المدينـة قيمـةَ دفع أكـثرَ من حوالي 200 مليون ل.س لإصلاح تلك الحاويات وهي كما ذكرنـا مبـادرة أهليـة محليـة مشتركـة،وبطيبـة وأخلاق ومساعدة بعض المحلات وورش التصليح وبدعمٍ ماليٍّ من قِبل متبرعين ومحبين وطنيين لهذا العمل.
وأكّـد م. عزيز أن هذا العمل يأتي من واجبنـا الوطنيّ والعمل الإنسانيّ في ظل الإمكانيات وقلة عـدد الحاويات وغلائها.
وبالتالي،فإنَّ العملَ التشاركيَّ بين أفراد المجتمع واجـبٌ وبـادرةٌ ايجـابيةٌ تجـاه بلدنـا ولخدمـة المواطنين في بيـئـة نظيفـة وتخفيف الأضرار على الشوارع ولا سيما رمي المخلفات في الحاويات المخصصة لها ضمن مساحة جغرافية لقطاع هنـانو وهي 4000 هكتار، ومساحات خضراء 65 هكتار وعدد المناطق التابعة هي 15 منطقة.
كما أوضح م. عزيز أن كافـة أعمـال صيانـة الحاويـات وتجهيزهـا ستكون قريبـاً جاهـزة لوضعها في الخدمـة ضمن الشوارع..
وكذلك،فإن حديقة هنـانو الكبـرى سيكون انتهـاء أعمالهـا خلال فترة أيام وتكون أمام الـزوّار.
مبيناً أن مساحتَهـا حوالي 8 هكتار أي بمعدل حجـم الحديقـة العامـة في حلـب.
كمـا نعمـل أيضا إلى جانـب ذلـك في إعادة بنـاء سـور المديريـة الخدميـة في هنـانو.
وختم المهندس عزيز الابير حديثَـه قائـلا:
بكل فخـر واعتزاز ودون منٍّيّـة ودون إكراه لأحـد فإننا نعمل بواجبنا الوطنيّ والأخلاقيّ..
كما نأمل من جميع الأخوة الأهالي نشر ثقافـة الوعـي والتعـاون معـا يـداً بيـد والتقيـد بمواعيد رمي القُمامة في الأماكن المخصصة لها لخلق بيئـة نظيفـة وسليمـة ينعـم بهـا الجميع.
ونحن من موقعنـا الإخبـاريّ،نثمّـنُ ونقـدّر عاليـا تلـك المبـادرةَ التشاركية الرائعـة التي تمّـت بين الجهـات وأبنـاء المجتمع الأهلـي على جهودهم الحثيثة المخلصة،وبالأخص المهندس الراقي والوطني عزيز الابير الذي ترفع لـه القبعـة ولكافة العاملين مشكورين وهم يتابعون سيرَ تنفيذِ الأعمال على قدَمٍ وساق..
كما نأمل ان تعمم هكذا اعمال والمبادرات لاحقا
