ياسين عزيز حمود
ويذوبُ شدوكِ فوقَ هاتِيكَ البراري
في لحنِ يَنبوعِ الصّباحِ على الذُرا
كالنّاي يغفو صوتُهُ السّكرانُ في أحناءِ غابِ
ورعاةُ هاتِيكَ القُرى
وقطيعُها المفلوشُ معْ قُزعِ الغيومِ
يكادُ يسبحُ في السّحابِ
يهواكِ يشدو نايُ روحي
لهواكِ وقّعَ لحنَهُ الشُّحرورُ في وادي حنانيْ
ولأجلِ حُبِّكِ قد مضيْتُ مُغالباً
صخَبَ العُبابِ
وحدي وراحَ الموجُ يلطمُ وجهَ مركبيَ الجريحِ
مِجدافُ قلبيْ غالبَ التّيارَ
والريحُ تعوي كالذِّئابِ
قلبي يُناجي اللهَ يسبحُ في سناهُ :
مُتوضِّئاً مِنْ نورِ وجهِكَ – يا إلهي –
أنا في صقيعِ الحزنِ ألمحُ كوكباً
فأقولُ : هذا……….
أنا في سهوبِ الجوعِ أبحثُ عن مراعٍ
غنمي وكوخي في برارٍ مِنْ غمام
تترنّحُ الوديانُ من شجوِ الحفيفِ وهمسِ آهاتِ المساء
والليلُ يطوي حلمَ ساريتيْ الحزينْ
والموتُ يكتبُ فصلَ قصّتيَ الأخيرْ
وحدي أنا ونديمُ قافيتي الألمْ
أو ما تبّقى من دموع
وحديْ أنا في ليلِ بيداءِ الزّمنْ
رحلَ الذينَ أُحبّهم , والموتُ يطوي ما تبّقى من أملْ
(الموتُ يطوي في ظلامِ القبرِ حتّى الذكرياتِ)
والذكرياتُ الباكياتُ يلُحْنَ لي
وأراكَ تدنو يا كفنْ!
من ديواني سوانح/ ياسين عزيز حمُّود