الكل وعلى رأسهم أمريكا، يسعى لتوظــــــــيف (الحرب) الدائرة بين العشائر العربية، وبين قسد الانفصالية لصالحة.
عمـــــــلاء أمريكا في العراق وسورية، ومعهم الانفصاليـين الأكراد، يتعلقون بأذيال أمريكا كمنقذ.
مهما كانت نتائج الحرب في الجزيرة، ومهما قيل، ويقال، ستكون لصـــــالح سورية، وضد أمريكا وقسد.
المحامي محمد محسن
كل التشكيلات التي تتعامل مع أمريكا، تضع في معيارها عند تقييمها للموقف، القوة العسكرية الكبرى التي تمتلكها أمريكا، والتي لا تدانيها قوة، ونحن نقر بهذا، ولكن الفرق بين الحقيقة ورغباتهم، تكمن في أنهم لا يدركون أنه ومهما تطاولت القوة العسكرية الأمريكية، لا قبل لها بمواجهة عشرات الفصائل المقاومة، التي (تكمن) للوجود الأمريكي في كل زاوية، في الجزيرة السورية، وخارجها، وفي العراق، وعلى أطراف نهر الفرات.
كل محلل سياسي عملائي، يملك بعض المنطق، يدرك هذه الحقيقة المرة، وعليه أن يدرك أيضاً، أن أي صراع داخل الجزيرة السورية، سيحول الجزيرة من أرض مستقرة لصالح الوجود العسكري الأمريكي، وأداتها قسد، إلى أرض متحركة، موارة، لا تخدم الطرفين.
فالدماء التي سفكت من القبائل العربية، على يد قسد، وحماتها الأمريكان، سَتُبْقي على حالةِ عداء طويلة الأمد، بين الطرفين، وعندما نأخذ بعين الحقيقة الوجود العربي الطاغي على أرض الجزيرة، والذي يزيد عن / 85 % / والمنتشر على مساحة واسعة من الأرض تتناسب وعدد السكان، في الوقت الذي تتواجد فيه قسد في شريط حدودي ضيق مع تركيا، سيوظف هذا الواقع الديموغرافي دائماً، لصالح الغالبية العربية.
فليس من المنطق أن تحكم أقلية سكانية انفصالية، لا تزيد نسبتها عن 15 %، النسبة الكبيرة الباقية من السكان، لولا الدعم الأمريكي لهذه الأقلية، مما يجعل الاستمرار بهذه الصيغة المعتلة، رهن بالوجود الأمريكي، لذلك ومهما كانت نتيجة الحرب الدائرة الآن، بين المكون العربي، والانفصاليين الأكراد، فلن تعود العلاقة إلى ما كانت عليه سابقاً.
ولا يجوز أن نغفل دور الجيش العربي السوري، وحلفائه، وأصدقائه، إلى جانب المقاومة، الذين لن يقفوا متفرجين، في هذا الصراع الذي يمكن اعتباره مصيرياً، في هذه الحالة غير المستقرة، وإمكانية تزويد بعض القبائل الوطنية بالسلاح، والرجال، والدعم اللوجستي.
مهما حاول المزيفون تضخيم الدور الأمريكي، وحجم تأثيره في المنطقة، لا يستطيعون إنكار حالات التفلت التي تمت ولا تزال، من تحت المظلة الأمريكية، ومن التبعية المطلقة لأمريكا، وبخاصة في العراق، وممالك الخليج، وهذا الواقع سيشيع حالة من عدم الاستقرار، للوجود الأمريكي في الجزيرة السورية. وسيلقي بظلاله السلبية على أمن قسد.
مهما كانت نتائج الحرب الدائرة بين المكون العربي والانفصاليين، ومهما كان عليه واقع العشائر العربية، من تباينات في المواقف، التي تحكمها غالباً المصالح، والتي لا تسمح لنا واسعاً ببناء آمال عريضة عليها، لا يمكن أن نتجاهل الشرخ الواسع، الذي شكلته هذه الحرب، والتي أعطت قسد، وحتى الحامي الأمريكي، درساً بأن المنطقة غير مستقرة، وهذا سيدفع الحليفين للتفكير بالمستقبل بشكل أكثر واقعية، وسيدفع المحتل الأمريكي إلى الخروج.