لو أستطيعُ أن أقولَ لكَ،: صباحُ الخير،
كأيِّ إنسانٍ يقولُ لأمِّهِ كلَّ صباحٍ،:
– صباحُ الخير.
أنا،
جِدُّ حزينٍ يا وطني وأحتاجُ
إلى حفنةِ فرح.
كلّ،
ليلٍ أحدّقُ في اللّيلِ الكبيرِ
وأحاولُ أن أرجمَ الفراغَ
وألعنَ الإذاعاتِ والصّحفِ
وأقولُ،: – كفى.
أتّكئُ،
على شرفةٍ مهدَّمَةٍ وأفكّرُ في هذا
البحرِ كيف يمكنُ أن يكونَ
حوتاً يبتلعُ خرابَ
المدينة.
أهاتفُ،
أحداً ما في المساء وأحياناً أذهبُ إلى
غاليري عامر علي وفي البالِ، دائماً،
صديقي الُذي لا يردُّ على هواتفي
حائراً مثلي في
الجهاتِ.
لا أعرفُ،
ما الّذي أفعلُهُ.
أدخّنُ،
كثيراً وأحلمُ كثيراً وأكتبُ كثيراً
ولا أعرفُ مالّذي،
أفعلُه.
أُعَرِّجُ،
على مقهى بعد أن تفرغَ قدَمايَ
من شوارعِ المدينة.
البحرُ،
واسعٌ أمامي والنّساءُ الجميلاتُ
جميلات بما يكفي.
لستُ،
مهتمّاً بشيء وهذا،
في اعتقادي،
شيءٌ مهمّ.
ليس،
معي غيرُ حزني.
وَجِلٌ،
وقلقٌ ومجنون أمشي في
شوارعِ المدينةِ
تاريخُ،
الحزنِ منْ تاريخِ أوّلِ بيانٍ
للبشريّةِ عنْ تاريخِ،
الخبز.
وَجِلٌ،
أنا وخائفٌ كابتسامةِ طفلٍ.
قلقٌ، أنا وحزينٌ كدمعةِ
أمي.
قلقٌ،
ومجنونٌ ومارقٌ،
كالعواصف.
حزينٌ جدّاً..
وليس في نيّتي أن
أغيّرَ العالَم.
حزينٌ..
لكنّني طيِّبٌ وأفرحُ لما
يُقالُ في الصّحفِ عن المناخِ الجيّد
والوضعِ الجيّد والأمورِ الّتي هي
دائماً يا حزني الكبير،: – بخير.
أنا،
جِدُّ حزين يا وطني
وأحتاجُ إلى حفنةِ
فرح.