هَلَّ الْهِلَالُ وَشَهْرُ الصَّوْمِ يَقْتَرِبُ
فَاربِطْ دِثَارَكَ إِنَّ الْكُلَّ مُغْتَرِبُ
مَغْرُورُ يَفْنَى كَمِثْلِ الطَّوْدِ فِي جَبَلٍ
فَاسْجُدْ لِرَبِّكَ عَلّّ الذَّنْبَ يَنْحَجِبُ
الطِّيبُ رِيحُكَ فَوْحُ الْمِسْكِ مِنْ كَلِمٍ
وَالْعِتْقُ فَوْزُكُ لِلْفِرْدَوْسِ تَنْقَلِبُ
أَقْبِلْ بِنَفْسِ ذَلِيلٍ سَائِلاً أَمَلاً
بِالدَّمْعِ تَرْجُو عَظِيمَ الْأَجْرِ تَحْتَسِبُ
وَاهْجُرْ لِذَاذَكَ إِنَّ الْحُلْوَ في نَبَأٍ
دُنْيَاكَ ضِيقُ نَعِيمِ الْعَيشِ يُرْتَقِبُ
كُنْ مِثْلَ صَحْبٍ مَعَ الْمَحْمُودِ مُمْتَثِلٌ
آسَادُ هَوْجَاءَ مِنْهَا الْخِصْمُ يَنْتَحِبُ
رُهْبَانُهُمْ بَعْدَ جُهْدٍ فِي مَسَاجِدِهِمْ
يَدْعُونَ يَا رَبُّ لِلْإِيمَانِ نَنْتَسِبُ
سَارِعْ لِفَرْضٍ بِخَيْطِ الْفَجْرِ مُنْتَشِيًا
فِي السِّرِّ تَدْعُو وَلِلْقُرْآنِ تَنْجَذِبُ
الذِّكْرُ نَهْجُكَ لِلرَّحْمَانِ مُقْتَدِرٌ
فَي سَائِرِ الْيَوْمِ نَفْعٌ مِنْهُ يَنْسَكِبُ
بَعْدَ الْعِشَاءِ تُصَّلِّي سَاعَةً عَدَدًا
عَشْرٌ قِيَامٌ وَ بِالْإِحْسَانِ تَنْكًتِبُ
يَا رُبَّ نَيْفَ جَلَالِ الشَّهْرِ مُنتَظِرٌ
رَيَّانُ بَابٍ وَنَحْوَ القُربِ نَحْتَجِبُ
صُمْنَا فَصِرْنَا كَنُورِ الْبَدْرِ طَلَّتُنَا
وَالصَّيْدُ فَوْزٌ بِوَجْهِ الْلَّهِ نَنْتَصِبُ
َ
بَحْرُ الْبَسِيطِ
عماد الدين التونسي