تصدير :
-على غير عادتي استيقظت فجرا .. كنت ملهوفا ومتوترا .. ليلتها زراني كوابيس الأرض كلها .. حتى غير مرة أعلنت صراخي، وتكلمت، وغنيت وبكيت ، ولا أدري إن رقصت أيضاً !!. زوجتي وابنتي الصغرى نهضتا مرعوبتين مصعوقتين .. زوجتي أسرعت ،وحملت لي سطل الماء، وهي تردد بسملات وتعويذات .. اعوذ بالله من الشيطان.. بسم الله .. ياحنّان يا منّان احمِ جوزي* خلف التعبان .. احشره مع الصحابة، والصديقين، والأولياء الصالحين ، واطرد عنه عصابات النسوان و الجان .. يا منّان .. يا حنّان .. جوزي خلف التعبان .. أما ابنتي المسكينة فقد حملت العصا ، وراحت تمارس الطرق القوي على طنجرة البافون المخصصة لطبخ المحاشي * والكلال * ظنأً منها ان شياطين الأرض قد دخلت بي و لبستني.. تهافت الجيران وسكان الحي والأحياء المجاورة .. حتى أمة لا إله إلا الله بالمدينة كلها جاءت جميعها ، و احاطت بي .. ثم صنعوا موقدا حجرياً ، واوقدوا النار فيه تحت قِدرٍ كبير مليء بالماء ، ثم قاموا بتقطيعي اربا اربا ورموا بي داخل القِدر .. صرخ أحدهم : لا تكثروا من البصل المفروم .. كيلو البصل بعشرين ألف ليرة … ونادى آخر : قللوا من الثوم وضعوا فصين أو ثلاثة على الأكثر كيلو الثوم باربعين الف ليرة، و صرخت احداهن .. كيلو الرز العادي ارخص من كيلو رز الكبسة .. قللوا من الفلفل والملح والسمن .. أسعارها واو .. – شيدت بيوت الشَعرِ الأميرية المثلثة والمروبعة ، وفرشت البسط والسجاجيد ، ووزعت ( المخاد ) والمفارش .. ثم بدأت الوفود الحكومية من وزراء ومحافظين وقادة شرطة توافدوا بسياراتهم الفارهة ،ويتبعهم فصيل من المدراء والمخاتير ، وجمهور امة لا إله إلا الله .. وبعد أن وصلوا وأخذوا امكنتهم .. مُدّت المناسف التي اكتظت بقطع لحمي المحمرة كساها اللوز والصنوبر حتى غطت الرز ..
مدّ رئيس الحكومة كلتا يديه إلى رأسي تناوشه ، بينما المطرقة بيد مساعده الذي هوى بها على الرأس وفتحه نصفين.
– قال رئيس الحكومة : الرأسُ للرأسِ ، وانا الرأس .. أما الوزراء فاكتفوا باللسان وتقاسموه فيما بينهم قطعا متساوية …
– قال المختار : لحم اللية مدهن ولذيذ .. وقالت إحداهن للاخرى : إليكِ بالعصعص ، واكتفت الأخرى وهي تدفع بإصبعها قضيب اللحم إلى فمها متلذذة قائلة : كله هبر .. يا سلام .. وقال أبو عبدو رئيس مخفر الحي : يا شباب .. شباب المخفر مستنفرون لحماية الشباب .. ينتظرون الافخاذ والمعلاق والكلى والقلب من حصتهم ..
– دخل المخرج المنصة وخلفه ممثلتان إحداهن تحمل سطلا ً فيه ماء تدلقه على الممثل النائم بعمق بينما الممثلة الأخرى تبدو وهي تحمل طنجرة صغيرة وملعقة تضرب بها قعر الطنجرة بقوة لكي يستيقظ .. ينهض الممثل خائفا ويهرب خارج المسرح .. يتبعه المخرج وهو يصرخ : أوقفوه .. ابن الحرام العرض سيبدأ بعد دقائق .. الجمهور يملأ الصالة .. ( يدخل الممثل وخلفه رجلان من الدرك وقد أقتاداه .. يسلمانه للمخرج ليبدأ العرض .. من جديد يهرب الممثل والجميع يلحق به دون الإمساك به .. )
– الجمهور وقوفا يصفق مع التصفير .. لأنه يحب التصفيق ..!!!
(* جوزي ) بالعامية
اللاذقية ١٦ / ٩ / ٢٠٢٣م