حمزة، هو الإنسان البسيط في كل زمان، حطب المحرقة من دون أن يدري
…..عمي حمزه…
.
في بلاديْ
يُسقط اللوزُ نجوماً فوق سورِ المقبرةْ
حيثُ نامَ العمُّ حمزةْ
لم تكن تعنيه أسماءَ الشوارعْ
أو وجوهَ العابرينْ
كانَ مِثلَ القمحِ أسمرْ
مِثلَ حبّاتِ البَرَدْ
يطحنُ الحُلمَ خريفاً
ثُمَّ يُؤويهِ رغيفاً في الشتاءْ
هذهِ اﻷرضُ تعرّتْ
واستباحتها الكروبُ
تبلعُ الموت وتمضي
تحمل النعش الدروبُ
حيث نام العمّ حمزة
عندَ سورِ المقبرةْ
***
عمُّ حمزةْ
لمْ تكُنْ تعنيهِ أعناقُ النساء
والتفاتات اﻹثارةْ
وحدُّها أمُ البنين
كانتِ اﻷرضُ التيْ تدنوْ ثِمارَهْ
هلْ تُراها ما تزالْ
مِثلَ أعشابِ الرَّبيع
كانَ حمزةْ
يعرفُ الحبَّ بأسماءِ الفصول
يومَها أقسمَ جَهْراً
أنها أغلى مِن المحراثِ والثورِ
ومِن أحجارِ دارِهْ
فلماذا ماتَ حمزةْ؟
***
نامَ حمزةْ
تحتَ سورِ المقبرةْ
لمْ يكنْ يعرفُ الأنسابَ
أو تعنيهِ ثارات القبائلْ
كانَ مِثلَ اﻷولياءْ
مِثلَ زَهرِ الياسمينْ
(خلقَ اﻹنسانَ مِن ماءٍ وطينْ)
قالَ حمزة:
وأغترفُ
بعضَ ذرّاتِ الترابْ
يَمَّمَ الوجهَ صعيداً
ومضى يَتلو الصلاةْ
سكتتْ كلُّ البَلابلْ
أنصتتْ كُلُّ شُجيراتِ الصّنوبرْ
وعتيقِ السِّنديانْ
كانَ حمزةْ
يعبد الله ويدعوهَ كثيراً
يَحفظَ المحراثَ والثورَ ويكسو
كلَّ عُريانٍ وجائِعْ
كانَ يدعوْ للعصافيرِ بماءْ
كانَ شلاّلَ ضياءْ
فلماذا نامَ حمزةْ
تحتَ سورِ المقبرةْ
***
كيفَ نامْ؟
يا عصافيرَ البراريْ
هلْ سيأتيْ ذات هطلٍ
غيثَ طهر
حبلت في قهره سودُ الغمامْ
أنت ياذاك الشفقْ
يالذي مازالَ أحمرْ
دمُ حمزةْ
صبغ الأحلامَ
واغتال الربيع
هل سيأتي
بعد هذا القحط
هل ياتي الربيع؟
أين تلك الكف من ْ كانتْ تُغنيْ
تزرعُ اﻷرضَ مواعيداً وجنةْ
فتدُّبُ الروحُ في نسغِ اﻷجنة
أينَ حمزةْ؟
رحلتْ كلُّ العصافيرِ ونامتْ
تحتَ سورِ المقبرةْ
حيثُ نامَ العمُّ حمزةْ
———-
ريمُ البياتي