رسالة إلى وطني تقول : الحل السياسي لا يمكن أن يعبده ويضبط بوصلته إلا مؤتمرا وطنيا جامعا لا بديل عنه في ظروف المحنة والأزمة القاهرة للوطن ..!!، لأن الحاجة الملحة اليوم هي لإطلاق مؤتمر الحوار الوطني بين كافة أطياف الوطن بكافة مسمياتها وتواجداتها، ليكون مؤتمرا تأسيسيا سياسيا واقتصاديا متكاملا، كما حصل ما بعد الحركة التصحيحية عام ١٩٧٢ ..، ونحن نعلم أن العروبة هي منقذنا، وعلى حزب البعث العربي الإشتراكي تحمل كامل المسؤولية وطنيا وشعبيا، وعليه تعبيده الطريق عاجلا والبدء بمراجعة ذاتية ونقدية شاملة ومثمرة لمسيرته يبحث ويحلل فيها كل الملفات وعليه البدء في تنفيذ حسابات ومحاسبات وترجمتها واقعا أمام جماهير شعبنا العربي السوري لتعود ثقته بنفسه وبوطنه، والمهم للوطن أن يعمل عاجلا لإطلاق مؤتمر وطني جامع بقيادته، يجمع فيه كافة القوى الوطنية في أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية والتي يتقدمها الحزب كرأس حربة وقائدا لها، والى جانبها كافة القوى من الأحزاب المرخصة حديثا التي عول عليها بالكثير ..!!، والتي يتم تقاذفها وتمييع دورها ويتم نعتها في دهاليز السياسيين وكواليسها بأوصاف شتى، وكذلك قياداتها . ، متجاهلين وطنيا دور هذه الأحزاب وأهميته ووجودها في هذه المرحلة اليوم وأكثر مما مضى ..!!، والأهم وهو المهم ..!!، هو القوى الوطنية الصامتة في هدوئها وعملها وما يتطلبه تجميعها كقوى وطنية وبكافة مسمياتها وعناوينها وإلى جانبها كل القامات الوطنية من أهل الاختصاص والخبرة والمؤهلات والأكاديميين ورجال الدين وعلمائه .. .
الكل يعلم سرنا أن أبينا جميعا أن حزب البعث صاحب المشروع القومي النهضوي العربي هو الذي يدفع الثمن باهظا لمواقفه القومية، وهو لم ولن يتخلى عن قضايا أمته العربية وخاصة القضية الفلسطينية التي هي قضيته المركزية وطنيا وعربيا وإسلامية ومن أجلها يدفع بالكثير وطنيا وشعبيا، فما كانت المقاومة يوما إلا هجوما ..!!, وليست مناورات وخندق للدفاع، وكان البعثي حتى يحصل على عضويته كحزبي بمرتبة عضو عامل، عليه أن يقوم بأعمال المقاومة ويمارس العمل الفدائي، ويشهدوللبعث شهداء كثيرون ناضلوا في سبيل قضية فلسطين وقضايا عربية أخرى في الجزائر والعراق ولبنان واليمن وإريتريا وغيرها ..!!، فالمقاومة هي الرد الحاسم الذي يفرض الاحترام للوطن، واليوم يتجسد في المقاومة محورها المقاوم بكافة قواه والكل يعلم أن رأس حربته في المواجهة والتضحية والفداء هي سورية، فنحن في عالم لا يحترم فيه الضعيف ..!! بقدر ما يحترم فيه القوي ..!!.
لقد جار الزمان علينا باخطائنا نحن وتراكمها وعدم مبالاتنا لهذه الأخطاء والعمل على إصلاحها، واليوم نحن من ندفع أثمانها الباهظةفي ما عكسته ازمتنا الوطنية في صورتها التي تكريت بمؤامرة كونية للنيل من مكانة وهيبة سورية وطنا وشعبا، ولكننا لسنا ضعافا ولا مهمشين، ولن نقبل أن نكون ملطشة، ولا ساحة تصفية للحسابات والمواجهات للقوى الدولية ومشاريعها وتأمين مصالحها في المنطقة يفرضها علينا بسياساتها واستراتيجياتها الممنهجة دوليا في تحقيق النفوذ والتقاسمات الدولية والتقاسمات وحماية المصالح .. .
يا جماهير شعبنا العربي السوري . !!، إنه البعث السوري العربي وهو وباسم جماهير الوطن وشعبه من اختار بشار الأسد وانتخبه ليكون رئيسا للجمهورية العربية السورية، والبعث هو اليوم ينادي قائد الوطن بقوة إرادته وصموده وتصميم جماهيره ليقول له : نحن معك وننتظر منكم قرارا وطنيا ليكون طريقا جامعا لوحدة الوطن بكل قواه وجماهيره، نريد ونطالب بالإصلاحات والتصحيح وقرار بالعفو الوطني الشامل عاجلا لإصلاح حال كل مؤسسات الوطن، والأهم في كل ذلك ..!! ، هو إعادة تأهيل الإنسان فيها وإعادته من عصف الأزمة وما أنتجته وفرضته من ممارسة السلوكيات الخاطئة ليعود ليكون مواطنا وإنسانا صالحا ..، فما كانت المواطنة يوما في تاريخ الأمم إلا أعلى درجات الوطنية لأنها تعني الإنتماء والهوية الوطنية، فالأوطان لا تسمى اوطان إلا بالوفاء للإنتماء ولمساحته الجغرافية بما تمثله من البيئة الحاضنة لكل إنسان وفي اي مكان وزمان .. .
فاليوم علينا أن لا ننسى بل نذكر بعثنا أن السويداء وحدها ومن جماهيرها فقط ..!!، هناك أكثر من ستون الف بعثيا فأين هم ..!!؟؟، والوطن منهم أين ..!!؟؟، إن لم يكن رجالات البعث بالجبل الأشم هم في طليعة المواجهة والتصدي لتحقيق مطالب جماهيرنا في السويداء فمن سيطالب بها ..، ونحن نعلم أنه على كل الأصعدة هناك مطالب وأعمال واجبة التنفيذ العاجل ما بين الوطن وأبنائه وليس في السويداء فقط، بل في كل محافظات الوطن السورية .. .
كذلك نتابع ونذكر بكل المحافظات شمالا وشرقا وغربا وجنوبا لنقول : يا حاضنات البعث اين رجالات البعث فيكم ..!!,، فلا يليق بالانتماء الوطني أن نترك شبرا من ارضنا إلا على جسدنا ..، فأين الشهامة والرجولة الوطنية وتجمعات جماهير المحافظات في دمشق ونحن أمام مثال واحد فقط نشاهده ..!!، هو تجمعات تسكنها بأشكال متنوعة ممثلة لجموع المهاجرين والنازحين تاركين كل ما يملكون في محافظاتهم، حيث نشهد على نموذجا لهذه التجمعات الضائعة والتائهة في فنادق دمشق وفي مساءات وليالي وصباحات حدائق ساحة المرجة وغيرها من الساحات والشوارع في دمشق، فأين شهامة الوطن وشهامة رجالات الجزيرة ومحافظاتها، والبعث أين ..!!؟؟، بل اين شهامة رجال البعث تاريخ الماضي وما صنعوه وقدموه من مؤسسات وطنية نموذجية لا تزال قائمة في إدارة الوطن صامته وقد حمته من السقوط بصمودها ..!!، لنجد اليوم من يدمر المؤسسات الوطنية من جحافل دواعش الداخل ولصوصه والفاسدين فيه متغطين معظمهم باسم الحزب وسلطته وعباءته في ممارساتهم والتي هو بريء منها أمام الله والتاريخ والوطن، ويشهد عليها ما هو واقع الاستثمارات الخيالية لأموال كبيرة لحفنة من الحزبيين الذين يملكون وأبنائهم اليوم مؤسسات متعددة ومنها الجامعات الخاصة والمدارس ومشاريع متنوعة تقودها الرأسمالية الحديثة المنشأ على حساب الرأسمالية الوطنية التي تلاشت ورحلت وسافرت وهاجرت بعد أن أصبحت هدفا وعدوا لظلال الوطن ومنبع جمع الضرائب التي لا تحصى بمسمياتها والتي وصلت إلى حد لوي بل كسر الذراع للحسابات وخزن وجمع الأموال بإسم خزينة الوطن ..، وكل ذلك بالتوازي مع كشف النهب لأموال الوطن ..!!؟؟، والأرقام المنهوبة خيالية وهي في معظم مفاصل مؤسساتنا ولا يحصل ولا يكشف إلا على القليل منها، فهناك من هم وراءها ومن يحميها ويستفيدون منها ..!!، أما إلى الرأسماليين الجدد حديثي الكار والنعمة ونعرفهم واحدا واحد ..!!, فالسؤال إليهم : من أين لكم هذا ..!!؟؟
ونحن كلنا نعلم أن البداية والحل ببساطة لن يكون إلا قرارا ملزما من الوطن لتعاون وتكافل وعودة عن ما نحن وصلنا إليه، والأهم أن ننادي بالدفاع عن كل شبر من ارضنا وكلنا معا، لا أن نترك منازلنا وأملاكنا لعصابات اللصوص والمرتزقة أثرياء الأزمة وأمرائها من دواعش الخارج والداخل .. .
نحن اليوم أكثر ما نكون بحاجة إلى ديمقراطية المؤسسات الجامعة للشعب وإطلاقها، وليس ديمقراطية الشعب الذي صنع المؤسسات ويثق بها ويناديها ولا من مستمع ..!! .. .
لذلك علينا أن تراجع أنفسنا وان نعلم ونفهم ومتفهمه ..!!؟؟، أننا لن نبني وطننا إلا حين نشرب من نهرِ الرجولةِ ونعود ماضينا لنتربى في ميدان الكفاح ونكسب لقمة العيش بالحلال ونستنشق من الهواء الكرامة وعزة النفس ..، أما بغير ذلك فالوطن سيبقى حلم بعودته وطنا يا وطني ..!!، ولكنك ستعود وعاجلا والايام بيننا .. .
عشتم وعاشت سورية عربية حرة مستقلة .. سورية لن تركع ..
عاشق الوطن ..
د. سليم الخراط
دمشق اليوم الاحد ٢٤ ايلول ٢٠٢٣.