مهند الحميدي – نفحات قلم
أطلقت الغرفة الفتية الدولية اللاذقية JCI lattakiaبالشراكة مع الغرفة الفتية الدولية قفصة من تونس، والغرفة الفتية الدولية مراكش من المغرب، والغرفة الفتية الدولية لبنان، وجامعة المنارة السورية الخاصة، والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية – فرع اللاذقية، مشروع كوداثون الذي يجسد نموذجًا من الهاكاثون الحدث التقني الذي يمتد عادةً لفترة محدودة، ليجمع مهتمون بالبرمجة والتقنية والابتكار بهدف التشبيك والتعاون لإطلاق حلول تقنية لمشكلات محددة أو تطوير أفكار جديدة.
ونظمت الغرفة الفتية الدولية اللاذقية الحدث الختامي للمشروع في مسرح جامعة المنارة في اللاذقية يوم الأحد الموافق 17 أيلول 2023، الساعة 2:00 ظهرًا.
لماذا كوداثون؟
وفي حديث لنفحات قلم؛ قال جونيور مخول، رئيس مجلس إدارة الغرفة الفتية الدولية اللاذقية للعام 2023، إن “توجهنا لإطلاق مشروع كوداثون نابع من ملاحظتنا في الغرفة الفتية الدولية للافتقار إلى مجتمع يبتكر حلولًا جديدة لمواجهة الأزمات في ظل مشكلات بيئة التعلم وتبادل المعلومات في النطاق البرمجي داخل المجتمع المحلي، فضلًا عن غياب طرق التعاون بين المبرمجين، ما أدى إلى اتساع الفجوة بين المبرمجين الباحثين عن فرص عمل، والتأثير على الشركات في استقطاب مبرمجين بكفاءة عالية”.
الفئة المستهدفة
وأضاف إن “الفئة المستهدفة في مشروعنا تتمثل في طلبة الاختصاصات التقنية، والمشاركين في المسابقات البرمجية سابقًا، والعاملين في القطاع التقني، والشركات الناشئة، والمبدعين الشباب ضمن المجتمع المحلي”.
حلول كوداثون
وقال همام ياسين، نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة الفتية الدولية اللاذقية، لنفحات قلم، إن “المشروع يندرج ضمن النطاق الدولي للغرفة، وتضمن تشكيل فرق من المشاركين للتنافس معًا على إنجاز مشروع تقني أو الوصول إلى حل تقني لمشكلة يتم طرحها عليهم خلال المسابقة”.
وأضاف إن “هاكاثون يشجع الفرق المتنافسة على التفكير الإبداعي والعمل الجماعي والتطوير السريع، ويوفر للمشاركين فرصة لتوسيع شبكة علاقاتهم وتبادل المعارف والخبرات. ويشارك عادةً في هاكاثون شركات تقنية لتقديم دعم فني وتقني ومالي للمشاريع الناشئة للمشاركين في المسابقة”.
وتابع: “انطلاقًا من أهمية التنمية المستدامة في زيادة فرص الوصول إلى الموارد والخدمات الأساسية في المجتمعات، عملنا على توجيه كوداثون ليساهم في تحقيق 4 أهداف من أهداف التنمية المستدامة، من خلال بناء بنية تحتية تقنية متينة والترويج للصناعة المستدامة والابتكار، والمساهمة في دفع عجلة التنمية المستدامة للاقتصاد المحلي والعالمي، وجعل المدن والمجتمعات أكثر ذكاء واستدامة، وتعزيز الشراكات لتحقيق الأهداف العامة”.
أهداف المشروع
وعن أهداف مشروع كوداثون على المستوى المحلي؛ قالت حلا ضوا، مديرة المشروع، إن “الفعالية تساهم في دعم الاقتصاد المحلي من خلال بناء حلول تقنية مستدامة، وتعزيز مفهوم الرقمنة في المجتمع، وتوفير فرص عمل في القطاع التقني، وتطوير بيئة ريادة الأعمال من خلال الحلول التقنية، والمساعدة في انتشار مفهوم الشركات الناشئة وزيادة مستوى الوعي بها”.
وأضافت: “أما الأهداف على المستوى العالمي؛ فتتمثل في تحقيق الشراكات العالمية مع غرف فتية من دول أخرى تعمل على القطاع العالمي، فضلًا عن الشركات المهتمة بتطوير البيئة التقنية وإيجاد حلول إبداعية؛ مهمتها خلق بيئة تعاونية لحل مشكلة على الصعيد العالمي أو مشكلة مجتمعية، والتأسيس لبيئة تنافسية لتطوير حل مبتكر لمشكلة ما، وإغناء الأفكار والتجربة بخبرات متنوعة من خلفيات مختلفة”.
مراحل المشروع
وتابعت: “يتضمن المشروع مراحل عدة؛ بدأت بإطلاق كوداثون على منصات التواصل الاجتماعي من خلال حملة ترويجية توعوية، ثم وضع خطة المسابقة وشروطها وأحكامها بالتعاون مع الشركاء، ثم شكلنا لجنة حكام تتواءم وسياسة المسابقة، وصولًا إلى مرحلة اختيار المتسابقين بناء على معايير الحكام وتشكيل الفرق، ثم تحديد المشكلة أو النطاق الذي تقع ضمنه، ونظمنا فعالية توعوية بشروط المسابقة في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية في اللاذقية، ثم أطلقنا المسابقة في جامعة المنارة، مع تحكيم الحلول والنتائج واختيار الفرق الفائزة، وتكريم الفرق صاحبة الحلول الأفضل ضمن مؤتمر ختامي في مسرح جامعة المنارة، يهدف إلى إتاحة الفرص للفرق الخمسة الأوائل لعرض حلولهم أمام الشركات والتشبيك مع ممثليها لتنفيذ الحل على أرض الواقع”.
وقالت المهندسة مريم فيوض، رئيسة اللجنة الإدارية في اللاذقية للجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، لنفحات قلم، إن “الفرق المشاركة في كوداثون تتنافس لتقديم الحلول في المرحلة الثانية من الحدث، ويتم في نهايتها تقييم الحلول وترتيب الفرق وفق النتائج من قبل لجنة التحكيم المتخصصة، والإعلان عن النتائج وعرض الحلول الفائزة أمام شركات مختصة وداعمة محليا ودوليًا ليتم تبنيها ودعمها من قبل هذه الشركات”.
وأضافت: “نفذنا المرحلة الأولى في مقر الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية في اللاذقية واستقبلنا الفرق المشاركة لاطلاعهم على المشكلة المطلوب تقديم حل تقني برمجي لها وتعريفهم بقوانين ومعايير المسابقة. ما يميز حدث كوداثون عن باقي المسابقات البرمجية هو تحديد مشكلة واقعية مجتمعية تحتاج لحل يطلب من الفرق تقديم حل تقني برمجي لحلها قابل للتطبيق والتنفيذ وهو أحد أهم معايير التقييم وهذا ما يشكل علامة فارقة كبيرة تميز الحدث وتجعله أكثر من مسابقة برمجية بل هو حدث علمي برمجي تطبيقي أحد أجزائه هو المسابقة ويقدم الكثير من الفوائد والعائدات للمشاركين؛ نذكر منها تعريف وتمكين المشاركين من تقديم حلول تطبيقية علمية للمشاكل الحياتية المجتمعية، وتعريفهم وتمكينهم من مفاهيم ريادة الأعمال وتأسيس الشركات الناشئة، وتعريفهم وتمكينهم من تحقيق شراكات محلية وعالمية مع شركات مهمة وفاعلة، وتعريفهم وتمكينهم من مفاهيم التنمية المستدامة واهمية الابتكار والتعليم على صعيدهم وصعيد المجتمع المحلي”.
وأشارت فيوض إلى أن المشروع يسعى إلى رفد المجتمع بشريحة من الشباب المتعلم المميز المدرك لأهمية استخدام علمه في تنمية مجتمعه، بما يعزز خلق فرص عمل ورفد السوق المحلي، ومن أهم ميزات هذا الحدث وأصر على تسميته حدث وليس مسابقة لأنه يحقق تشبيك محلي ودولي لمجموعة من الجهات الفاعلة التي التقت بتحقيق مجموعة من الأهداف المشتركة وهي تقديم جيل شاب واعي يستخدم امكانياته العلمية والقدرات الداعمة لتحقيق أهداف التنمية المحلية والعالمية المستدامة، مما يجعل العالم أكثر أمنًا واستقرارًا باستخدام الجانب الايجابي والمشرق للعلوم.. نعم؛ نحن اليوم نستطيع أن نحدث فرقًا ونقدم أكثر لمجتمعنا وبلدنا وما نقدمه هو منظور وملاحظ ومدعوم وحدث اليوم هو خطوة والقادم أكثر وأكبر بإذن الله لنخدم بلدنا ونطوره ونجعل منه منارةً مميزةً على جميع الأصعدة”.
عن JCI
يُذكر أن الغرفة الفتية الدولية JCI هي منظمة عالمية غير ربحية للمواطنين الفاعلين الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 40 عاماً، منتشرين في أكثر من 5 آلاف غرفة في أكثر من 100 بلد حول العالم. ويسعى أعضائها لخلق أثر إيجابي من خلال تنظيم مشروعات تعمل على تطوير الفرد ما ينعكس إيجابياً على المجتمع.
وتأسست الغرفة الفتية الدولية سورية JCI Syria عام 2004 تحت إشراف غرفة التجارة الدولية ICC وتضم حالياً 9 غرف محلية؛ هي دمشق، وحلب، وحمص، والسويداء، واللاذقية، وطرطوس، والوادي، وبانياس، وغرفة أوغاريت.
وتأسست الغرفة الفتية الدولية اللاذقية JCI Lattakia عام 2008 وتضم نحو 200 عضو وتقوم بمشروعات مختلفة ضمن نطاق العمل الأربعة؛ الأفراد، المجتمع، الأعمال، والنطاق الدولي.