بقلم
الشاعر زكريا علي مصاص
يَـومٌ أَطَـلَّ علیٰ البطحـاءِ أحـمَــدُهُ
يـومٌ أغَــرُّ سَـنِـيُّ الـفَـجــرِ مَـولِــدُهُ
بِـهِ زهـا الكونُ فالأجواءُ في طربٍ
والقـلـبُ يهـتفُ، والأرواحُ تَـنْـشُـدُهُ
محـمّـدٌ مَـن بِـهِ ترقیٰ القلوبُ هویٰ
وهْـو السَّـبيلُ لمَـن قد ضلَّ مُرشِـدهُ
يا منقذَ الكونِ مِنْ ظُلْـم ومِن ظُلَـمٍ
يا رحمـةً وهدیًٰ في الدهـرِ نشـهَـدُهُ
يا بـاعثَ النُّـورِ في الأرواحِ تبهِجُها
تُطَمْـئِـنُ القـلـبَ، بـالآيـاتِ تُـسـعـِـدُهُ
إنَّ القـلـوبَ علـیٰ المـيـلادِ حـانِـيَـةٌ
تَــزفُّ أفـراحَـهــا، عَـهْــداً تُـجَــدِّدُهُ
ويـا شـفـيعـاً لِـمَـن أولاكَ مُـهْـجـتَـهُ
غـداً علـیٰ كـوثـرٍ قـد كـانَ مَــورِدُهُ
تصـارَعَ الكـفـرُ والايمـانُ فـي أمَــمٍ
فبَــدّدَ الـنـُّـورُ مِـن شِــركٍ تُـمَـجِّــدُهُ
هـویٰ الطـغـاةُ دُحُـوراً مـا لـهُـمْ أوَدٌ
والظلْـمُ ولّـیٰ وقد خابتْ مقاصـدُهُ
يـا أجملَ الحـبِّ في أسفـارِنـا أبـداً
لـولاكَ ظـلَّـت غِـویٰ دهـراً تكـابـِـدُهُ
لـولاكَ سـَـادَ ظــلامٌ يـسـتَـبِــدُّ بـنـَـا
جَـهـالـةً؛ تَـرِبـَتْ فـي تِـبْــرِهـا يَــدُهُ
يـا خيرَ مَـن ختَمَ المولیٰ بـهِ رُسُـلاً
وأرحـمَ الخلْـقِ طـرّاً حينَ أوجَــدَهُ
صلَّـیٰ عَـلَـيـكَ مَـلـيـكٌ دائمــاً أبـَـداً
مـا غـيـرَهُ نـرتجـي رَبـّـاً ونـعـبـُـدُهُ
للهِ أرواحُــنــا تـنـســابُ راغِـبـَـــةً
تسـعـیٰ إليـهِ، وبالعرفـانِ تحـمـدُهُ
فهو الذي منَحَ الأحبـابَ منـهجَـهُ
والمصـطفیٰ حبُّـنـا دومـاً نعـاودُهُ
صلَّـیٰ عليـكَ إلـهُ الخلْـقِ مِنْ أزلٍ
مـا أسعـدَ الروحَ إنْ ظلَّتْ تردِّدُهُ!
إنَّ الصـلاةَ عليـهِ راحـةٌ، سَـكَـنٌ
بها المحـبُّ سيرقیٰ، يرتقي غَـدُهُ