بقلم /آنا عزيز الخضر
مع تخرج دفعات جديدة من طلاب الجامعات يتجدد السؤال الاهم .. هل تعتبر الشهادة الجامعية كافية للدخول الى سوق العمل…في هذا السياق سألنا الدكتور عبادة دعدوش الباحث في تطوير مهارات الشباب في
تفاصيل كثيرة…فقال
فرض الانتشار المتسارع للتكنولوجيا في كافة مجالات الحياة شروطه على سوق العمل حيث باتت المعرفة متاحة للجميع في كل الاختصاصات كحالة إيجابية ، الى جانب تجلي جوانب سلبية تمثلت في احتدام المنافسة بين الشاب الجامعي من طالبي العمل ، مع تقلص فرص الدخول الى سوق العمل الا لمن يمتلك معارف أكثر ومهارات أكبر.
وتابع .. من هنا لم تعد الجامعة هي المصدر الوحيد للمعلومات والمعرفة واكتساب المهارات كما كانت طيلة عقود من الزمن ، بل أضحت مجرد بطاقة تعريف بالنسبة للخريج الجامعي ،وهذا انتج حالة ضرورية هي مواكبة احدث التطورات في المعرفة بمختلف الاختصاصات والمجالات ، والاجتهاد في تحصيل مهارات اضافية وفق متطلبات سوق العمل للوصول الى التميز المطلوب للفوز بفرص عمل جيدة.
ولفت الدكتور دعدوش الى ان اكتساب المهارات له عدة طرق منها المواقع الالكترونية المتاحة للجميع وبشكل مجاني وما تقدمه من معلومات او دورات تدريبية عن بعد والتي تحقق الكثير من الفائدة لطالبي المعرفة ، ومن ذلك أيضاً التطوع لدى الجمعيات او الشركات والمؤسسات المختصة في مجال الدراسة الأكاديمية للخريج الجامعي ،او اتباع دورات وورشات عمل اختصاصية في المراكز التدريبية ذات الاختصاص ، مما يعطي اضافة مهمة في المعارف النظرية والمهارات العملية بالنسبة لطالب العمل.
وحدد الباحث في تطوير مهارات الشباب خطوات اكتساب المهارات للطالب والخريج الجامعي بثلاث نقاط اولها تحديد المهارات المطلوبة في سوق العمل بما يرتبط باختصاصه الاكاديمي ، والخطوة الثانية هي اكتساب المهارات العامة المطلوبة في سوق العمل مثل اللغة الأجنبية والتعامل مع برامج الحاسوب الأساسية وغيرها من المهارات ، واما الخطوة الثالثة فهي تحصيل المهارات الجديدة المطلوبة في سوق العمل مثل الذكاء الاصطناعي وما يرتبط به اليوم في كل المجالات ومواكبتها باستمرار ليكون الشاب ملماً بآخر التطورات التكنولوجية ويكون قادراً على اكتساب الافضلية في سوق العمل للفوز بفرص عمل مميزة وجيدة.
واشار الدكتور دعدوش الى ان احد اهم عوامل النجاح في ريادة الاعمال اليوم بالنسبة للشباب الراغبين في البدء بمشاريع صغيرة ناشئة هو تحديد احتياجات مجتمعاتهم ومحاولة ايجاد افكار ابداعية تسد هذه الاحتياجات من جهة ، و تستند الى اختصاصاتهم الأكاديمية او المهارات التي اكتسبوها من جهة أخرى ، لإيجاد منفعة للناس وربح مادي لهم.
واكد الباحث دعدوش ان على الشاب الطامح لريادة الأعمال ان يمتلك ثلاثة امور مهمة ليكون ناجحا في سوق العمل وخاصة في مجال ريادة الاعمال وهي المهارة والتجارة والادارة ، والمقصود بها هو امتلاك المعرفة الأكاديمية الى جانب ما تتطلبه من مهارات عملية تفيد هذا الاختصاص ، والقدرة على استثمارها بشكل يحقق الربح المادي والمعنوي ، مع القدرة على ادارة هذا العمل وتسويقه بالشكل الأمثل لتحقيق النجاح والتميز للمشروع الذي يقدمه للناس