الاريج سعيد – نفحات القلم
ولد الاديب و الفيلسوف الروسي فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي في 11-11-1821 في موسكو روسيا
عاش يتيما و توفي في 9-2-1881 في سانت بطرسبرغ روسيا نتيجة إصابته بمرض الصرع و النفاخ الرئوي و كان قد ورثهما عن والده الطبيب العسكري القاسي و المتشدد دينيا ميخايلوفيتش الذي توفي قتلا و لم يتجاوز حينها دوستويفسكي الخامسة عشر كذلك فقد والدته الطيبة و المؤمنة ماريا و هو في الثالثة عشر من عمره و هو الابن الثاني لهما
تزوج مرتين الأولى من ماريا المضطربة نفسيا و المتزوجة سابقا من ضابط روسي توفي قتلا في مهمة عسكرية و كان دوستويفسكي متيما بها حيث انتقلت بعد زواجهما للعيش في منزله برفقة ابنها إلى أن ظهرت الاختلافات بينهما و انفصلا
المرة الثانية بعد انفصاله عن ماريا التي توقيت عقب انفصالهما و بعد العديد من العلاقات العاطفية المعقدة و حالات الضياع تزوج من آنا غريغوريفنا عام 1867 التي كانت بمثابة الطبيب المعالج لاضطراباته و ضياعه و تعقيداته على عكس زوجته الأولى و قد كان لآنا الفضل في ترتيب حياة دوستويفسكي المعقدة و المظلمة
له من الابناء : ليوبوف ، سونيا و أليكسي
درس الهندسة العسكرية في معهد نيكولايف للهندسة العسكرية في الجامعة الهندسية العسكرية التقنية و عمل كمهندس عسكري برتبة ملازم كما كان عضوا في أكاديمية بطرسبرغ للعلوم إلا أن شغفه بالأدب أبعده عن عمله حيث عمل كصحفي و مترجم ، شاعر و روائي و كاتب قصص قصيرة و مسرحيات و مقالات و غيرها
بدأ الكتابة في عمر العشرين من خلال روايته الأولى المساكين و التي حازت على شهرة واسعة بسبب إشادة ناقد روسي معروف بها و توالت بعدها أعماله التي ترجمت إلى اكثر من 170 لغة و تنوعت مابين الرويات الطويلة و عددها 11 و الروايات القصيرة و عددها 3 و القصة القصيرة و عددها 17 من اهم أعماله :
الشبيه -الإخوة كارامازوف -الشياطين -المقامر-الجريمة و العقاب و رسائل من تحت الارض و غيرها
اتصفت رواياته بالعمق النفسي حيث سلطت الضوء على اشخاص يعانون من اضرابات نفسية أو خلل عقلي و على المجرمين و الفقراء الذين يعانون أوضاعا معيشية صعبة للغاية كما أوضحت اولى خطاباته انه يعاني من اضطراب عقلي خفيف و قد صنفه الأدباء كواحد من النفسانين في الأدب العالمي و هو أحد مؤسسي المذهب الوجودي حيث كانت روايته القصيرة
( الانسان الصرصار ) الأولى في هذا الاتجاه كما تأثر و أثر بعدد كبير من الأدباء و الفلاسفة الروس و غيرهم
واجه دوستويفسكي السجن لمدة أربع سنوات و ست سنوات أخرى في الخدمة العسكرية القسرية في سيبيريا بعد نجاته من حكم الإعدام الذي تم إيقافه قبل تنفيذه بلحظات و استبداله بالسجن و ذلك بسبب انتمائه لرابطة الفكر المتحرر (بيتراشيفسكي) مجموعة ادبية سرية كانت تنتقد نظام الحكم في روسيا آنذاك و على أثرها قام بكتابة رواية منزل الأموات التي وصف من خلالها تجربته المريرة في السجن
كانت حياته مترفة إلا أنه عانى صعوبات مادية بسبب لعبه القمار في أوروبا مما اضطره للتسول و رهن أثاث منزله و معطفه ما أدى لإصابته بالحمى بسبب تعرضه للبرد الشديد كذلك فقد ابنته لكنه بعد ذلك أصبح من أهم و أعظم الكتاب الروس و أكثرهم احتراما و تقديرا.