بكـائـيــة الفــــرح..!
بقلم
الشاعر زكـريـا مصـاص
لا تَـبـكِ يا صــاحِ، إنَّ الدمـعَ مـنْـــذورُ
قـد تُـبـتـلـیٰ إنّمـا فـي الجُـرحِ تَطـهـيرُ
ومـا الـحـيـاةُ وقـد عـايَـنْــتَـهــا زمـنــاً
إلا ومـيـضٌ سَــریٰ، ألـقـیٰ بِــهِ الـنُّــورُ
عطـرٌ تـوهّـجَ فـي روحِ الشـهـيدِ رؤیٰ
وغـابَ فـي سِــدرةٍ والـسِّــرُّ مـغـمـُـورُ
أبقـیٰ شـذاهُ بِـروضِ الأرضِ في دَعَـةٍ
لِـكَـي يُـفَــتـِّـحَ مِــن ذكــراهُ مـنـْــثـُـورُ
لا تَـبـكِ، دَعْ دمـعَــةً يومَ الجـلاءِ غـداً
تــهـــلُّ دُرّاً إذا مــا حــُــرِّرَتْ دُورُ
مستَوطِنونَ اسْـتبـاحوا تُربَـنـا، ولَـهُـمْ
مَـآربٌ في الحِـمـیٰ، يَسْـتوطِنُ العِـيـرُ
جـارُوا، تَـمــادَوا مِــراراً لـمْ يصُـدَّهُــمُ
خُـلُـقٌ، فأعـرافُـهُــمْ قـتـْـلٌ وتـدمـيــرُ
ولـم يَصُونوا حقـوقـاً، مـا رَعَـوا ذِمَمَـاً
هل منهُـمُ تُبتَغیٰ، أم تُرتجَیٰ الـعُـورُ؟!
لا يُحتسیٰ الكأسُ إن لم تقضِ من ظمَأٍ
والـمــاءَ تـنْـهَـلُـهُ والـقـلــبُ مَـحــرورُ
يا دمعَــةً ليـس يُجـدي ذرفُـهـا حـَـزَنـاً
والدمعُ أغـلیٰ إذا مـا الغـارُ مضـفـُـورُ
إنِّـي أریٰ فـي هَـزِيــعِ الـليـلِ شِـرذِمَـةً
يُـهُــزُّ صَـولَـتَـهــا الجَـوفـاءَ تَـحـريـرُ
مَـنْ غيرُ مَن صـانَ للأوطـانِ حرمتَهـا
يقـارعُ البَـغْيَ؟! هٰـذا البَـغْيُ مـغـرورُ
قُــمْ للميـامـينِ هلِّـلْ هـا هُــمُ قـفـلـوا
قبـِّـلْ جِـبـاهَ الـذُّریٰ يا أنـتَ، يا طـورُ
واقْـرأْ علـی مَـلإٍ أسـفـْـارَهُـمْ صَـلـفـاً
آبَ الرِّجـالُ وهٰـذا الـيـومُ مـسـطـورُ
واغْـزلْ علی عَـودِهِـمْ بالنَّصـرِ ملحمـةً
ولْـتَـبْـكِ مِن فــرَحٍ، والـبَغْيُ مَدحـُورُ