أصبح الحديث عن وباء الكورونا بشتى ادوات وانواع الإعلام مسيطرا و نال تتبع الخط البياني لتنامي المرض و التتطور الوراثي له الاهتمام الأكبر و كذلك تزايد السباق لإنتاج لقاح يحمي الناس منه وعلاج لمن أصيب به كان سباق بين الشركات الربحية العالمية و تحول الإستثمار العالمي للوباء لغاية الكثير من البلدان و الشركات المتعولمة فاصبح التباهي بمنظومة الصحة للبلدان وكيفية التصدي للوباء والإحاطة به وكيف نجحت المنظومات المنضبطة المقادة من الحكومات وكذلم البلدان ذات الانفاق الجيد على الصحة من تقليل عدد الوفيات وعدد الإصابات وبالتالي الخسائر البشرية والمادية و كذلك ذهب النقاش على طبيعة النظام السياسي ومدى قدرته على التحكم بالأدوات التنفيذية و بالمواطنين و تقويض حريات أعطيت لهم من قبل دساتيرهم
و كذلك لترتفع أصوات كثيرة ناعية العولمة و منتقدة لها و لغاياتها و تحملها أكثر الآثار السلبية التي لحقت بالإنسانية و بموجات التوحش والتنمر العالمي و مسؤوليتها بضعف القدرة على ضبط البلدان والمواطنين وكذلك لتعلو أصوات تنادي بالعودة لملكية الحكومة للقطاع الصحي والتعلمي و للخدمات الإجتماعية و لقدرة أكبر للتحكم والتدخل الحكومي بالحياة الاقتصادية والاجتماعية فالليبرالية بأبعادها أظهرت الوجه القبيح اللاإنساني وضعف في مواجهة الوباء و في منع وفيات الآلاف وخاصة من كبار السن و كذلك انشغل الإعلام في تحميل الدول المسؤولية لدول أخرى و لمنظمة الصحة العالمية وهو ما وجدناه بالخطاب الأمريكي ليتبعه الأوروربي باتجاه الصين المنبع الأول للمرض كما يظنوا و كذلك سقوط اغلب البلدان في مستنقع اللا إنسانية كما وجدنا بالسويد وبريطانيا قبل تمكن الوباء منهم وانتشاره الفظيع و كل ذلك اسقط القناع الإنساني والذي لم يكن موجودا بالأصل اتجاه بلدان ما سموه العالم النامي أو الثالث وكلنا سمع حديث الطبيب الفرنسي والذي بكل وقاحة يقترح نشر المرض واللقاح في افريقيا ولو قتل الآلاف وكذلك وجدنا تسويق لأنواع ادوية ولو انها ليست العلاج الشافي من الملاريا للايدز للسرطان وغيرها لتجني الشركات مئات المليارات حتى في هذا المرض كان هناك اثراء قذر و متاجرة بالأرواح وسط أجواء من المفترض أن تكون بداية لعقلية جديدة لعقد عالمي جديد.
وسط كل هذه الأجواء ما يهمنا نحن في بلدنا والتي تزاوجت بها منعكسات الحرب القذرة مع إجراءات مواجهة الكورونا ماذا استفدنا من هذه التجربة و ماذا خططنا للمستقبل من المؤكد كان التصدي لمواجهة الكورونا مميز من نواح كثيرة ولكنه اصطدم بأشخاص قبلت ان تكون أدوات مدمرة لكل الجهود للضغط والتأثير عبر رفع الاسعار و عبر احتكار المواد و عبر تهريب البضائع وعبر بث الإشاعات والفتن وهؤلاء لم يتوقفوا عن هذا السلوك من قبل الحرب القذرة على بلدنا ولكن همتهم ونشاطهم بازدياد من دون أي خوف أو وجل وسط تساؤلات من يحميهم ومن يغض الطرف عنهم ومن يشغلهم..
سؤال مهم و خطير من ضمن الإجراءات الحكومية كان هناك وقت لقراءة واقعنا بحسناته وسلبياته و حاجاتنا وإمكانياتنا و يجب أن نكون جهزنا برنامج متكامل لما بعد الوباء للوصول لحلول قادرة على العيش و متوافق عليها وجاهزون للدفاع عنها.وكذلك يجب ان نكون قد وصلنا بأن التوافق الوطني ضرورة فكل يشد الطرف لجهته وطالما ضغط على الحكومة من أجل كسر الحظر من جماعات هدفها الربح ولا تقرأ الإجراءات من مجهر الوطن ومصلحته وهنا لابد لنا من التذكير بأن تقليل دور المنظمات والاحزاب و المؤسسات جعل قرارات كثيرة تمر من دون النظر لإنعكاساتها على الوطن والمواطن ومنها قوانين تتعلق بالعمال وحقوقهم و كذلك نحو خصخصة غير معلنة للصحة والتعليم و منها منع إصلاح القطاع العام ومنها إقحام لمؤسسات تأمينية و مالية لتكسيب البعض ومنها اللعب بسعر الصرف عكس المؤشرات الحقيقية.ويطول العد
ما يهمنا أن الوطن والمواطن أمانة ومن المؤكد الأنانية الغرائزية كانت عنوان السنوات الماضية والتي مررت و تحاول تمرير ما يكسبها المزيد بأي ثمن هذه الأنانية المتلبرلة والتي افرغت كل كوابح منعها من التمرير وبالتالي الأمانة الوطنية تتطلب إعادة النظر بأغلب القرارات و إعادة الروح للكوابح المعطلة.
وكل عام و عمالنا وعمال العالم بخير وسعادة و الرحمة لشهدائنا بعيدهم القريب
الدكتور سنان علي ديب