—
إلى متى ستُسفَكُ الدّماءُ
أما لها في دهرِنا انتهاءُ؟
قد ضاقتِ الأرضُ بها وامتعضتْ
ممّا ترى مِنْ فيضِها السّماءُ
كفى وعودوا إخوةً أحبّةً
فلن يُفيدَ البغضُ والعَداءُ
ستختفي نجومُكم وتكتوي
أحشاؤكم وينتهي الغناءُ
ويُغرِقُ الطّوفانُ حقلَ زهوِكم
والسُّقْمُ يغزوكم ولا شفاءُ
والخبزُ يفنى لا ترونَ وجهَهُ
وليس يبقى في الجِرارِ ماءُ
إنْ لمْ تعيدوا للسّلامِ لونَهُ
مجدِّدينَ ما بهِ ثراءُ
فلْتزرعوا حديقةً واحدةً
فيها صفاءٌ ولها بهاءُ
اللّهُ فيها مُخصِبٌ أثمارَكم
وقُربَكم يجلسُ أنبياءُ
كفى دماءً فالقتيلُ والّذي
يقتلُهُ كلاهما سواءُ
ينتهيانِ والوجودُ عنهما
ينأى ويبلعُهما الفَناءُ
—
القس جوزيف إيليا
١٧ / ١٢ / ٢٠٢٣