– هناك شعور عميق لدى الخندق الامريكي ومن يقف معه، بأن هذا الوضع العالمي الصعب والمعقد، يمثل في ذات الوقت فرصة قابلة للتوظيف، بحيث يتم رسم خطوط اكثر هيمنة وإستيلاءً على الواقع، إذ يمكن المضي (بحسبهم) نحو تفرد غير قابل للعودة حتى زمن بعيد، ويراهن هذا التوجه على قدرة الساحات البديلة في حسم الصراع.
– يوازي هذا الاندفاع والغرور قلق عميق من ان مجموعة الاحداث المتناثرة على خارطة العالم، تتناسل بشكل غريب، وتخلق مع بعضها ثقباً اسوداً يسحب الوجود الذي تمثله قوى الهيمنة، الى السقوط في اعماقه، وهي لحظة سقوط، إذا حدثت، لن تفيق منها.
– هناك عودة تدريجة، لا تزال متعثرة، لثقة الشعوب بنفسها، وإن حدثاً ما، يعكس دالة لفعل جماهيري في اي بقعة من العالم، سوف يضاعف هذا الزخم بشكل متوالية هندسية، إذ سيشهد العالم حينها احداثاً تتوالى في كل يوم، تقودها الجماهير المظلومة.
– على الرغم من وجود ضرر واقعي يصيب مساحة واسعة من عالمنا، ومصدره مشخص ومعروف، إلا ان الجهات المتضررة منشغلة بردة الفعل، وتيه الاستجابة، ولم يحدث، حتى هذه اللحظة، ان توجهت بشكل عملي، لحساب واقعي، لقدراتها وفرصها، وخططت بشكل مدروس، لاستثمار هذه الامكانات والفرص، في مواجهة جماعية، تحت عنوان، مواجهة الضرر المصيري.
– يطفح (المكتوب والمسموع) بأحاديث ممن يسمون أنفسهم بالنخبة، لكن معظم هذه الاحاديث، لم تنتج مقاربات تتناسب مع طبيعة الحدث العالمي وحجم تداعياته ومسار العالم وخارطة الصراع والقوى الظاهرة والخفية الفاعلة فيه، كما، ان الخطاب التعبوي الذي لا يقترن برمزية جاذبة ومؤثرة لجهة (الوثوق بها وطهارة مسيرتها)، يرتد سلباً الى مزيد من الانكسار والخيبة.
– على المؤمنين بوجود قيادة ربانية معصومة، تراقب العالم من قرب، ومعنية بشؤونه وتفاصيله، وتتطلع الى اللحظة المناسبة لخلاص البشرية مما يحيطها بها من ظلم، إن لا يقعوا في فخ القراءات القائمة على مقدمات غير معنية بهذا المنظور الإلهي، ومن جهة اخرى، ألا يتوهموا، ان سنن الله العليا، متاحة للانخرام والاختراق رغبة لمشتهيات بعض المغفلين.