ياسين عزيز حمود
إلى من زحفوا أبطالاً وارتقوا شهداءً فاتحدوا بالنورِ الكلي
هزَّتْ شهادتُكَ عروشَ ملوكِهمْ
وسموْتُ في قِممِ السّماكِ الأعزلِ
حلّقْتَ مِنْ فوقِ الشّواهقِ شامخاً
يا كبرياءَ النسرِ , شوطَ الأجدلِ!
منْ وجهِكَ الضّائي نُنيرُ دروبَنا
نعشو على نورِ الشهيدِ الأمثل
زحفاً على تلكَ البطاحِ إلى العُلا
يا خندقَ المجدِ القديمِ الأوّلِ
ستروْنَ يا أوغادُ فِعلَ دمائهِ
عمّا قريبٍ في القريبِ الأعجَلِ
سترَونَ راياتِ الحُسينِ على الذُّرا
وأنوفُكمْ تحتَ الحضيضِ الأسفلِ
هذا سُليمانٌ على عرشِ الفِدا
مِنْ بعدِ ما نطقَ القضاءُ : ترجّلِ
ولسوفَ تبكي صهوةُ الخيلِ الفتى
ولسوف تذكرُهُ بشوطٍ مُقبلِ
ولسوفَ نثبتُ للوجودِ بأنّهُ
عن صهوةِ الأمجادِ لمّا ينزلِ
من سارَ في دربِ الحُسينِ فإنّهُ
باقٍ هنا بعيونِنا لم يرحلِ
ولنا بهِ في كلِّ ساحٍ قدوةٌ
أو هبوةٌ في كلِّ زحفٍ جحفلِ
سنُذيقكمْ من بعدِ ذلِّ خنوعِكم
ذلَّ الهزائمِ في الحضيضِ الموُحِلِ
سنُذيقكمْ مُرَّ العذاب مُضاعفاً
نُصلي بكمْ نيرانَ حقدِ المِرجلِ
سنُعيدُ للشرقِ الجميلِ صباحَهُ
وغيومُهم عمّا قليلٍ تنجلي
سنُنيرُ في عتمِ الدُّهورِ صباحَها
سنعودُ قصفاً كالقضاءِ المُنزلِ
ويزغردُ الشحرورُ في وديانِنا
وحقولُنا تزهو ببُردِ السّنبلِ
ونعيدُ للأقصى عبير أذانِهِ
ونعيدُ للوادي حنين المِنجلِ