اللَّيلُ يأنَسُ مِن شِعرِي فَيُؤنِسُنِي
والشِّعرُ آنَسَنِي والأنسُ تَرحَالِي
جَمَعتُ جُلَّ عناوِينِي وباصِرَتِي
حتّى تَغَمَّدَنِي في الرَّاحِ إيصالِي
تراكضَ البَوحُ من وسمِي يَعَلُّلِنِي
كَشحٌ تَصابَى على الأوتارِ شَلَّالِي
ومِن جَمالٍ حَبانِي فَانتَشَى أملِي
ما بينَ حرفِي وبالرَّيحانِ إنزالِي
أشتَمُّ من عاطرِ الأنسامِ مِحبَرَتِي
ومِن شَذاها تَمسَّانِي بأغلَالِي
حتّى رَمانِي بِقَيدٍ فيهِ أوجَفَنِي
وغرَّقَ النَّهدَ في الأوشاجِ إبلالِي
حَلَفتُ أنِّي ومِن نهرِي سَيرشِفُنِي
ميلادُ عِشقِي وفي الأوطانِ
صَلصَالِي
وفي تُرابِي نَجاتِي حينَ يُلهِمُنِي
بعضَ القوافِي وما بارحتُ أوصَالِي
وإن تغابَت عن التَّلحِين
بارقَتِي
فالشِّعرُ قافِلتِي في اللَّيلِ جَمَّالِي
ولن أتوب عن التَّصدِيحِ مِن قَلَمِي
مادَامَ في قلَمِي حِبري وخَيَّالِي
أجَمِّلُ الوقتَ بل تُغنِيهِ مَلهَمَتِي
مِن مُزنِ صارِيَتِي والمُوجُ
سِروالِي
أبِيتُ بينَ زغارِيدِي وخَاطِرَتِي
وكم مَلأتُ مِن الأدنانِ إقبالِي
ألستُ أشقَى وفي الأطيابِ
شَاغَلَنِي
هذا يَراعِي وفي الألقابِ
مَوالِي
ولو حَيِيتُ طِوالَ العُمرِ
يَنشِدُنِي
مادامَ من طلبِ الإيحاءِ
دَلَّالِي
سأكتُبُ الشِّعرَ مِن إعصارِ
ناصِيَتِي
وما قَلانِي عَن التَّغريدِ
إهمالِي
وإن حَبانِي بذي الإقبالِ في ولَهِي
لمَا جَنَيتُ ولاجَمَّلتُ تَرحَالِي
ومِن سُطُوري تعَالى الحَرفُ يَرفِلُنِي
إلى سَحابِي وفِي الأكوانِ
شلالِي
—
د عماد أسعد