في آخر لقاء مع أحد الوسائل الإعلامية بخصوص تأثير تغيير مسؤول واحد ومدى انعكاسه على ضبط الأسعار و عدلاتها الوطنية و تمثل الرد بأن التغيير كان رسالة لرغبة سريعة في ضبط الأسعار وسط صلاحيات ممنوحة كبيرة فتوقيت التغييروالواقع الصعب للمستوى المعيشي يدل عليها وكذلك التسليط الإعلامي على الواقعة.
واستمرارا للإجابة أكملت بانه إن لم تتغير العقلية التي تعمل بها الوزارة وتسخر أدواتها للهدف الذي وجدت من أجله وإن لم يستطع الشخص المعين من فرض رؤاه على الفريق الاقتصادي فلن تكون النتائج كما يرغب الشعب فليفاجئني بسؤاله ما هو الحل لأجيب الضرب بيد من حديد على من يلعب بالأسعار ويحتكر المواد و يلعب بسعر الصرف فكان الرد من الإعلامي .من اول الازمة نسمع الجميع يقول الضرب بيد من حديد من حكومة وإعلام وخبراء مختصين فكان الجواب الإعلام والمختصين دورهم تسليط الضوء على الواقع بسلبياته وإيجابياته ونقل الصورة كما هي وليس من صلاحياتهم او باستطاعتهم المحاسبة و التصحيح والذي هو من إختصاص باقي مؤسسات البلد وخاصة التنفيذية.
بالمحصلة ما سبق يقودنا إلى أس غايتنا من مقالتنا هذه وهو ما دور الإعلام في التنمية بانواعها وبمختلف ظروف الحياة فمن المؤكد إن درجات الموضوعية والشفافية و إسلوب توصيل المعلومة تختلف حسب وضع البلد من حيث الظروف ففي ظروف الأمان والإستقرار الشفافية والموضوعية والدقة عكس ما هي في ظروف الحروب و الأزمات والتي يصبح هناك حساسية للموضوع و الشفافية والارقام حسب الحالة الأمنية و حسب الحاجات الضرورية . وبالتالي الإعلام سلطة رقابية مهمة بناءة و ضرورية للغاية بكل الظروف وهي رافد معلوماتي و تشخيصي للمؤسسات الأخرى وموجه للبوصلة و مرآة للواقع وكذلك هو سلاح وقائي و علاجي في ظل الحروب الإعلامية التضليلية وله الدور الاهم في تصحيح الرأي العام وتعرية التضليل بتصويب المعلومات وكشف الحقائق وكذلك له دور في تقويض ما يحاك من مؤامرات على الوطن أجمع بمحاولة توصيل الرسائل الموضحة بأسلوب يدرء خفايا وغايات الحرب الإعلامية و يكون رأي عام جامع محصن وبالتالي تجاهل دور الإعلام و محاولة تقويضه خطأ كبير إنعكاساته آنية ومستقبلية ولا يمارس هذا الإسلوب إلا من يخاف من فضح سلوكه وتصرفاته لكونها مخالفة للقوانين و تعري فاعلها.
و مسار نقاشنا ومحور حديثنا الموضوع الإقتصادي والذي هو من اهم المحاور التي أعتمدها الاعداء وادواتهم لتحويل الدولة السورية لفاشلة ومنها التضليل الإعلامي و زخ التسليطات الإعلامية واغلبها بغايات تحريضية تدميرية إضافة لسلوكيات ارهابية تدميرية
وهو ما انعكس باتجاهات عديدة منها اللعب على سعر الصرف عبر استثمار كل انواع الوسائل المرئية..المقروءة..وسائل التواصل..بهدف التهويل و الترهيب وصولا لضغوطات اقتصادية تهشم النسيج السوري و تحول اولويات المواطن الذي كان رمز للصمود والصبر و ذي دور اساسي لصمود البلد والتضليل بارقام ومؤشرات ومقاييس غايتها النيل من عزيمة الوطن والمواطن.
من المؤكد ان توجيه الإعلام لدحض هكذا تضليلات و مجابهة هكذا ارهاب ضرورة وحاجة و توسيع هوامش التعرية آخذين بعين الاعتبار ما يخدمنا من مؤشرات و إحصاءات وأحوال و تخدم الاهداف الوطنية الاستراتيجية .
وهذا ما يفرض العمل على تقوية الدور للإعلام وبما يجعل من الجميع ينظرون له بكافة انواعه نظرة إيجابية وطنية وسلطة يجب حمايتها و الإعتماد عليها كأهم الركائز المهمة للحل والخلاص والاصلاح .
وكذلك على الاعلام ان يجسد الرسالة المنوطة به من خلال الحيادية والواقعية والمصداقية و فهم الدور ومحدداته حسب الظروف و تنقية أجواءه من موجات دخلاء على المهنة حاولوا حرف المسار لغايات مختلفة.
و قلت لصديقنا المذيع حسب متابعتك من قبل الازمة لليوم هل شخصنا بما ينافي الوقائع و يخدم الوطن
و المنابر بمختلف انواعها تشهد في مجالات متنوعة وخاصة الاسعار ونيرانيتها و سعر الصرف الوهمي و ما يبتغي من ورائهما اعداء الوطن والمواطن.
الإعلام من اهم السلطات والتي يجب ان تكون صوت المواطن والمسؤول ولكن لا يمكنها العمل من دون باقي المؤسسات وهي تشخص والدور الباقي على باقي المؤسسات.
استقلال الإعلام وتحصينه تقوية لأهم اسلحة مواجهة ومقاومة وردع الاعداء بكافة تخندقاتهم.
د. سنان علي ديب