Waed Sobh
أنا لا أملك ذكريات
رأسي فارغ تماماً
بدأ شعري منذ مدة ينمو داخل جمجمتي
ملتقطاً في طريقه كل ما علق من مخلفات الماضي
عيناي تعلقتا بذيل غيمة مثقلة بمياه مالحة
وفمي كهف مهجور مفتوح دائماً
كأبله يبتلع الغبار والرياح
كغريب مصدوم أبداً بواقع مليء بالقاذورات
شراييني قطّعتها واقتلعت قلبي من جذوره
لأصنع منه قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجوهكم عند أول انفلات للمشاعر
حبست أنفاسي :نفساً، نفساً..
وعلى باب الحبس جلست أنتظر شهيقا هارباً يُخرِس كل تلك الزفرات الخائفة
شجرة عائلتي الضخمةُ تعرت أطرافها
لكن جذورها ماتزال تمتد عميقاً
في أخاديد وجهي وقيعان روحي
منذ أن وجدتني أمي مدفوناً تحت شجرة الزيزفون العتيقة
_ككل المواليد السذج_
وأنا أشعر بالانتماء لكل الحفر
والأماكن المنخفضة
تصفعني المرتفعات كجلاد جائع
يسيل لعابه للكرامات العالية
فلا تهدأ أمعاؤه إلا بسحقها
وسحق كل مايمت لها بصلة
ماضياً ومستقبلاً
ولذا ترونني جالساً ههنا مع ذاكرتي الثكلى
نتعانق تارة في نوبة حنين
ولا نلبث أن نصاب بالغربة عن بعضنا تارة أخرى إذا ماانتبهنا إلى أننا
” بلا ذكريات “