سنقول لكم .. ومن الأخير .. “إنّا هنا باقون كالجدار”.
وسنبقى نغنّي: “إلى فلسطين خُذوني معكم”.
“ولن نرحل”
ولكن أيتها الحكومة العزيزة علينا أن ننقل لكم هواجسنا.
لذلك جئنا إليكم لنتصارح ونسأل.
ماذا فعَلَ هذا المواطن لكي يُصبح كُرةَ قدمٍ “يشوطها” اللاعبون والحكام … وحتى الجمهور.
بَلعَ “موس” الغلاء و”موس” تخفيض أو إلغاء مخصصاته من المازوت والغاز، مروراً بالرز والسكر إلى الشاي، حتى أن هذا المواطن البريء، على استعداد أن يجعل الهواء الذي يتنفّسه … على البطاقة الذكية وذلك تضامناً وتعاضداً وتشاركاً ومساهمةً.
هذا المواطن البسيط الذي تحمّل خلال الأزمة كل الصواريخ والهاونات و”الجرّات”، وتحمّل الحصار على مناطقه، وحَفرَ الآبار، وأكَلَ من أعشاب الأرض مُجابهاً العطش والجوع الذي فرضه عليه المسلحون.
هذا المواطن لا يطالبكم بالمستحيل ولكنه يطالبكم بإدارةٍ أكثر جودة لمرافق وثروات الوطن.
لا يريد مناصبكم ولا كراسيكم ولا مرافقيكم ولا حتى الحاجب على بابكم.
معكم كل الحق أن نستخدِم التقنيات الحديثة والدفع الالكتروني والبطاقة الذكية لأننا أصبحنا في عصر المعلوماتية، ولكن الكثير من المواطنين الأبرياء الطيبين يعيشون حتى الآن في العصر الحجري ولا يستوعبون هذه التقنيات.
وإذا أردنا الحديث عن الكهرباء، فبدلاً أن نشكر انقطاع الكهرباء الذي أتاح لنا أن نأكل طعامنا على ضوء الشموع، أصبحنا نقذفكم بأشنع الألفاظ وأقبحها وبسرعة مذهلة إلى درجة ستجعل البعض يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية بأكثر الأشخاص الذين تلقوا مسبّات “من تحت الزنٌار”.
أنتم تكدحون لنعيش في الرومانسيات ونحن لا نقدّر ذلك.
بكامل أناقتكم وأطقمكم الفاخرة وحتى الميدانية الفاخرة، وروائحكم العطرة تجولون في البلاد، ومنذ بداية أزمتنا ولكن هذا المواطن “النقّاق” لا يرى طحيناً.
قرأت سابقاً بأن الأشخاص نوعان، الأول رجال تنفيذ قرار والثاني رجال قرار، وإلى الآن لم نضع للأسف إلّا القليل من رجال القرار.
وأخيراً يا عزيزتي الحكومة .. ومن باب محبّتي لكم أقول أنه تبادر إلى سمعي بأن المواطن رَفع أمره إلى الله .. وهو يذكِّركم بقوله تعالى “كَبُرَ مَقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون”
اللهم اشهد اني بلغت