في ذكرى رحيله الثالثة ؛ شيخ الكار صديق الصحفييّن
بقلم الكاتب الأعلامي سعدالله بركات
لم يرقّني إلى منصب ،ولم أكن في دائرة الاهتمام الذي أولاه بشكل خاص لمجموعة من خريجي المعهد الإعلامي مطالع الثمانينات ، كان الأديب والصحفي المخضرم فؤاد بلاط ، يستضيف لهم مفكرين ويلتقيهم ، في مكتبه ، في بادرة لافتة ، بعضهم استفاد وتسلسل في المهام ، كنت مقسم الجهد بين عملي في أخبار الإذاعة ،وبين دراسة الأدب العربي ، بعد إجازتي في الصحافة ،فضلا عن اهتمامي بولدين خلال عمل زوجتي ، فلا مجال لتفكير آخر ، وإن كنت على معرفة به وبوالده ، لكنّي لا أنسى له مواقف تفوح بأريج إنساني ، وفكري عطرين.
أواسط نيسان ١٩٨٤ ، كنت في عمل صباحي حين رنّ الهاتف الخاص بالمدير العام ، لتلقّي توجيهات أو لاستيضاحاتنا منه ، ما أن عرفني حتى هنأ بمولودنا الجديد ، وعرض مساعدة ، شكرته وطمأنته ،وكأنه قرأ في الصحف شكري للطبيب الذي أنقذ الله زوجتي على يديه شكرته وطمأنته .
ذات يوم جمعة ، دهشت أنا وزوجتي ، حين صعدنا في سرفيس باب توما ، وشاهدناه وزوجته في المقعد الأخير، رحب بودّ ، وأصرّ أن يدفع عنا ..
بعد سنوات من عدم تواصل ، وحين علم ،أنّ ثمة من يحيك حبائله ضدي ، وجدت ابنه عمر يبلغني سلامه ، قبل أن يعطيني رقم البيت مؤكدا أن أتصل عند الحاجة ، لم احتج ، وكان علي أن أتصل شاكرا .
وحين لمحت عديد الزملاء يتحلّقون حوله ،على هامش مؤتمر الصحفيين ١٩٩٦ ، تراني أنضم صامتا كماهم يصغون لحديث ماتع في التاريخ والمجتمع ، وذلك ما شهدت مثله في استراحة عمل في برلين خلال مهمة إعلامية رأسها ٢٠٠١ ، لم يشعرنا أنه معاون وزير ولا قاىد البعثة ، وما التقينا مصادفة إلاّ وأظهر الودّ والاحترام .
ولماى علمت بمرضه الأخير، اتصلت فجاءتني دفقة جديدة من ودّه ، وما كان عليّ أن أكتفي بهاتف ، لكنها الغربة التي حالت دون وداعي أحبة .
كان الصديق مروان ناصح موّفقا بوصفه حين نعاه (١٠/٤/٢٠٢١) بأنه أطيب الإعلاميين السوريين، وأوسعهم صدراً وأكثرهم فهماً للضرورة باعتبارها جوهر الحرية الممكنة”.وقد “ترك وراءه الذكر الطيب. إنه ماركة مسجلة للطيبة والشهامة والذكاء والثقافة ومحبة الآخرين، ومثلٌ حيٌ للإدارة الفاعلة حيث يُشعر المدير مرؤوسيه بأنهم لا يصدرون إلا عن إرادتهم الحرة وهم ينفذون بمحبة إرادة احترامه وصداقته الصافية “
تواضع فؤاد بلاط ، كان محمولا على ثقة ، ومحفوفا برؤى ، مهنية وإدارية ، هو الذي عاقب صديقه مهران يوسف بحسم ليرة سورية واحدة من راتبه حين رفض توجيها ، ما أن قرأ الأخير قرار العقوبة حتى عاجله باعتذار وعناق .
يتباهى أبو عمر أنه بدأ من الصفر ومرّ بكل المراحل ، فقد دخل الإعلام من باب التمثيل الإذاعي في برنامج إذاعي كان يُقدَّم باللهجة الفراتية اسمه “مرابع الريف عام 1967 ” قبل أن يكتب التمثيليات، وينطلق في الصحافة المكتوبة من جريدة كفاح العمال في مسيرة قادته إلى مهام عليا .
وهو من مواليد دير الزور الميادين عام 1940، درس العلوم السياسية في ألمانيا «1962-1965»، وخريج كلية الآداب ـ جامعة دمشق ـ قسم اللغة الإنكليزية عام 1971.
إعلامي وأديب سوري مؤسس مساهم في “اتحاد الصحافيين السوريين”، ومؤسس “النادي الأهلي” في الميادين عام 1959.عضو منتخب طلبة سورية بكرة الطائرة «1960-1961».المستشار الإعلامي لجمعية الهلال الأحمر عام 2003.
عضو المكتب الدائم لاتحاد الصحفيين العرب «1970-1990».عضو مجلس اتحاد العمال بدمشق عام 1970.
كما كان عضواً في كل من المكتب الدائم لـ”اتحاد الصحفيين العرب” بين 1970 و1990، ومؤتمر “الاتحاد الدولي للصحفيين” عام 1990، ومؤتمر “الاتحاد العالمي للصحافة والإعلان والاتصال ومهن الإذاعة والتلفزيون” بين 1986 و1987، و”مجلس اتحاد العمال دمشق” عام 1970. *السيرة الذاتية من مواقع وصفحات