((كدُميةٍ لكنَّها آدميَّةُ الإحسَاس،
رقيقةٌ مثل نسمةٍ هاربةٍ من أنفاسِ الرَّبيع..
تتخاطفُها عيونُ الفجرِ
من أحداقِ الشَّمس..
يجرفُها سيلٌ ماجنٌ من زَفير،
فتلتهبُ في ضلوعي..
حقّاً هي في فمي حَصاة…
هل سأبقُّها حينَ تدقُّ ساعةُ الحَقيقة؟
إنها ستحكي حكايةَ سراديبَ وأنفاقٍ
تفاعلَت في أعماقِ روحي..
ففجّرَت حروفُها ينابيعَ وجداني
اغتالَ رحيقُ بَيانِها صَمتي
كي لا يُقال:
“صمتَ دهراً ونطقَ كفراً”
ما أروعَها إذ تتزاحمُ لقطفِ جذوةٍ من لهيبِ العصورِ الغابرة!!
تغرسُ في مزارعِ الظَّلامِ مساكبَ النُّور،
تنعشُ غراساً في قلبٍ يعاندُ الذُّبول،
تحومُ في أجوائِهِ المُغبرَّة..
تستلُ سيفَ نقاءٍ طاعِناً في وجهِ
تلوُّثِ ريحِهِ المَحمُوم!
في ميزانِ القداسةِ كفَّتُها راجحةٌ
على لسانِ المَسيح:
“ليسَ بالخبزِ وحدَهُ يحيا الإنسانُ
بل بكلِّ كلمةٍ منَ الله”))* نازك مسوح