د عمر حمود- تسعى الإمارات من خلال الاستثمار في مختلف المجالات إلى الهيمنة على الاقتصاد المصري وضرب المصالح الوطنية للبلاد. في السياق قال مسؤول مصري كبير طلب عدم ذكر اسمه، مشيرا الى الاستثمارات الإماراتية في مصر خلال السنوات الأخيرة: “الإمارات قامت باستثمارات واسعة في مختلف المجالات، خاصة بناء مدينة رأس الحكمة في مصر. رغم التقييم الإيجابي من بعض وسائل الإعلام والمسؤولين، إلا أن أهدافها مشكوك فيها وستسعى للهيمنة على مصر في المستقبل، وبعض البنود السرية في الاتفاق بين مصر والإمارات ستضر بالاقتصاد وتتعارض مع المصالح الوطنية و سيادة مصر. على سبيل المثال، إقامة منشآت خاصة مثل المطار والميناء في هذه المدينة لا يدخلان في إطار القوانين المصرية”.
سيتم بناء مدينة رأس الحكمة على أحد أجمل شواطئ البحر الأبيض المتوسط باستثمار 32 مليار دولار من قبل شركة إماراتية. مدة استثمار هذه الخطة 50 سنة.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، خيمت سحابة سوداء على العلاقات بين الإمارات ومصر بعد أن علمت أجهزة المخابرات المصرية بالجهود المكثفة والسرية التي تبذلها الإمارات لإيجاد بديل للسيسي. وانكشفت هذه الخطة التي تم وضعها قبل ثلاث سنوات، بعد إقالة صدقي صبحي، وزير الدفاع المصري السابق، ومحمود حجازي، رئيس الأركان المشتركة السابق للجيش. حتى أن أجهزة مخابرات السيسي تمكنت من رصد اتصال مسؤول إماراتي بارز من بين أشقاء ولي عهد أبوظبي مع محمود حجازي الذي كان يحاول التوصل إلى اتفاق بشأن بديل السيسي.
وبعد فشل الخطة الأمنية تسعى الإمارات إلى استهداف مستقبل مصر بخطة اقتصادية. والآن تعد الإمارات أكبر مستثمر أجنبي في مصر باستثمارات تزيد عن 15 مليار دولار. وتعمل أكثر من 1250 شركة إماراتية في مجالات البيع بالتجزئة والجملة والنقل والتخزين والخدمات اللوجستية والمالية والتأمين وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والعقارات والسياحة والزراعة والأمن الغذائي والمتاجر والصناعات الطبية.
ويمكن أن تستحوذ هذه الشركات على الشرايين الاقتصادية الرئيسية لمصر.
كما تقف مصر والإمارات العربية المتحدة على طرفين متعارضين في قضية الصراعات الداخلية في السودان. وتدعم مصر الجيش السوداني، أما الإمارات فتقوم بتسليح وحماية قوات الدعم السريع. واستثمرت الإمارات 6 مليارات دولار في ميناء أبو أمامة على البحر الأحمر من أجل وصول أكبر إلى أفريقيا، وتقوم من خلال هذا الميناء بإيصال الأسلحة العسكرية إلى قوات الدعم السريع.
وتعتبر مراكز الفكر الغربية أزمة السودان من أهم القضايا التي تهدد أمن شمال أفريقيا وخاصة مصر وتعميق أزمة اللاجئين.