—
على شفتيَّ لا يغفو السّؤالُ
سيبقى في غدي دومًا يقالُ
أردِّدُهُ ولا أخشى سجونًا
ففيهِ إنّني كُلّي نضالُ
لماذا لا نعيشُ كما خُلقنا
ونجري مثلما يجري الغزالُ
تصادقُنا فراشاتٌ ونلهو
ومِنْ ظلٍّ لنا تنمو ظلالُ؟
فبالحريّةِ الأطيارُ تشدو
مرنِّمةً ويبتسمُ الهلالُ
ويولدُ في جبينِ الفجرِ وردٌ
ويصحو مَنْ يقيّدُه الخيالُ
وتجري أنهرٌ جفّتْ طويلًا
لترقصَ قربَها فرَحًا تلالُ
وتنطلقُ الأغاني مِنْ شفاهٍ
مكسَّرةٍ سرى فيها هُزالُ
ويبنيْ الحُبُّ قصرًا مِنْ نقاءٍ
وتُملَأُ مِنْ مسرّاتٍ سِلالُ
وبالحرّيّةِ الألوانُ أزهى
وفيها الشِّعرُ أنجمُهُ جَمالُ
يلاشي كلُّ إنسانٍ دخانًا
أتى منهُ ليخنُقَهُ سُعالُ
أنا يا قاهري حُرٌّ أبيٌّ
بسهمِ إرادتي يُرمى المُحالُ
بقبرِ الصّمتِ يأبى العيشَ صوتي
على أسوارِهِ تبلى نِصالُ
هو الباقي قويًّا غيرَ فانٍ
وأنتَ تغيبُ يطويكَ الزّوالُ
—
القس جوزيف إيليا
من قديم شعري
مجموعتي الشّعريّة “أحبّكَ حتّى وإنْ”