د.احمد مبارك الخطيب
“””””””””””””””””””””””””””””””””””
عن دار ( عين الزهور للنشر والتوزيع ) صدر منذ أيام قليلة كتاب (الفنون الشعبية في اللاذقية ) للباحث هاشم عثمان .
الكتاب يقع في/٢١١/ صفحة ، وهو واحد من سلسلة طويلة ألفها الكاتب عن اللاذقية ، تاريخها ، وٱدابها ، والحركات السياسية فيها، وٱثارها . وهذا الكتاب ليس إلا استكمالا لكل جوانب الحياة في اللاذقية التي رصدها ودونها .
يضم الكتاب عددا من الفصول ، منها : الامثال الشعبية ، والأغاني بكل تفرعاتها ، للاطفال ، والأعياد ، وندب الأموات ، ونداء الباعة ، وصندوق الفرجة ، والزغاليط . كما يضم توثيقا عن لغة( القجم ) التي كانت سائدة في الحارات الشعبية ، وهي اللغة التي كانت موضوعا لمحاضرة الأستاذ كاسر أسعد في عاديات اللاذقية .
وقد اورد الباحث سردا ممتعا لعدد كبير من الألفاظ والعبارات التي يستخدمها أهل اللاذقية .
وو اضح جدا أن الباحث الكبير هاشم عثمان قد بذل جهدا كبيرا وطويلا امتد لعشرات السنين ؛ ليوثق تراث اللاذقية الذي كاد أن ينقرض لولا هذه المحاولة الجادة والفريدة . وسيستمتع القارئ كثيرا بما أثبته الكتاب الذي تم نقله حيا ومباشرة من الحارات الشعبية في اللاذقية ، ولا سيما حي الصليبة ، وحي الأشرفية ( الشحادين ) .
الأمثال مثلا ، لم يترك الباحث غالبا مثلا يستخدم في اللاذقية دون أن يدونه ويشرح ما غمض من كلماته ومعانيه . أما الاغاني فحدث ولا حرج عن ألحانها المتعددة جدا ، وكلماتها المعبرة جدا ، وتنوع موضوعاتها لتشمل جوانب الحياة المختلفة .
وسأورد الٱن بعضا من هذه الأغاني التي تغنى في المناسبات المختلفة . ومنها :
موال :
زرعت الورد بأرض الشوك مابان
ومعروفي مع الاندال ما بان
ياريت الضو لاجهجه ولا بان
ولا كان بيننا أخد وعطا
موال ثان :
يا يل ويلي حطبو
من رأس الجبل حطبو
كل البنات تخطبو
ونا مستنتك ياغالي
أغنية :
ياخالتي عبي الجرة
وعيون جوزك لبرا
جوزي بدو شعر طويل
منين بجبلو شعر طويل
وانا قرعة من الله
ويا سقا عبي الجرة
عيون السقا لبرا
اغنية ثانية :
ياقضامة مغبرة. ياقضامة ناعمة
جيت الصبية لزورا.
شفت الصبية نايمة
جبتلا المشط بالورقة
وقلتلا خدي يالبقة
قالت شعري مابيلقى
ومشطتا وهي نائمة
ياقضامة مغبرة ياقضامة ناعمة
وهناك أغان كثيرة منها معروفة ومغناة كأغنية ( سالم )، ومنها مالايعرفه إلا أهل اللاذقية .
الكتاب مهم جدا ، والجهد المبذول فيه كبير جدا ، ويمتد إلى عشرات السنوات ، وهو يشكل سابقة في توثيق تراث اللاذقية. وسقرؤه الأجيال القادمة بشوق وحنين إلى ماض فني شعبي ، لم يبق منه إلا الذكرى وهذا الكتاب.
تحية إلى الباحث الكبير هاشم عثمان الذي يتدفق بحثا وعطاء . وما زلنا ننتظر منه الكثير .