تعرف اضطرابات الأكل بأنها مجموعة من الحالات النفسية التي تتسبب في ظهور عادات الأكل غير الصحية. وهناك أنواع عديدة من اضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية العصبي، واضطراب الشراهة، وغيرها.
في التقرير التالي سنتعرف على الأعراض الشائعة العامة لاضطرابات الأكل، وعلى 6 من أبرزها.
ما اضطراب الأكل؟
اضطرابات الأكل هي مجموعة من الحالات النفسية التي تتسبب في ظهور عادات الأكل غير الصحية. قد يبدأ الشخص بالشعور بهوس تجاه الطعام، أو وزن الجسم، أو شكل الجسم.
في الحالات الشديدة، يمكن أن تسبب اضطرابات الأكل عواقب صحية خطيرة، وقد تؤدي إلى الوفاة إذا تركت دون علاج.
يمكن أن يعاني الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل من مجموعة متنوعة من الأعراض. تشمل الأعراض الشائعة التقييد الشديد للطعام، والإفراط في تناول الطعام، وسلوكيات التطهير مثل القيء أو الإفراط في ممارسة الرياضة.
نعني بسلوكيات التطهير أن الشخص يشعر بالذنب، ويريد أن يطهر جسمه من الطعام الذي تناوله لذلك يتقيأ أو يمارس الرياضة بشكل مكثف.
أعراض اضطرابات الأكل
ثمة أنواع مختلفة من اضطرابات الأكل لها أعراض مختلفة، ولكن كل حالة تنطوي على تركيز شديد على القضايا المتعلقة بالطعام والأكل، وبعضها ينطوي على تركيز شديد على الوزن.
وعموما تشمل أعراض اضطرابات الأكل:
- فقدان الوزن بشكل كبير.
- القلق بشأن تناول الطعام في الأماكن العامة.
- الانشغال بالوزن أو الطعام أو السعرات الحرارية أو غرامات الدهون أو اتباع نظام غذائي,
- الإمساك.
- عدم تحمل البرد.
- آلام البطن.
- الخمول.
- اختلاق أعذار لتجنب وقت الطعام.
- الخوف الشديد من زيادة الوزن أو “السمنة”.
- ارتداء طبقات من الملابس لإخفاء فقدان الوزن أو البقاء دافئا.
- الحد بشدة وتقييد كمية وأنواع المواد الغذائية المستهلكة.
- رفض تناول أطعمة معينة.
- إنكار الشعور بالجوع.
- وزن النفس مرارا وتكرارا.
- طهي وجبات الطعام للآخرين دون تناول الطعام.
- تأخر الحيض أو انقطاعه.
- تشنجات المعدة.
- صعوبة في التركيز.
- دوخة.
- إغماء.
- الشعور بالبرد طوال الوقت.
- اضطرابات النوم.
- جفاف الجلد.
- الشعر الرقيق.
- ضعف العضلات.
- سوء التئام الجروح.
- ضعف المناعة وسهولة الإصابة بالأمراض.
أسباب اضطرابات الأكل
يعتقد الخبراء أن مجموعة متنوعة من العوامل قد تسهم في اضطرابات الأكل:
- الوراثة: يبدو أن الأشخاص الذين لديهم أخ أو والد يعاني من اضطراب في الأكل هم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
- الرغبة بالكمال.
- الضغوط من المجتمع والسوشال ميديا حول صورة الجسم المثالي.
- اختلافات في بنية الدماغ.
- اختلاف مستويات المواد الكيميائية التي ترسل رسائل في الدماغ مثل السيروتونين والدوبامين.
أنواع اضطرابات الأكل
1- فقدان الشهية العصبي
قد يكون فقدان الشهية العصبي Anorexia nervosa اضطراب الأكل الأكثر شهرة. وهو اضطراب يتطور بشكل عام خلال فترة المراهقة أو مرحلة الشباب، ويميل إلى التأثير على النساء أكثر من الرجال
عادة ما ينظر الأشخاص المصابون بفقدان الشهية إلى أنفسهم على أنهم يعانون من زيادة الوزن، حتى لو كانوا يعانون من نقص الوزن بشكل خطير. إنهم يميلون إلى مراقبة وزنهم باستمرار، وتجنب تناول أنواع معينة من الأطعمة، وتقييد تناول السعرات الحرارية بشدة.
أعراض فقدان الشهية العصبي
- أنماط الأكل مقيدة للغاية (عدم تناول الطعام بشكل طبيعي).
- الخوف الشديد من زيادة الوزن.
- السلوكيات المستمرة لتجنب زيادة الوزن، على الرغم من نقص الوزن.
- السعي الحثيث نحو النحافة وعدم الرغبة في الحفاظ على وزن صحي.
- تأثير كبير لوزن الجسم أو شكل الجسم المتصور على احترام الذات.
- صورة مشوهة للجسم، منها إنكار نقص الوزن بشكل خطير.
2- الشره المرضي العصبي
في الشره المرضي العصبي Bulimia nervosa يتناول الشخص كميات كبيرة بشكل غير عادي من الطعام في فترة زمنية معينة.
عادة ما تستمر كل نوبة من الشراهة عند تناول الطعام، حتى يشعر الشخص بالشبع بشكل مؤلم. أثناء الشراهة، عادة ما يشعر الشخص بأنه لا يستطيع التوقف عن الأكل أو التحكم في كمية الطعام التي يتناولها.
يمكن أن يحدث الشراهة مع أي نوع من الطعام، ولكن يحدث بشكل شائع مع الأطعمة التي يتجنبها الفرد عادة. ثم يحاول الأفراد المصابون بالشره المرضي التطهير للتعويض عن السعرات الحرارية المستهلكة ولتخفيف الانزعاج المعوي.
تشمل سلوكيات التطهير الشائعة القيء القسري والصيام والملينات ومدرات البول والحقن الشرجية والتمارين المفرطة.
يميل الشره المرضي إلى التطور خلال فترة المراهقة والبلوغ المبكر، ويبدو أنه أقل شيوعا بين الرجال مقارنة بالنساء.
عادة ما يحافظ الأفراد المصابون بالشره المرضي على وزن نموذجي نسبيا بدلا من فقدان كمية كبيرة من الوزن.
إعلان
أعراض الشره المرضي العصبي
- نوبات متكررة من الشراهة عند تناول الطعام مع الشعور بعدم السيطرة.
- نوبات متكررة من سلوكيات التطهير غير المناسبة لمنع زيادة الوزن.
- احترام الذات يتأثر بشكل مفرط بشكل الجسم والوزن.
- الخوف من زيادة الوزن، على الرغم من وجود وزن مثالي.
قد تشمل الآثار الجانبية للشره المرضي التهاب الحلق وتورم الغدد اللعابية وتآكل مينا الأسنان وتسوس الأسنان والارتجاع الحمضي وتهيج الأمعاء والجفاف الشديد والاضطرابات الهرمونية.
3- اضطراب الشراهة عند الأكل
في اضطراب الشراهة عند الأكل Binge eating disorder يأكل الشخص كميات كبيرة من الطعام في فترة معينة، لكنه لا يتقيأ.
ويعد اضطراب الشراهة عند تناول الطعام هو الشكل الأكثر شيوعا لاضطرابات الأكل وأحد الأمراض المزمنة الأكثر شيوعا بين المراهقين. وعادة ما يبدأ خلال فترة المراهقة ومرحلة البلوغ المبكر، على الرغم من أنه يمكن أن يتطور في وقت لاحق.
عادة ما يأكل المصاب كميات كبيرة بشكل غير عادي من الطعام في فترات زمنية قصيرة نسبيا، ويشعر بعدم القدرة على السيطرة أثناء الشراهة. بالمقابل فإنه لا يقلل السعرات الحرارية لاحقا، أو يستخدم سلوكيات التطهير، مثل القيء أو الإسهال أو ممارسة التمارين الرياضية بشكل متكرر للتعويض عن الشراهة.
أعراض اضطراب الشراهة عند الأكل:
- تناول كميات كبيرة من الطعام بسرعة، وفي الخفاء وحتى الشبع بشكل غير مريح، على الرغم من عدم الشعور بالجوع.
- الشعور بفقدان السيطرة أثناء نوبات الشراهة عند تناول الطعام.
- مشاعر الضيق، مثل الخجل أو الاشمئزاز أو الذنب، عند التفكير في سلوك الشراهة عند تناول الطعام.
- عدم استخدام سلوكيات التطهير، مثل تقييد السعرات الحرارية، أو القيء، أو ممارسة التمارين الرياضية المفرطة، أو استخدام ملين أو مدر للبول، للتعويض عن الشراهة عند تناول الطعام.
غالبا ما يستهلك الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشراهة عند تناول الطعام كمية زائدة من الطعام، وقد لا يتخذون خيارات غذائية مغذية. قد يزيد هذا من خطر حدوث مضاعفات طبية مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني.
4- اضطراب بيكا
اضطراب “بيكا” (Pica) هو اضطراب في الأكل يتضمن تناول أشياء لا تعتبر طعاما ولا توفر قيمة غذائية .
يتوق الأفراد المصابون بالبيكا إلى المواد غير الغذائية مثل الثلج أو الأوساخ أو التربة أو الطباشير أو الصابون أو الورق أو الشعر أو القماش أو الصوف أو الحصى أو منظفات الغسيل.
يمكن أن تحدث بيكا في البالغين والأطفال والمراهقين.
يتم رؤيته بشكل متكرر عند الأفراد الذين يعانون من حالات تؤثر على الأداء اليومي، منها الإعاقات الذهنية، وحالات النمو مثل اضطراب طيف التوحد، وحالات الصحة العقلية مثل الفصام.
قد يكون الأفراد المصابون بالبيكا أكثر عرضة لخطر التسمم والالتهابات وإصابات الأمعاء ونقص التغذية. اعتمادا على المواد التي يتم تناولها، قد تكون البيكا قاتلة.
5- اضطراب الاجترار
اضطراب الاجترار Rumination disorder هو اضطراب أكل آخر تم اكتشافه حديثا. وهو يصف الحالة التي يتقيأ فيها الشخص الطعام الذي سبق أن مضغه وابتلعه، ثم يعيد مضغه، ثم يبتلعه مرة أخرى أو يبصقه.
يحدث هذا الاجترار عادة خلال أول 30 دقيقة بعد تناول الوجبة.
يمكن أن يتطور هذا الاضطراب أثناء مرحلة الرضاعة أو الطفولة أو البلوغ. عند الرضع، يميل إلى التطور بين عمر 3 و12 شهرا، وغالبا ما يختفي من تلقاء نفسه. عادة ما يحتاج الأطفال والبالغون الذين يعانون من هذه الحالة إلى علاج لحلها.
إذا لم يتم حل اضطراب الاجترار عند الرضع، فقد يؤدي إلى فقدان الوزن وسوء التغذية الحاد الذي يمكن أن يكون مميتا.
قد يقيد البالغون المصابون بهذا الاضطراب كمية الطعام التي يتناولونها، خاصة في الأماكن العامة. وهذا قد يؤدي بهم إلى فقدان الوزن ونقص الوزن.
6- اضطراب تجنب/تقييد تناول الطعام
اضطراب تناول الطعام المتجنب/المقيد Avoidant/restrictive food intake disorder (ARFID) هو اسم جديد لاضطراب قديم. لقد حل هذا المصطلح محل مصطلح “اضطراب التغذية في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة”، وهو تشخيص كان مخصصا سابقا للأطفال دون سن 7 سنوات.
يعاني الأفراد المصابون بهذا الاضطراب من اضطراب الأكل، بسبب عدم الاهتمام بتناول الطعام أو النفور من بعض الروائح أو الأذواق أو الألوان أو القوام أو درجات الحرارة.
أعراض اضطراب تجنب/تقييد تناول الطعام
- تجنب أو تقييد تناول الطعام الذي يمنع الشخص من تناول ما يكفي من السعرات الحرارية أو العناصر الغذائية.
- فقدان الوزن أو ضعف النمو بالنسبة للعمر والطول.
- نقص المغذيات أو الاعتماد على المكملات الغذائية أو التغذية الأنبوبية.
علاج اضطرابات الأكل
تشمل خيارات العلاج:
1- العلاج النفسي الفردي أو الجماعي أو العائلي
قد يوصى بنوع من العلاج النفسي يسمى العلاج السلوكي المعرفي “سي بي تي” (CBT) للمساعدة في تقليل أو القضاء على السلوك المضطرب مثل الشراهة عند تناول الطعام، والتطهير، والقيود. يتضمن العلاج السلوكي المعرفي تعلم كيفية التعرف على أنماط التفكير المشوهة أو غير المفيدة وتغييرها.
2- الأدوية
قد يوصي الطبيب بالعلاج بأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان أو مثبتات المزاج للمساعدة في علاج اضطراب الأكل أو الحالات الأخرى التي قد تحدث في الوقت نفسه، مثل الاكتئاب أو القلق.
3- الاستشارات الغذائية
يتضمن ذلك العمل مع اختصاصي تغذية لتعلم عادات التغذية والأكل المناسبة، وقد يتضمن أيضا استعادة وزن الشخص أو التحكم فيه إذا كان قد شهد تغيرات كبيرة في الوزن. تشير الدراسات إلى أن الجمع بين العلاج الغذائي والعلاج المعرفي قد يحسن نتائج العلاج بشكل كبير.