حسن سلمان _ نفحات القلم _ اللاذقية
لطالما استخدمت عبارة “بسعر التراب” كنايةً عن زهد ثمن الشيء؛ إلا أن هذا التراب أو الرمل في قطاع غزة قد غير ذلك المفهوم لأن كل حبة تراب لها قصة تروى ومع كل نسمه هواء تهب تنقل حكايات لاتنتهي معلقة على جدران البيوت المهدمه لايستطيع قرائتها إلا من يعرف قيمه هذا التراب
سرقوا براءة الأطفال وعكاز المسن وفرحة الأمهات ليأتي دور رمل غزة الذي لم يوفره اليهود حينما خرجوا منها في عام 2005 لمايحمله بين ذراته من أهمية وهنا يأتي السؤال لماذا رمل غزة بهذه الأهمية لأنه يحتوي على مادة الكوار التي تدخل في صناعة الزجاج النقي والساعات الرقمية والألكترونية والمواد الطبية الحادة وألواح الخلاية الشمسيه فظنوا أنهم أنجزوا وأنتصروا ولكنهم لايعلمون أن غزة ورملها دخلت بيوتهم لتكمل طريق الإنتصار في حرب الصمود وأن التراب أبى رحيل غزة وفضله عليهم يتوارثه أجيالهم وحينما يسألونهم عن تلك الصناعات ستذكر غزة ورملها في بيوتهم رغما عن أنفهم تراب غزة غيّر المفهوم مجددا
غزة وخطة فك الأرتباط عام 2005
في بداية عام 2005 أقر البرلمان الاسرائيلي الكنيست خطة رئيس الوزراء اريل شارون للأنسحاب من قطاع غزة اعتمد شارون ماسماه خطة فك الأرتباط تحت ضغط معركة أيام الغضب التي أطلقتها المقاومة ردا على عدوان بري شمال القطاع وكبدت خلالها اسرائيل خسائر هامة في الجنود والعتاد،فشلت القوة الأسرائيليةفي منع اطلاق الصواريخ ووقف عمليات المقاومة،كما أنها لم تستطع إخماد الإنتفاضات الشعبية الفلسطينية ،سبب أخر يفسر قرار شارون الانسحاب من غزة ويتعلق بالفاتورة الباهظة لحماية المستوطنين في القطاع،كان 21مستوطنة تحتل 35%من مساحة القطاع
حيث تحولت تلك المستعمرات إلى مناطق أمنية أقيم فيها قواعد للجيش وأبراج مراقبة،حينها شرعت حكومة شارون في تنفيذ خطة فك الأرتباط التي سميت عربيا
بقانون الإنسحاب، وهو الشيء الذي لم يحصل في تاريخ اسرائيل أن تخلي أرضا احتلتها منذ قيامها عام 48،مشاهد إخلاء المستوطنين وألياتهم وهي تنسحب تباعا من أراضي القطاع ماتزال ماثلة في أذهان أهالي غزة الذي خرجوا ابتهاجا بانتصارهم على الإحتلال اطلق الفلسطينيون أنذاك شعارهم اليوم غزة وغدا القدس
ولكن حقد الحاقدين لم يمنعهم من الاستمرار في وحشيتهم ليعودو من جديد للأخذ بالثأر وممارسة دور مصاصي الدماء ليشردوا أهالي غزة من جديد ويدمروها دون شفقة ولارحمة وليس بالغريب عنهم لأن هذا المصطلح بعيد كل البعد عن قاموسهم الإجرامي
ورغم كل الدمار الذي خلفه هذا العدوان القاتل مازالت
غزة، أرض محملة بتاريخ لا ينضب، تتجلى فيها عظمة الحضارات وقوة الصمود. بين جدرانها القديمة، يتجسد تاريخ غزة كمحطة فلسطينية ذات عمق ثقافي وحضاري فريد. تشهد الآثار والمعالم التاريخية في غزة على تلاحمها مع حضارات عدة، مما يمنحها جاذبية تاريخية لا مثيل لها.
منذ العصور القديمة، كانت غزة ومازالت مسرحًا للحروب والفعاليات التاريخية، بدءًا من الحضارات الفينيقية والفلسطينية حتى الإمبراطوريات الإسلامية. النزاعات والغزوات تاريخ لا ينسى، يشكل نسيجًا حافلاً في قصة هذه الأرض.