بلِّغوها تحيتي وسلامي
وحنيني وحرقتي وهيامي
وانشغالي بحبها عن سواها
من نساء الدنيا وهنَّ أمامي
وهي مني بعيدةٌ لا أراها
وهواها أراه في أحلامي
++++++++++++++
بلِّغوها مشاعري وهي سيلٌ
جارفٌ من محبتي وغرامي
وقصيداً نقشته في فؤادي
من رقيق الهوى وحلوِ الكلامِ
لم يزلْ خافقي يغنِّيه شعراً
مع دقَّاته بكلِّ انتظامِ
++++++++++++++++
خبروها عن شاعرٍ قال فيها
أعذبَ الشعر من مقامٍ سامي
وسيبقى يسطِّر الشعر دوماً
في هواهاعلى مدى الأيَّامِ
فهواها معينُهُ وهواها
مصدرُ من مصادر الإلهامِ
++++++++++++++
سلِّموا لي على عيونٍ سبتني
حرمتْ مقلتي لذيذَ المنامِ
وشفاهٍ بلهفةٍ قبَّلتني
أسكرتني بطيِّبٍ من مُدامِ
وأيادٍ برغبةٍ عانقتني
وحنانٍ ورقةٍ ووئامِ
+++++++++++++++
ذكِّروها كم في مكانٍ جلسنا
كم مشينا في السوقِ بين الزَحامِ
كم عدَوْنا في شارعٍ كم ضحكنا
يومَ كنَّا في غايةِ الإنسجامِ
كم أقمنا من حفلةٍ كنم رقصنا
في مشاويرنا على الأنغامِ
كم أقمنا في شاطئٍ كم سبحنا
ثم عدنا للنوم تحت الخيام
ووحيدين في الطبيعة جُلنا
وبيعيدَيْنٍ عن عيون الأنامِ
وحَلُمنا بأننا في فضاءٍ
وسماءٍ وفوق ظهر الغمامٍ
ثم نمنا ونسمةٌ أيقظتنا
فإذا نحن تحت جَنح الظلامِ
وشفاهٌ على شفاهٍ تغنِّي
وأيادٍ تاهت مع الأقدامِ
وقلوبٌ تحوَّلَ النبض فيها
من هوانا إلى هديل الحمامِ
++++++++++++++++
بلغوها بأنَّ أيَّ مكانٍ
قد أقمنا فيه محطَّ اهتمامي
وسأبقى دوماً أحجُّ إليه
فمكان اللقاء خيرُ مَقامِ
ذاك عهدٌ قطعتُهُ لفتاةٍ
وهي تدري كم بالعهود التزامي
++++++++++++++
خبِّروها عني وعن أحوالي
عن صلاتي من أجلها وصيامي
عن حبيبٍ متيَّمٍ في هواها
ويعاني من شدَّةِ الآلامِ
وفؤادٍ تمكَّنَ الحبُّ فيه
وغزاهُ من ناره بضرامِ
ظامئٌ للهوى ومنه يعاني
كيف ينسى الهوى الفؤادُ الظامي
++-++++++++++++++
قدَرٌ كان والمقادير تجري
بيد الله صانع الأحكامِ
وامتثلنا لحكمنا وافترقنا
بعيونٍ تبكي وقلبٍ دامي
حُكمنا كان قاسياً وعنيفاً
مثلَ حكمِ المماةِ بالإعدامِ
وسيبقى فراقنا مثلَ لغزٍ
وعليه علامة استفهامِ
++++-+-+-+++++++
يا رفاقي عن حالتي خبِّروها
بعد عشرٍ مرتْ من الأعوامِ
كيف أصبحتُ شاحباً وهزيلاً
ومريضاً من كثرة الأسقامِ
وحُطاماً لسامرٍ عرَفَتْهُ
وهو الآن كتلةٌ من ركامِ
+++++++++++++++++
يارفاقي إذا عثرتم عليها
وهي تحيا بصحةٍ وسلامِ
بلغوها رسالتي واختموها
بدموعي فذاك مسكُ الختامِ
تشرين الثاني عام ٢٠٠٠٠
المهندس : سامر الشيخ طه