هل هناك أمة تحررت، بالوداعة، والسكينة؟ وهل هناك حرب مع المغــــتصب، المستعمر، بدون تضحيات؟
عشرات الآلاف من الشهداء، ستشكل لنا دافعاً للثأر، وستنقل صورة إسرا*ئيل من الضحية، إلى دولة التوحش.
عودتنا أمريكا التخلي عن الحليف الفاشل، لأنه يصبح عبـــــئاً عليها، أليس هذا مستقبل الك*يان؟
المنحامي محمد محسن
فلنذكر الصها*ينة: كيف تخلت أمريكا عن عملائها في الفيتنام، وكيف تركتهم يسقطون من الطائرات التي حملت قواتها المهزومة على عجل، أمام القائد الفيتنامي البطل هوشي منه، وكيف سقطت قاعدة (بيان بيان فو) الفرنسية، أمام المقاوم التاريخي (جياب)، أما فرار أمريكا من أفغانستان المذل المهين، ليس ببعيد، لأنه تم في عهد الرئيس الأمريكي القائم (بايدن).
إذا كانت الإمبراطورية الأمريكية، قد هزمت شر هزيمة في الفيتنام، وفي أفغانستان وتخلت عن عملائها، وأدواتها، فكيف سيكون حال بوارجها، إن دخلت مضيق جبل طارق، عوناً للكيان الغاصب، أمام ســـــــــــــــيد* المقاومة حســــــــن* نصر الله، الذي يجمع بين، إيمان الحسين، وهوشي منه، وجياب، وبطولات عمر المختار، وغيفارا، في شخص واحد؟؟
ومعه وإلى جانبه البطل (السنوار) الذي أضاع صواب القاتل (النتن ياهو) في / 7 / أكتوبر، ولا يزال يواجه الجيش الإسر*ائيلي في غزة الباسلة مع أبطاله الأشاوس، لمدة تقترب من السنة، بدون أن يحقق (النتن) أية إنجاز من الإنجازات التي زعم أنه سيحققها.
على كل صهيو*ني عاقل أن يدرك، أن (شعب الك*يان)، الذي لم يندمج مع محيطه العربي عبر / 76 / عاماً، هل سيندمج بعد حرب الإبا*دة الجماعية في غزة؟ لأن حرب الإبادة هذه، لم تقتل مئات الآلاف فحسب، بل أيقظت ملايين الضمائر والعقول، في كل أنحاء العالم وقالت: من خلال الأنهار التي سفحت من الدماء أن إسرا*ئيل دولة متوحشة ومغتصبة، والانتصار عليها وإنهاء وجودها لا يتم إلا بالمقاومة.
والدليل القاطع، او البرهان القاطع، يتجسد في:
هل (التطبيع) الذي جرى في كامب ديفد، وفي وادي عربة، والذي مضى عليه، ما يزيد على خمسين عاماً، هل تمكن (شعب الاحتلال) أن يندمج مع الشعبين المصري والأردني حتى الآن؟
إذاً التطبيع لا يعني (الاندماج الشعبي)، ولا يعني القبول، بل يأخذ شكل الهدنة بين الطرفين، ما دام الوجود الأمريكي هو المسيطر، وقد ينقلب في أية لحظة إلى عداوات وحروب، بعد غروب الزمن الأمريكي بيوم أو أكثر.
من يعتقد أن دماء الأطفال والنساء، والرجال في غزة والتي زادت عن (40) ألفاً من الشهداء، ومن استشهد في جنوب لبنان، وفي اليمن، وسورية، والعراق، في حرب الإبادة هذه، وقبلها عبر ما يزيد عن سبعين عاماً من القتل، والتشريد، في فلسطين، وخارجها، سيعطي إسرا*ئيل (صك بالبراءة)؟ وعفواً عما فعلته وتفعله؟؟ أم سيؤجج روح العداء، ويدفع المقاومة للأخذ بالثأر؟
إذاً المنطقة التي رفضت الصها ينة، عبر / 76 / عاماً، هل (سترحب) بهم بعد حر*ب الإبادة؟؟