المحامي محمد محسن
لا ريب أن اغتيال سيد المقا*ومة، كان ضربة موجعة للمقاومة، وكانت قد جاءت قبله عملية الاختراق (السيبراني) الذي راح ضحيتها المئات من المقاومين الأبطال، بين شهيد وجريح.
ما ترتب على هاتين الضربتين المؤلمتين؟؟
انتقلت أمريكا من الرغبة الجامحة في تصفية حز*ب الله، إلى الثقة المطلقة أن هذه الأمنية قد باتت (قاب قوسين أو أدنى)، وبدلاً من السعي الشكلي (الكلامي) لوقف الحرب، راحت تمد العدو بكل ما يلزم، من الأسلحة الثقيلة، والمعلومات، لاستكمال عملية الإجهاز على ما تبقى من هذا الحز* ب (العقبة الكأداء).
ولكن ومهما كانت حالة الارتياح، لدى أمريكا عالية الزخم، كانت حالة الارتياح عند الملوك العرب، وأمرائهم، هي الأكثر حرارة ورضى، لأن الخلاص من حز*ب الله، بحسب (وعيهم المعتل)، يزيح لهم كابوساً كان يؤرقهم، أكثر مما يؤرق إسرا*ئيل، لأنهم سيتمكنون من بعده، كما يعتقدون) التحكم بجميع مسارات المنطقة، كما ويروون بعضاً من أحقادهم.
أما (عملاء الداخل) في لبنان، فلم يكن ينقص فرحهم، وحبورهم، إلا توزيع الحلوى، ورفع لافتات كتب عليها (شكراً نتن ياهو)، كما فعل (إرهابيو ادلب)، ولكن ترجم هذا الموقف، إلى دعوة (معراب) التي دعا إليها (جعجع)، لحلفاء إسرا*ئيل في لبنان، لبحث واقع لبنان ما بعد (حز*ب الله)، وما هو الدور المناط بهم لتصفية جيوب حز*ب الله.
في خضم هذا الشعور المتلاطم من السعادة، التي تغمرها النشوة بالنصر، والتي أوصلت العدو (الإسرا*ئيلي)، إلى حالة من الغرور، دفعته لتجهيز ثلاثة فرق عسكرية على الحدود اللبنانية، وعلى رأسها، (لواء جولاني) فخر (الصناعة الإسرا*ئيلية).
توطئة للإجهاز على حز*ب الله، و(سحقه)، واستكمال البرنامج الأمريكي ــ الصهيوني ــ العربي، الذي يقوم على (اللعب بالمنطقة) على هواهم، بعد الخلاص من هذه العقدة المؤرقة.
فكان أن عاد (لواء جولاني)، إلى المستشفيات، محمولاً على المروحيات، وسيارات الإسعاف، بين قتيل وجريح.
هنا كانت (الصفعة) الكبرى، (للحلم) الأمريكي ــ الإسرا*ئلي ــ العربي ــ الإسلامي المتمذهب، ولكن مأتم (معراب) كان أكبر، (وأدق رقبة).
ومع ذلك طلبت أمريكا من إسرا*ئيل، إعادة الهجوم على حز*ب الله، من أكثر من موقع، لعل الهجوم الثاني يعيد الأمل المهدور؟؟ فكان ما أصاب الجنود والضباط، أمر وأدهى من الهزيمة الأولى.
هنا تبخرت الأحلام، لدى الجميع، وبدأت أمريكا، التفكير من خارج الصندوق القديم، وبخاصة وأن ضربات حز*ب الله المؤلمة، والدقيقة، باتت تصل إلى حيفا، وما بعد بعد حيفا.
المتوقـــــــــــــــــــع:
خيبة الأمل الأمريكية ستدفعها للطلب، من السعودية، أن ترفع الصوت مطالبة بوقف إطلاق النار، وحتى لا تظهر إسرا*ئيل بمظهر (المهزوم) و (المستسلم) أمام الكافة.
النتيــــــــــــــــــــجة:
سيتم وقف إطلاق النار، بعد القيام ببعض الهجمات الأخرى على الجنوب، ترافقه حملة إعلامية واسعة، لأيهام المجتمع الدولي، بأن وقف الحرب، جاء تحت ضغط كبير، من أمريكا، والسعودية.
وستبقى كفة حزب الله، ومحوره، هي الراجحة.