شهدت الفترة السابقة التزام وسائل النقل العامة بالخطوط المسجلة عليها، ما أدى إلى تلاشي مشكلة النقل نوعاً ما، لكن هناك بعض الشكاوى حتى الآن من المواطنين على عدم التزام “السرافيس” ما يؤدي إلى ازدحام وصعوبة الحصول على وسيلة نقل وخاصة وقت الذروة وأوقات المساء والليل، إضافة إلى أن بعض “السرافيس” حتى اليوم تتعاقد مع مدارس خاصة وشركات لنقل الطلاب وموظفي الشركات الخاصة وهذا ما يبدو على بعض الخطوط، كما أن بعض السائقين يزعمون أن المازوت المدعوم الذي تزودهم به المحافظات هو من حقهم ولهم إمكانية بيعه في السوق السوداء التي يصل فيها سعر الليتر إلى 8000 ليرة سورية.
وفي الفترة الماضية بدأ بعض السائقين التلاعب بأجهزة التتبع الإلكتروني وقد كشفت الجهات المعنية بعض الحالات وأحالت مرتكبي المخالفات إلى القضاء المختص، فمنهم من يرفض تركيب الجهاز وآخر يلجأ للتلاعب ببرمجة الجهاز، وكان آخرها أن عثر بفانوس سيارة أحد السائقين على أربعة أجهزة إضافة إلى الجهاز الأساسي، وجاء ذلك رغم التحذيرات من أن سرقة المازوت هو جريمة يعاقب عليها القانون، وأن أجهزة التتبع الإلكتروني قادرة على كشف أي تلاعب.
مواقع إعلامية نقلت عن المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة دمشق أنه مع التزام وسائل النقل هناك تعرفة جديدة ستصدر قريباً، وستكون محددة وفق فواتير الإصلاح للسرافيس لتحديد نسب الارتفاع، إضافة إلى قيام اللجان المعنية بجولة في الأسواق لمعرفة أسعار القطع ليتم على هذا الأساس وضع تعرفة ملائمة لأصحاب السرافيس والمواطنين معاً.
وأكد المكتب التنفيذي أن نظام التتبع الإلكتروني حقق وفراً في المازوت بنحو 100 ألف ليتر، تم توجيه الجهات المعنية من قبل محافظ دمشق لتحويلها إلى التدفئة.
وكان أمين سر جمعية حماية المستهلك “عبد الرحمن حبزة” قد توقع رفع تعرفة السرافيس إلى 50 بالمئة لافتاً أن الحديث عن أي دراسة يعني انتهاءها بالرفع، وذلك في تصريح إذاعي، اقترح فيه أن تبقى رسوم الخدمات وكافة القضايا التي تهم المواطنين رمزية.
موقع “بتوقيت دمشق” تواصل مع عضو المكتب التنفيذي بمحافظة دمشق لقطاع النقل “عمار غانم” الذي أكد أن السائقين بعد إلزامهم بتركيب جهاز التتبع الإلكتروني بدأت حجتهم بأن تعرفة الركوب غير عادلة رغم أن الكثيرين منهم يتقاضون تعرفة زائدة، لافتاً إلى أن المحافظة اليوم تكرس جهدها لتقديم الانفراجات عبر حلول سريعة تكون في خدمة المواطن، وتأمين مستلزمات الوقود والتعرفة الجديدة لتشجيع السائق على العمل وتأمين المواطنين.
وبين غانم أن جهاز التتبع الإلكتروني جاء بنتائج جيدة، وقد عملت المحافظة على حساب التكلفة بشكل يومي مع ترك هامش ربح للسائق وعبر معايير هي التي تحدد الاستهلاك لكي لايبقى للسائق أي حجج، والهدف من الآلية الجديدة حماية المواطن والسائق في آن معاً، فالعقوبات التي تنتظر المخالفين شديدة ولا تساهل فيها وتصل إلى حجز المركبة وتحويل السائق للقضاء المختص.
وعن تركيب جهاز التتبع على باصات النقل الداخلي قال غانم: “إنه سيتم ذلك لاحقاً ويهمنا ضبط كل الآليات وبذلك تتم مراقبة جميع الباصات إلكترونياً لضبط كميات الهدر المهولة التي كانت سابقاً.”
وكانت صحيفة تشرين نقلت عن المدير العام لشركة النقل الداخلي في دمشق موريس حداد أن الشركة أعدّت كتاباً لتزويد باصات النقل الداخلي أيضاً بأجهزة التتبع الـ “GPS”، مع رفد قطاع النقـل الداخلي بباصات جديدة ولكن العقوبات الغربية المفروضة على سورية تحدّ من سرعة تحقيقه، منوهاً إلى أن عدد باصات النقل الداخلي الموجودة لدى الشركة حالياً يبلغ 100 باصاً، علماً أن مدينة دمشق وريفها بحاجة لنحو 500 باص للنقل الداخلي على أبعد تقدير لحل أزمة الازدحام الحاصلة.
وفيما يخص عمل شرطة المرور في الآلية الجديدة، رئيس فرع شرطة مرور ريف دمشق العميد “عبد الجواد عوض” قال في تصريح لموقع “بتوقيت دمشق”: “إن دور شرطة المرور هو التأكد من وجود منظومة التتبع الإلكتروني على السرافيس العاملة على خطوط ريف دمشق والتأكد من مسار تلك السرافيس، كما توجه دوريات المرور السائقين لمراجعة الجهة التي قامت بتركيب تلك الأجهزة وإجراء الصيانة المطلوبة في حال كان هناك أي خطأ في عمل تلك الأجهزة.”
وأكد العميد عوض أن متابعة السرافيس تكون عبارة عن مراقبة عمل هذه المنظومة التي تراقب مجال حركة وتتبع على محور الخط، فيعطي الجهاز إشارات ومحطات مسير وسيلة النقل من بداية الخط حتى نهايته، وفي حال لم يلتزم فلن يحصل السائق على مخصصاته من الدعم، موضحاً أن السرافيس المتسربة والتي تلتزم بعقود مع المدارس أو الشركات الخاصة ينطبق عليها قانون السير ومخالفتها هو عدم تأمين مواطن وتصل العقوبة لحجز المركبة لمدة أسبوع، لكن اليوم لم تنته الجهات المعنية من تركيب الجهاز على كل المركبات العاملة على خطوط نقل المواطن لذلك تغيب المحاسبة.
يشار إلى أن المواطن لمس تحسناً كبيراً في مجال النقل عبر تواجد عدد كبير من السرافيس ووسائط النقل الأخرى في المواقف المحددة لنقل الركاب على خطوط دمشق وريفها، والتطلع اليوم إلى إنهاء أزمة النقل من جذورها.
بتوقيت دمشق|| ميسم صالح