كتب د سليم الخراط
سورية يوم كانت .. وكيف يجب أن تعود ..!!؟؟، نحن صوت في ضمير الشعب هادر لابد أن نكمل الدرب على طريق الشرف والوفاء لقادتنا العظام ..، اليوم لا مكان الا للوطن والمواطن والدستور والقانون وفرض العدالة والسيادة والكرامة لبناء الوطن بعيدا عن مافيات الفساد التي حبكت شباكها حول كل مؤسساتنا الوطنية ..!!؟؟ .
لقد سقطت كل الدول الاقليميه واحزابها الحاكمه والمعارضه ومعها كل الأيديولوجيات لتواجه حقيقة واحدة في خيار المواطنة وتحقيق معاني وشروط الهوية والانتماء ..
لذلك اليوم وعاجلا لابد من إعادة التقييم وإلا فاتنا القطار ..!!، فلا بد بعد ازمتنا التي لم تنتهي حتى اليوم من دور ضروري يؤسس لولادة جديده لسوريتنا الغالية ..، حتما هذا لايعتبر استسلاما ..، بل خروج من دوامات الاشكالات الموجوده والعاجزه عن المضي بالوطن إلى بر الأمان، والانعتاق نحو فضاء أرحب واوضح لرؤية يجب أن تكون شاملة ..!!، لنبدع فيه باستقلالية من ثوابت فكرنا الإنساني الموحد والوحدوي على مبدأ التشاركية الوطنية التي لابد منها للخروج بالوطن من ازمته ..، دورة جديده للحياة بالانعتاق بحرية الاستقلال بالقرار لما فيه من خيارات تسمو بالوطن وشعبه ..، بعد أن ادينا واجبنا بامانه بكل الاشكال المتعددة من قوافل الشهداء بمئات الآلاف ..، وملايين الجرحى ..، وملايين المهجرين والنازحين والمشتتين في بقاع الأرض ..!! .
أكثر ما يمكن أن يكون ملائما متابعته في ما تفضل به الدكتور شادي أحمد يتناول فيه الحقيقة في واقع معنى التضامن السوري .. وهو يقولون إنه وعلى الرغم من تجاوزنا في سورية لتلك المرحلة الخطيرة من الحرب ..، لكن هذه المرحلة اليوم لا تقل خطورة .. (و إن كانت مستترة) ..، إن هذه المرحلة تحمل كذلك في طياتها (فرصة ما) قد تتحقق في حال تمت إدارة الحالة كما يجب ..، حيث هناك تهديدات عديدة تبدأ من العدو الصهيوني وصولا إلى الإرهاب القابع في إدلب إلى الانفصالين في الشمال الشرقي المرتبطين خارجا يقابلهم الأكراد الوطنيين الذي يعدون للعودة للوطن خلال أيام لن تكثر بإعدادها .. .
هناك تحديات داخلية تبدأ بالقضاء على الفساد و لا تنتهي بالتحديات المعيشية والاقتصادية ..، لذا لن تكون لدينا قاعدة متينة في مواجهة التهديدات و التحديات إلا بالتضامن السوري باقصى حالاته .. .
لذلك فإننا أكثر ما نحتاجه اليوم إلى تضامن أقوى لجهة الوقوف على احتياجات المواطن السوري من قبل الحكومة و القطاع الخاص..، و القيام بالمسؤولية تجاه هذا المواطن (الاسطوري) ..
والأهم أننا نحتاج إلى تضامن من الحكومة تجاه قطاع الأعمال الوطني ومساعدته بالقيام بواجباته (الوطنية والاجتماعية) دون تضييقات قد تحدث احيانا ولازالت مستمرة في حدوثها وتعطيلها الكثير من القرارات التي تفرمل آليات العمل الوطني ..
نحتاج إلى تضامن من القطاع الخاص تجاه الحكومة في دعم خططها المالية والاستثمارية لتقوم بمسؤوليتها الاجتماعية ..
نحتاج إلى تضامن بين المواطنين أنفسهم بالرحمة و الرأفة و العقلانية (لأن جزء مهم من استغلال المواطن يأتي من المواطن الآخر) ..
نحتاج إلى تضامن بين القوى السياسية و الاجتماعية التي يجب أن تنظر بأن لها مسؤوليات وطنية تجاه الوطن و المواطن يجب أن تقوم بها ..، دون أي كيدية أو رغبة بالاستئثار والاحتكار ..
نحتاج الآن وليس غدا ..!!
إلى إطلاق ورشة عمل وطنية تحت شعار (التضامن السوري) لتمتين الجبهة الداخلية تجاه كل ما سبق، وقتها لن يكون التضامن عمل (مقاوم) فقط .. بل ركيزة لإنطلاقة مأمولة ..!!، لطالما كان التضامن يحمل في اجمل معانيه الآمال التي ينادي بها كل مواطن من أجل الوطن ..” حرية وعدالة ومساواة ” .. .
لذلك كان وسيبقى الحوار الوطني السوري السوري ضرورة حتمية لا خروج للوطن من أزمته ما لم يتحقق ..، ولجنة الحوار الوطنية التي تعمل على الاعداد للحوار الوطني منذ زمن ..، إن لم تكن على مستوى إقناع كل شرائح الوطن وقواه الوطنية ومعها كل اللجان ..!!، لا يمكن أن تكون فاعلة دون مشاركات وطنية حقيقية تشمل كل أبناء الوطن وليست حكرا لجهة واحدة ..!!، أخطأت حين نأت بنفسها عن الأحداث ببداية أزمة الوطن وهي من كانت سببا مباشرا بما آلت إليه الأمور في الوطن ..!!، علما اننا كنا نسيطر وطنيا بأبناء الوطن على كل زقاق وحي وبلدة ومدينة من خلال الرفاق في الفرق والشعب أبناء شعبنا في كل أنحاء الوطن ممثلين بكل أحزاب الجبهة الوطنية التقديمية ..، لتعود اليوم لتسيطر على منابع القرار وهي تعلم أنها ليست في موقع ترحاب وطني ولن تكون ابدا ..!!، ما ام تقر بايتعدادها لإعادة البوصلة للوطن بالتوجه نحوا بناء مستقبل هذا الوطن وتكون اهلا ليرحب بها وغير ذلك لن تكون موضع ترحيب ..!!..، لذلك الوطن كان وسيبقى للجميع، والحوار يشمل الجميع أبناء الوطن، والوطن والوطنية انتماء وهوية علينا أن نتفهم هذا الكلام اولا واخيرا ..
لذلك لا لد من الحوار الوطني السوري السوري السياسي اولا لنبني عليه مستقبلنا ..،ولكن وان كانت البداية حوارات أو حوارا حول التنمية الاقتصادية والاجتماعية ..، تبقى بداية افضل من أن لا نبدأ ابدا ..
المطلوب ولا بد منه هو تحقيق مؤتمر حوار وطني جامع هو ما نحتاجه اليوم يؤكد هويتنا الوطنية وحقيقة الانتماء الوطني وما يعنيه ..، حوارا يجمع كل الوطن بمساحته الجغرافية متكاملا يجب أن يكون شمالا وجنوبا وشرقا وغربا متمثلا بكافة القوى الوطنية وشرائح مجتمعه ..
لكن الأهم وهي الحقيقة المطلقة أننا نحتاج حكومة إنقاذ وطني صاحبة قرار ومسؤولة أمام الوطن والشعب تحاسب وتحاسب ما يحتاج مجلس شعب بقراره هو البوصلة وليس بتعداد الجماعه لاحتكار القرار للبعض دون غيره ..، لا حكومات يجب أن تقف أمام البدء بمهمة عملها مصعوقة غير قادرة على التعامل مع الواقع الذي ترثه بتراكم الملفات المستعصية على الحلول الشاملة تذهب في دوامة ما دفع أمامها معميا عليها حتى لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم ..!!؟؟ ..
علينا أن نفهم وأن نقتنع بعد كل ما تعرضنا له وأن نتعلم من ازمتنا درسا في الحياة ..، أن قوة الوطن لا تكون إلا بوحدة شعبه وفي نخبه من أكاديميين حقيقيين الذين يجب أن يكونوا هم مرجع للقرارات والقوانين والأنظمة الناظمة لمسيرة الوطن ..، وهم ما زالوا مهمشين على معظم الأصعدة ..، والوطن لا زال في موقع ليس مباليا بشعبه وانقاذه مما هو فيه ..، والكل معنيا فيه والكل مصابهم والمهم واحد إلا الفاسدين الذين يمتلكون مراكز السيطرة على منابع استثمار الوطن ويحتكرونها ..
اهم الامور التي تحتاج الوطن هي في إمكانية إعادة ما يمكن من شبابنا في الخارج وهي المهمة المستحيلة ونحن نعلم ما صنعه شبابنا في كل دول العالم الذي تواجدوا بها، والعالم بدوله اعترف واقر لهم بابداعاتهم التي تفوق كل التصورات ..!!، فنحن بحاجة أن نعي كيف نقنع شباب الوطن بالهوية والانتماء وكيف علينا أن نتصدى لاغراءات الخارج التي تمنح لهم ..!!، حتما أي انتماء لبلد يحقق لي كرامة ومكانة سيكون هو وطني ..، والوطن حتى اليوم مازال مغيبا في واقع أزمته عاجزا عن وضع الحلول المطلوبة لطالما يسيطر الفساد على كل مؤسساته امعانا وترصدا لمنع الوطن عن العودة الى وعيه والسيطرة على آلية إدارة مؤسساته التي تستمر وتعيش على استثمار الفساد ..
الوطن وسيد الوطن نادى وينادي وما زال ينادي بشعار التشاركية ..، وحتمية وضرورة تطبيقها والتي بدأت بوادر اقتناع البعض بضرورة العمل عليها لما يمكن أن تحققه، كما تم في وزارة الكهرباء برغم الإمكانيات المتواضعة لديها ..، ولكن ايضا علينا الاستفادة من تجربة دولة الصين الشعبية والتي بنت من مليون لو طاقة مجتمعة أن تنير وتفعل مدينة تفوق دمشق بعشرات الاضعاف ..، ولكن ألواح الطاقة وعشوائيتها في التوزيع والمساحات التي كلها مخالفات ..، والصين ومحطة المليون لوح طاقة صنعت الكثير فهل هي معجزة ..!!؟ ..
بالمختصر المفيد علينا أن نفهم الفساد الذي تجذر في مفاصل مؤسسات الوطن كيف نعالجه وكيف نحاسب مرتكبيه ومن يحميه ويقف وراءه ويدعم استمراره لتبقى أزمة الوطن والاستثمار المستمر فيها حتى لا تتوقف .. .
عاشق الوطن ..
د. سليم الخراط