هل؟
مرت بكم حالة تشبهها
وهل فكرتم بسبب أو حل ؟
تبدأ حوارك من ذاتك بما يسمونه حوارا داخليا
عن أحوال الطقس في هذا الخريف
أو الشتاء
أو من باب الفضول أو إثبات مكانتك الثقافية في كل المجالات
لتجد نفسك في مكان وفكرة بعيدة عن خرائط الجغرافيا التي أنت فيها
ولا ذكر لأحوال الطقس
تجول في أروقة صالة كنت تحضر حفلة فيها
لتركض أفكارك صوب جني محصول الزيتون بين الأمس واليوم
والتكاليف الباهظة والحاجة الماسة للعمل ووووو
وفجأة تجد نفسك في معركة كلامية مع رجل يدعي العلم والمعرفة
وهو حقيقة لص محترف في سرقة الأفكار والمعلومات
ويتداخل مع ذلك كلام تلك المهووسة بالتجميل
وملاحظاتها التي تشبه ضرب المنجل على رؤوس السنابل
وفي ذات اللحظة تلقي باللائمة على الأيام السلفة التي تركتك نهب الحاجة
ومخالطة من لا يشبهونك إلا بالشكل الإنساني
ولماذا لا تستطيع التنقل بسرعة وبعض الراحة بين مدينة وأخرى لأداء واجب أو تنفيذ أمر مهم كل تأجيل له يكلفك ما لا طاقة لك به
وفجأة تتذكر أن عليك الاتصال بصديقة أو قريبة ردا لجميل أو سؤال عن حال ما أو لترتيب أمر ما
وأنت تبحث عن الرقم يصرخ ذاك الوحش القابع في معدتك قائلا : تبا لك
أهلكتني جوعا وجورا وحرمانا بحجة أن ليس لديك نقودا كافية لشراء وطهي طعام لذيذ
أووووووووووووووه ما أجمها تلك الأيام التي قضيناها في العمل ووجبات الطعام الشهية وحفلات الغناء وسماع الشعر هكذا يمسك الشريط بالحديث ويمسك مقصا وجهاز تصفيف الشعر
يا إلهي لابد من وضع بعض الصباغ فقد بات شكلي بشعا
والشيب بات ملفتا فكيف سأحضر المهرجان
تبا للاهمال
يا إلهي ما ألذ القهوة حتى لو كانت باردة مع صديقتي الرائعة تلك التي تشتعل وتحترق معي
وفية هي …. نعم نعم
أو… هاتفي المصاب بارتجاج دماغي فقد شحنه ويجب أن انتظر حتى عودة الكهرباء ثانية
ذلك الشاب في بداية المراهقة يحمل جهازي هاتف من الإصدارات الحديثة
ينظر إلى هاتفي ويلقي نظرة ربما شفقة أو ازدراء
تماما كما قال لي عامل لم يكمل دراسته الإعدادية
إن ما تقبضه شهريا اشتري به مكسرات تكفيني ليوم واحد
نعم تبلدت وانقطع الحبل بين صوتي والكلام
إذا
وهكذا يا سادة مع كل حوار داخلي أجوب معالم حياتي وما حصل دون أي ترابط في الأحداث أو الأفكار
أو الامنيات
أيكون ذلك مقدمة لفقدان كل الحوارات أو صلاة داخلية لتنقية الروح
أم
هل ضللت الطريق أو وصلت إلى النهاية
لست أدري ولا حتى طلاسمه قادرة على فك الغز
فهل ؟؟؟؟
منيرة أحمد