د، جرجس عوض رحيل بعبق الحياة
من أسرة كادحة ، قدمت من صدد مبكرا إلى دمشق ، لتجاوز ظروف القحط المناخي بمورد رزق كريم ، ولد جرجس صموئيل عوض في صدد ١٩٥٨ و ترعرع في دمشق ومدارسها ومن جامعتها تخرج طبيبا عام ١٩٨٢، ليبدأ عمله كطبيب ممارس في بلدته صدد، و حمص و مطار دمشق الدولي قبل أن ينهي اختصاصه في الجراحة العامة عام ١٩٩١ ، فعمل في مشفى دمشق المجتهد و مستوصف ٧ نيسان لحين انضمامه للمركز الوطني للسكري عام ١٩٩٨ حيث كان من مؤسسي عيادة القدم السكرية في مركز العيادات الشاملة في الزاهرة. ليصبح بعدها أخصائيا في معالجة لآفات مرضى السكري، و تمكن من تطوير مهارات و خبرات و معرفة عميقة في طب القدم السكرية، ليصبح مرجعا في وزارة الصحة و الأوساط الطبية. أشرف د. جرجس عوض على علاج العديد من الحالات المستعصية في سورية و في الوطن العربي. واختير لتمثيل الشرق الأوسط في مؤتمرات عالمية في هولندا و مصر و البرتغال. كما نالت دراساته و إحصاءاته الاهتمام البالغ من أطباء عالمين في القدم السكرية مثل د. بولتن في إنكلترا و د.أرمستروغ في هولندا. و لما عرف عنه من منهجية و دقة في العمل أصبحت دراساته مراجع تعليمية.
درب الدكتور جرجس عوض ٣٨ طبيبأ في المركز السكري في دمشق و ٥٠ ممرضا و ممرضة على وسائل العلاج و العناية الحديثة بالقدم السكرية في مختلف المحافظات السورية. كما ألقى أكثر من ٢٠ محاضرة متكاملة حول القدم السكرية موجود معظمها على الإنترنت أو المراجع الطبية. كما أصدر كتابين عن القدم السكرية باللغة العربية و هما الإجماع الدولي القدم السكرية عام ٢٠٠٦ و “مائة نصيحة ونصيحة حول القدم السكرية” و كان بصدد إصدار النسخة الثانية من الإجماع الدولي حول إنتانات و علاج القدم السكرية ، ٢٠٠٨ ولكن القدر لم يمهله ، وساهم مع مجموعة من أطباء و أبناء بلدة صدد بتأسيس مستوصف لكنيسة السريان الأرثوذكس في دمشق ، وقد حملت رخصته إسم الدكتور عوض.
عرف الدكتور جرجس عوض بتفانيه و بالعمل بكل محبة واحترام المهنة السامية ، فلم يتوان عن تقديم المساعدة الطبية لكل محتاج دون مقابل .
رحل الدكتور جرجس عوض في تموز عام ٢٠٠٨ أثناء زيارته لبلدته صدد التي أحبّ . محققا أمانيه، بأن يوارى الثرى في ربوعها ، لروحه السلام
* سعدالله بركات