في رحاب ذكراه الثالثة ، صديق اليفاع و الوداد : ماجد …ومقدسي
بقلم الإعلامي سعدالله بركات
تأخرت عن عالم الفيس ، فلم ألجه إلا قبل شهور ، وما كنت أنوي لما سمعت عن ترهات ومنغصّات ، لولا لزوم النهوض بما شرّفت بمسؤولية النشر في غير صفحة وموقع ، ما فأجا عديد الأصدقاء الذين طالما حثّوني على اللحاق بالركب ، بعالم جديد بآفاقه الواسعة ، ما أتاح استعادة التواصل ، مع أصدقاء أعزاء ، وتبادل الإطمئنان بلهفة شوق فواحة بأريج نبل وقيم ، بعد ما باعدتنا الأيام ، لكن الفرحة لم تطل حتى صدمت بفقد أحباء ، وآخرصدمة أسى أنّ صديق اليفاع والودّ ، ماجد مقدسي رحل كما صبحي و عديدون بلا وداع ..
إلى نحو ستين عاما ،تعود معرفتنا ، بل زمالتنا الدراسية في دار المعلمين بحمص ، هو والياس بشارة في القسم الريفي ،ونحن (كاتب السطور ونديم مواس ) في القسم العام ، لكن السيماء على الوجوه ، تتلاقى بلا استئذان ، وهكذا كان وكنّا .
كيف لاتشدّك ابتسامة ال ” ماجد ” ال ” المقدسية ” وهي التي تفيض محبة ونقاء من نفس هنية ، كيف أنسى مبادلتي السرور بزيارته بيتنا الريفي المتواضع جدا ، قبل أن يحتفي بنا” الياس” في الحفر ، ” قبيل استشهاده بعامين ونيف ” باعدتنا سبل العمل والأمكنة ، نعم لكن القلوب ظلت على ودّ التقارب ، ولم يباعدها اختلاف التوجه والعقيدة ، حتى إذا علم “نديم” بوجوده بدمشق بعد عقود، سرعان ما طرنا إليه ، ننتعش بتلك الابتسامة ، وننتشي بذلك الودّ الدافئ ، ونستحضر ذكريات الصبا ، تواعدنا على لقيا ، ولكنها مشاغل الدنيا ، لم نكن نتحسب الغربة ، ولا أن نفتقد ،،نديم ،، مبكرا، وليت ساعة مندم . …
عاش ،، أبوحنّا ،،وكافح لقضية ومبدأ ، محمولا على تواضع وطموح ، كانا يزيدانه عزة ومحبة ، ولد في بيروت ١٩٤٨ لأسرة ريفية( كاسر وكاترين مقدسي) كان وحيدهما مع أختيه ، لكنه حوّل الدلال الذي عاشه إلى عصامية كدح منذ دراسته في كفربو وحماة ، مرورا بانتسابه لدار المعلمين ، وتعيينه معلما في مدينة الطبقة وزواجه من الصا فتلية حنان نقولا الدالي ،فأنجبا ٤ شباب وبنتين ، توزعوا على دراسة الرياضيات ، والحقوق وهندسة الميكانيك والإعلام ومعهدي الطبابة البيطرية والصناعات التطبيقية ، ولم يكن ذلك لولا عمله الإضافي في الحقل ، أو سائق سيارة على خط لبنان ، حيث كان يتمتّع بجنسيته أيضا، بيد انه لم يبارح كفربو التى عشقها وأهلها وعاداتها ، حتى توسّد ثراها في تشرين أول ٢٠٢١
وحسبنا قول الشاعر :
” بماذا أرثيك يا صديقي بدمع قد تحجّر في المحاجر. أم بآهات مُتنَ في الحناجر. !؟؟
تواريت عن الورى …. تحت الثرى. … والزوايا تندهك . وتناديك المناظر “
،، ماجد ،، يارفيق الزمن الجميل ، اسما على مسمّى كنت ، نفتقدك ..وودّك ، نقاءك كما الوفاء، لروحك السلام يا أعز الأصدقاء .
*سعدالله بركات