مصر: تحرك وطني ام ثورة عربية- قومية؟
بعد عزل مرسي تسارعت تداعيات الازمة بشكل دراماتيكي.
• امريكا زعلت واغليقت سفارتها.
• اسرائيل حردت وسحبت جزءا من موضفيها.
• سفير قطر هرب الى بلاده.
• السعودية تتودد.
• الاردن تبارك.
• والسوريون فرحون اكثر من المصريين.
والحبل على الجرار.
المحللون وطيبوا القلوب يقولون ان مصر عادت الى الحضن العربي فما مدى صحة هذا القول؟
على مدى 25 سنة لم يخب اي توقع من توقعاتي وانا اتمنى من الله ان اكون هذه المرة مخطئا وتعود مصر الى حضنها العربي فانا لاارى فيما حدث الا حلقة جديد من تمثيلية الربيع العربي.
الله تعالى قال: ان بعض الظن اثم، وهذا يعني ان هناك بعض آخر من الظن ليس فيه إثم.
والفلاسفة قالوا: لايكن ظنك الا سيئا ان سوء الظن من اقوى الفطن.
وانا رجل ظنون بكل شيئ حتى تتبين حقيقته.
اصدقائي الاعزاء:
مصر مكبلة من شعرها حتى قلامات اظافرها بالاتفاقيات المهينة مع امريكا واوربا واسرائيل وصندوق النقد الدولي، ومجرد وصول جنرال للسلطة وبدء الزعبرة الاعلامية لتلميع صورته والادعاء بعدم رضى امريكا واسرائيل ووووو لايغير واقع ارتهان مصر للخارج وعدم قدرتها على كسر قيودها.
• ان قطعت امريكا عن مصر القمح، سيموت الكثير من المصريين جوعا.
• ان صنف صندوق النقد الدولي مصر كدولة غير آمنة ستنهار البورصة وتهبط سعر العملة المصرية بشك لن تتحمله خزينتها.
• ان اغلقت الدول الاوربية مكاتب استثماراتها سيبقى الكثيرون من المصريين بدون عمل.
• ان سحبت دول الخليج ودائعها من مصر ستفلس الكثير من البنوك المصرية.
• ان توقفوا عن توريد قطع الغيار للاسلحة المصرية سينشل الجيش المصري.
• ان ارادت مصر الغاء كامب ديفيد ستعيد اسرائيل احتلال سيناء وليس بمقدور مصر مواجهة اسرائيل.
• ان اغلقت مصر قناة السويس سيفتحونها بالقوة وغصبا عن راس الامة العربية.
وهذا ليس كل شيئ فتوقفوا عن الاحلام.
مصر لن تعود لاحضان الامة العربية لانه لاوجود لمثل هذه الامة على الارض. انور السادات خلص مصر من هذا الشعار الفارغ وتعامل مع الواقع ووضع مصلحة مصر فوق مصلحة العرب واتمنى ان نفهم ذلك جيدا.
الجيش المصري جيش وطني وارجوا ان لاتخلطوا بين الوطنية المصرية والقومية العربية، الجيش المصري سيخدم شعب مصر ولن يخدم فلسطين او سوريا فتلك الخرافات انتهت لمن فهم انها خرافات واستمرارها لدى البعض لن يحول الخرافة الى حقيقة.
قراءتي لما يحدث هو كالتالي:
بعد الصمود الاسطوري لسوريا شعبا وجيشا وقيادة، وبعد ان اصبح النصر مسالة وقت لااكثر، وبعد ان ارتفع اسم السيد الرئيس عاليا واصبح رمزا للتحرر واستقلالية صنع القرار الوطني، خافت المراجع الغربية من تنامي شعبية الاسد وسطوع نجمه كقائد عربي شاب ومن تحول سوريا الخارجة عن الطاعة الامريكية الى قبلة للاحرار فارادت ان تسلب سوريا هذا الدور وتظهر شخصية عربية اخرى تخطف الاضواء من الزعيم المتمرد على سياسات الغرب بشار الاسد وهذا كل مافي الامر.
• من يكون زعيم حركة تمرد التي قادت هذه الانتفاضة؟ لااحد يعرف زعماءها الحقيقيين ولا مموليها تماما كما ان احدا لم يكن يعرف اسماء قادة ( الثورة) السابقة.
• كيف رضي البرادعي وعمر موسى وبقية السياسيين الانضواء تحت راية حركة تمرد وهم الزعماء الذين يختلفون على لون اللبن؟
• كيف اتفق البابا وشيخ الازهر معا ثم اتفقوا مع قيادة الجيش؟
بالاضافة للكثير من الاسئلة المطروحة التي تثير الريبة بعودة مصر الى (الحضن العربي).
ماحدث في مصر هو تحرك وطني وليس ثورة عربية – قومية. فلا تنخدعوا حتى لو رفع القادة الجدد الشعارات القومية. اما ان كان الفريق السيسي مستقلا بقراراته حقا ويريد اعادة مصر مصر الى العروبة فخلال وقت قريب سيقوم انقلاب ضده ويلقى به في السجن لان الجيش المصري اليوم مليئ بالضباط الموالين لامريكا والذين يطمحون بدخول التاريخ.