غدت الحركة المرورية ضمن معظم شوارع مدينة حلب خلال الأيام الثلاثة الفائتة، شبه معدومة، بعد أن عمد معظم أصحاب السيارات الخاصة والعامة إلى
ركن سياراتهم والتوقف عن استعمالها نظراً للارتفاع الهائل في سعر مادة البنزين والذي وصل خلال يوم أمس السبت في السوق السوداء إلى /1050/ ليرة
سورية لليتر الواحد. الاشتباكات العنيفة التي لا زالت بلدة خان العسل القريبة من أوتستراد حلب- دمشق الدولي تشهدها منذ عدة أيام، أدت إلى قطع كافة الطرقات المؤدية من وإلى مدينة حلب، ما تسبب في عدم دخول السلع والمواد الرئيسية ومن بينها المحروقات إلى المدينة منذ أكثر من ثلاثة أيام، الأمر الذي أفسح المجال أمام بعض ضعاف النفوس من المحتكرين لطرح المشتقات النفطية المخزنة لديهم منذ فترة طويلة بأسعار وُصفت بالخيالية، فارتفع سعر ليتر البنزين الواحد من سعر /350/ ليرة يوم الأربعاء الفائت إلى /1050/ ليرة سورية لليتر مع حلول صباح يوم السبت. وحذا هذا الارتفاع الهائل في سعر ليتر البنزين بأصحاب السيارات الخاصة في مدينة حلب إلى ركن سياراتهم و "تكريجها" في مواقع آمنة أو ضمن مواقف سيارات خاصة بانتظار أن يهدأ جنون الأسعار، في حين لم يكن حال سائقي السيارات العمومية بأفضل من أصحاب السيارات الخاصة، فعمد معظمهم إلى ركن سياراتهم بعد انقطاع مورد رزقهم الوحيد نظراً لامتناع المواطنين عن الركوب في السيارات العمومية تحت وطأة الأجرة الجنونية التي تسبب بها ارتفاع سعر البنزين والتي وصلت إلى أكثر من /400/ ليرة سورية لتوصيلة لا تتجاوز مسافتها الـ /2/ كم. وأصبح مظهر الشوارع الخاوية من حركة السيارات مشهداً مألوفاً لأبناء حلب في معظم أرجاء المدينة باستثناء حركةٍ بسيطة لا زال يشهدها وسط المدينة التجاري، في ظل اعتماد الحلبيين على أقدامهم في التنقل مهما طالت المسافات فيما يعتمد بعضهم الآخر على بعض "الميكرو باصات" الصغيرة العاملة على المازوت والتي لا زالت صامدة في عملها أمام موجة الغلاء رغم ارتفاع أجرة الركوب فيها إلى نحو /3/ أضعاف الأجرة الأصلية نظراً لارتفاع سعر ليتر المازوت الواحد إلى نحو /600/ ليرة سورية. وطالب عدد من أبناء حلب عبر شام برس، الجهات المعنية وعلى رأسها محافظة حلب بوضع حلول إسعافية لحل أزمة المحروقات في المدينة والتي غدت بورصةً مفتوحة أمام جميع المحتكرين والمتلاعبين بقوت المواطنين ومعيشتهم، إضافة إلى أنها أصبحت من ضمن أهم المواد التي يعتمد عليها الحلبيون في معيشتهم وخاصة لأغراض توليد الطاقة الكهربائية. تجدر الإشارة إلى أن مدينة حلب تشهد ارتفاعاً جنونياً في معظم السلع والمواد الرئيسية وعلى رأسها المواد الغذائية والمحروقات، في حين أبدى حلبيون تخوفهم من مواصلة هذا الارتفاع الجنوني للأسعار خلال شهر رمضان المبارك مما قد يُسبب كارثة إنسانية بكل المقاييس لمختلف شرائح المجتمع الحلبي.
شام برس