من نعميات اجتمعت في انسان — لتعجن فكره –لا لتأكله عاديات الزمن أو طواحين الحياة المارقة على كتف المواجع – وسلالم الأمل —- بل لتكون سبيلا يحيلنا الى التقاط قادمات العمر بحلةجميلة رشيقة عميقة الدلالة والاثر
مع المخرج سيمون صفية وهذه الوقفة فيما سمح لنا به الوقت
كيف يقدم سيمون صفية نفسه للناس ( كاتب — دبلوماسي مستقبلا – مخرج
أنا لا أقدمُ نفسي بأكثر من إنسان يبحث بهذه الحياة، ولدتُ ومع نشأتي ولدت عندي أسئلة كثيرة أبحثُ عن إجاباتٍ لها إن كان من خلال الكتابة أو البصر أما بالنسبة لدراستي فأنا لا أعلم حقيقة إن كنت سأعمل في السياسة أو حتى في السلك الدبلوماسي ولكني حتى هذه اللحظة لا أرغب بالعمل خارج العمل الفكري الفني .
= اعمالك الأدبية والفنية
… أول التجارب كانت تسجيلية "يامو" اخراجي وتصويري بعدها فيلم دقيقة واحدة "ليش" اخراجي وكتابتي أخرجت الفيلم القصير " ليش !!؟" عن نص للاستاذ أكثم ديب ب منحة انتاجية من مؤسسة السينما " برنامج دعم الشباب " كما أخرجت وصورت الفيلم التسجيلي " النفق" كتبت فيلم قصير بعنوان " حوار" أخرجه زياد حمدان كما كتبت الفيلم القصير " هالة والملك " الذي أخرجته يارا سليمان ب منحة انتاجية من مؤسسة السينما " برنامج دعم الشباب بالضافة للعديد من الافلام الترويجية كما أقوم الآن بالتحضير لتصوير فيلم جديد " اوتستراد" نص واخراجي وانتاج سوريانا " مؤسسة الانتاج التلفزيوني والاذاعي"
= يقال لم تعد السنما او الافلام قصيرة او طويلة قادرة على الإقناع في عصر القرية الصغيرة
هذا الكلام غير منطقي، السينما هي صياغة التاريخ بلغة بصرية فنية، معظم ما يحمل اليوم على الانترنت إذا تكلمنا بشق الفيديو هيَ مقاطع آنية لحظية خالية من أي معالجة فكرية تكتسب قيمتها لنقلها للحظة ولكنها تنسى بمجرد مرور يومين عليها " على الاغلب " السينما هيَ التاريخ هي وهي الذاكرة . === ما بين الإخراج والعلوم السياسية تجانس أم توازي ……….؟؟؟؟؟؟ لا أدري إن كانت مفردة تجانس هي الافضل للتعبير عن جدلية الفكر والفن، في العلوم السياسية درستُ الفكر والفلسفة والقانون والتاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع .. لخ هذا المخزون لا شك جعلني أكون وجهات نظر حول كثير من القضايا وكما اعطاني القدرة على تحديد القضايا التي أعتقد أنها الاهم لطرحها بأفلامي، هيَ جدلية إذاً هكذا أفضل توصيفها.
==== استطاعت اعمالك حمل جواز سفر مفتوح خارج الحدود السورية …. أين ومتى ؟؟؟؟
كان هناك تنويه لفيلم الدقيقة الواحدة من أميركا من مهرجان الoom ولكنها لاتعتبر جواز سفر، في الحقيقة حتى اليوم لم استطع الانتقال إلى الفيلم الطويل وفي العالم عامة الاهتمام باليلم القصير والاحتفاء بهِ مازال حتى اليوم أقل منهُ بالفيلم الطويل . === هل استطاع المخرج صفية تبرئة الافلام من تهمة انها للنخبة فقط ؟؟؟
لا أدري، فجواب هذا السؤال عند الجمهور وليس عندي، ولكني حينَ أكتب أو أنفذ عمل فأنا لا أستخف أبداً بذكاء المتفرج وأحاول أن أصنع عملاً يفتحُ لهُ نافذة على فضاء لا يوصل لهُ رسالة جاهزة
====من أنصف اعمالك الصحافة أم الجمهور ……. وأيهما الأكثر وقعاً ؟؟
حقيقةً الاثنين، فالصحافة كانت على قدر كبير من المتابعة لعروض الافلام وردود الأفعال التي تبعتها ، وايضاً الجمهور اعطاني دفعاً كبيراً بعدَ عرض آخر أفلامي "النفق " الذي لاقى العديد من ردود الافعال الايجابية مما جعلني أكثر ثقة على المضي الى الامام في التجربة .
=== مشاكل وعثرات حبذا لو نطرق بابها مع المخرج سيمون صفية
المشاكل كثيرة وتشبه كثير من المشاكل التي تتعرض لها الاعمال الفنية في سوريا مشاكل في ضعف المبالغ الانتاجية وقلة الشركات التي تتشجع على الانتاج هذه تعد أكبر المشاكل ولكن من المؤكد هناك مشاكل أخرى كالفقر التقني و عدم وجود صالات العرض ====
هل وصلت رسالة ( النفق ) … لمن …. وإلى أين ….؟؟
أعتقد ذلك، فقيام مجموعة من المدرسين بالتوجه إلى مكان تصوير الفيلم وتشجعهم على التطوع في تدريس اطفال النفق بعد مشاهدتهم للفيلم، وقيام محافظ طرطوس بنقل الساكنين النفق بعد الفيلم يؤدي أن الفيلم وصلت رسالتهُ من خلال ايصال الواقع المؤلم الذي نعيش فيه و محاولة ربط الوافدين من المحافظات إلى طرطوس والمجتمع المحلي .
=== في أية استراحة أدبية سيستضيفنا الأديب سيمون صفية ؟؟؟؟؟؟؟
لا أدري حقيقةً إن كان السؤال جوابهُ قصيدة
ملاكٌ لضحكَتها لا قصيدةَ تليقُ بها .. لمّا أكتبُ لها .. تصيرُ يدايَ سيفا محاربٍ يفاتلُ الأبجديةَ لوصفها .. لمَ أوصفها .. من يصفُ الوردَ .. وهل أرقُ من ورد ..
أي معجزةٌ أنتظرُ مني .. وأي خلق ذاكَ الذي احاول .. كل الشعراء ادعو النبوة .. هنا نحتاجُ إله
لو أني الله لكتبتُ صحفاً لتفاصيلها .. سورةً لأصابعِ اليدِ .. وآيةً لشعيراتِ الخد .. وجزأً كاملاً لعينيها .. لو أني الله لصغتُ من عطرها الربيع .. وجعلتُ الصيفَ خصلة شعرٍ على الكتف .. لو أني الله لأغرقتُ الكونَ من دمعة .. ورفعتُ سماءً من كلمة ولدت بينَ شفتيها .. لو أني الله لجلعتُ الحج مكانَ غفوها وفرضتُ اثنا عشرَ شهراً حرماً عن بعدها وجعلتُ الصومَ فقط عن صوتها .. لو كنتُ الله لأنزلتُ ملاكاً .. ملاكاً لضحكتها .
== رسالتك للقارئ — للمشاهد —- للمواطن السوري
لا تصدق كل ما تراه فكل ماتراه هوَ وجهة نظر المصور.
شكراً لكم على هذا اللقاء الجميل والشكر كل الشكر لاهتمامكم .
من الاعمال التي اخرجها سيمون صفية ايضا
فيلم : ( ليش ؟! )
فيلم قصير للكاتب أكثم ديب والمخرج سيمون صفية …
وهنا نورد ما كتبته صحيفة القبس الكويتية حول الفيلم
( إنها سينما جديدة مليئة بالحب والغربة والجمال ).. هكذا يعرف المخرج الشاب سيمون صفية فيلمه السينمائي القصير «ليش ؟!» الذي انتهى من تصويره أخيراً ودخل مرحلة العمليات الفنية، طارحاً من خلاله قضية نادراً ما جرى تناولها، خاصة في عمل سوري، سينمائياً كان أم تلفزيونياً، وهي قضية الزواج المدني، وذلك من خلال قصة حب تجمع شابا وفتاة قررا أن يتحديا العوائق والرواسب الاجتماعية وغير الاجتماعية ويتوجا قصة حبهما بالزواج.. الفيلم من إخراج سيمون صفية، نص أكثم ديب، بطولة رشا بلال وعلي رمضان ومحمد حسن وردينة حسين ونانسي خضر، أما مدته الزمنية فلا تتجاوز اربع عشرة دقيقة.
الحب رغم الاختلاف
يؤكد المخرج سيمون صفية أن الفيلم يمتد إلى مساحة أوسع من مفهوم الزواج المدني ليشمل الحديث عن الحب وتعميم حالة المحبة على الرغم من الاختلافات فيما بيننا، وحول الإطار العام للعمل والمفاهيم التي يحاول طرحها، وهل يمكن قراءته على أكثر من مستوى، يقول:
– قصد الكاتب أكثم ديب أن لا يذهب فيه باتجاه الأديان، فالفيلم بعيد تماماً عن هذا الموضوع، ولكنه ذهب باتجاه تناول قيمة إنسانية سامية هي الحب، فالفيلم يأخذ المشاهد ضمن إطار حالة عامة حتى لما قبل النهاية بقليل، حيث يبرز مخزون المشاهد حول ماهية الاختلاف ومحاولة حب المختلف من خلال القصة التي نراها في الفيلم، ولنفترض أننا لا نشبه بعضنا البعض ولكننا نحب بعضنا البعض، فلماذا ليس بمقدورنا أن نكمل الطرق معاً؟ وبالتالي أتجه نحو الإنسان.
من الحوار أقله
وفيما يتعلق بالدلالات المطروحة ومدى كمية الحوار المحكي فيه، والرؤيا البصرية والحلول الإخراجية التي اعتمدها عبر الفيلم، خاصة أن من أهم سمات الفيلم القصير الإيجاز وتكثيف الفكرة، يقول:
– لم يعتمد النص على الحوار فعدد الجمل التي قيلت في الفيلم قليل جداً، وإنما جاء الحوار عاملاً مكملاً مهمته إيصال مواقف الشخصيات بكل صرامة وجرأة، الأمر الذي تم توظيفه لخدمة الفكرة ولإيصال الحالة بشكل صحيح وللتعبير عن قصة الحب وعن القرار والتمرد عند بطلي العمل من خلال الحالة البصرية. كما أن هناك أدوات سينمائية جديدة استخدمناها ورمزية سينمائية جديدة تقدم للمرة الأولى بهذه الطريقة، وحالة من السريالية المقصودة – سواء على صعيد النص أو على صعيد اللغة البصرية – ، ومن خلال الأحداث سوف تُظهر التفاصيل العديد من الأمراض الاجتماعية التي نعيشها. ولكن بشكل عام الرمزيات والدلالات التي نطرحها تبقى بسيطة إلى حد ما، فقد استخدمنا رموزاً واضحة.