يحدث صباح الأحد تمام الساعة 9:41:15 بتوقيت دمشق كسوف حلقي للشمس، وهو حدث نادر يحدث عندما تصطف الشمس والقمر (المولود حديثا) والأرض على خط واحد. يكون القمر الجديد أو المولود غير مرئي من الأرض، ولكن يمكننا ملاحظته من خلال الكسوف ويستمر لـ 38 ثانية.
يختلف الكسوف الحلقي عن الكلي في أن القمر يقع بين الأرض والشمس عندما يكون أيعد في مداره عن الأرض (في نقطة الأوج) لذلك لا يصل ظل القمر إلى الأرض، ولذلك يقوم قرص القمر بحجب قرص الشمس بشكل غير كامل بحيث تضاء الحواف الخارجية لسطح القمر على شكل حلقة نارية حوله بسبب ظهور أطراف ضوء الشمس، بينما لو كان القمر في أقرب نقطة وهي نقطة الحضيض بين الشمس والأرض لكان الكسوف كليا وسيغطي قرص القمر قرص الشمس بالكامل.
رغم أن قطر الشمس يزيد أكثر من 400 مرة عن قطر القمر، إلا أن القمر يقترب بـ 400 مرة من الأرض بالمقارنة مع الشمس لذلك يستطيع القمر تغطية الشمس، فيكون الكسوف حلقيا إذا كان القمر في نقطة الأوج، وكليا إذا كان القمر في نقطة الحضيض.
سيكون مشهد الكسوف من سورية وجنوب شرق أوروبا وغرب آسيا وشما أفريقيا جزئيا بحيث تختفي ثلث قرص الشمس، لأن المناطق التي سيمر فيها الكسوف الحلقي تمتد من وسط أفريقيا مرورا جمهورية الكونغو الديمقراطية، السودان، إثيوبيا، إريتريا، اليمن، الربع الخالي، سلطنة عمان، جنوب باكستان، شمال الهند، نيودلهي، التبت، جنوب الصين، تايوان آخر موقع ينتهي عنده الكسوف الحلقي 11:32 (في غرب المحيط الهادئ)
هل يشكل الكسوف خطرا على الناس وهل يمكن مشاهدة الكسوف بالعين
——————————————————————–
الكسوف ليس مخيفا وأمر طبيعي يحدث وسيحدث، وربما الكثيرون منا لن يشعروا أصلا بوجوده، والخروج وقت الكسوف أمر طبيعي ولن يشكل قلقا بالنسبة لطلاب المدارس المتوجهين لامتحاناتهم، بل يمكن للمهتمين متابعة الكسوف من سورية ولكن لا يمكن بل يحذر بشدة من النظر مباشرة إلى الشمس خصوصا وأن الكسوف في سورية جزئي، أي أن الشمس تظهر في قسمها الأكبر مما يؤذي العين ويسبب أضرارا فادحة، لذا لا بد من استخدام النظارات المخصصة للكسوف، وإن لم تتوفر يمكن استخدام مرشحات ضوئية لأن النظر إلى الشمس المشرقة في فصل الصيف ليس ممكنا بالعين المجردة لانعدام وجود الغيوم إلا في حالات نادر تمنع وصول الأشعة الشمسية الضارة بشكل مباشر إلى العين..
خرافات ترتبط بالكسوف والخسوف
———————————–
1- تنبأ فلكيون عام 1628 أن خسوف القمر المتوقع حدوثه سيكون مصحوبا بموت البابا أوربان الثامن، بابا الفاتيكان. وتسببت هذه النبوءة بضجة سياسية كبيرة، إذ اضطر سفراء الفاتيكان إلى التأكيد بشكل مستمر على أن البابا بصحة جيدة. وسببت النبوءة بلبلة في الرأي العام، فأصدر الفاتيكان مرسوما يُجرم مثل هذه النبوءات ونشرها.
2- يرتبط الخسوف في التراث الديني بخروج الأرواح الشريرة والشياطين، واقتراب نهاية العالم.
3- بعض العقائد تعد الكسوف والخسوف نُذّر شؤم وشر، كولادة طفل مشوه. لذا كانت النساء الحوامل تلتزم ببيوتهن أثناء فترات الخسوف والكسوف خشية أن يؤدي الخروج في هذا الوقت أو التعرض للضوء إلى المرض والضرر بهن وبتشوه الأجنة في أرحامهن أو يتعرضن للإجهاض أو لعنة تصيب المولود طوال حياته.
4- ساد الاعتقاد قديما بأن الأرواح الشريرة التي تخرج أثناء خسوف القمر تُفسد طعام البشر، وتُسبب عُسر الهضم وأمراض المعدة لذا كان الناس يمتنعون عن الطعام والشراب أثناء هذه الظواهر الكونية خشية أن يصيبهم مكروه.
5- اعتقد سُكان التبت أنه وقت حدوث الكسوف والخسوف، تتضاعف كل من الحسنات والسيئات التي يفعلها الإنسان. وهي فرصة للتخلص من الذنوب والطاقة السلبية عن طريق الاغتسال والاستحمام وقت الكسوف والتطهر وإقامة الشعائر الدينية .
6- أظهر بحث أجرته كلية كوبنهاغن لإدارة الأعمال في الدنمارك أن حركة أسواق المال تتأثر بفترات الكسوف والخسوف، إذ يعزف المستثمرون عن اتخاذ إجراءات قد يرونها “خطرة”، أو تنطوي على مجازفة. حيث يكون المضاربون وأصحاب رؤوس الأموال أكثر ترددا في الأوقات التي يشعرون فيها أنهم لا يتحكمون في مجريات الأمور، أو أن الطبيعة أقوى منهم. لكن تعود الأسواق لتصحح أوضاعها خلال يومين على الأكثر بعد انقضاء الخسوف والكسوف.
د. رياض قره فلاح
أستاذ علم المناخ في قسم الجغرافية
جامعة تشرين