مسرح الطفل
مسرح الطفل من الفنون التى تهدف للإمتاع وللتهذيب الخلقى ، لكن عند توظيف مسرح الطفل فى برامج تعليم اللغة العربية للأطفال الناطقين بغير العربية ،نجد أن الهدف يختلف نوعا حيث يهتم المعلم بأهمية تدريس مهارات اللغة العربية الأربعة (الاستماع- تحدث – قراءة – كتابة ) من خلال مسرح الطفل ،وما يفضلوه من موضوعات وأفكار ومواقف مختلفة وتواصلية ، ولعل هذا يجعلنا نهتم بالدراسات السابقة التى تناولت مجال توظيف المسرح والدراما فى البرامج التعليمية ، وخصوصا البرامج التعليمية الموجه للناطقين بغيرها من الأطفال ، وفى اعتقادى أن تدريس الدراما المسرحية للناطقين بغيرها يحتاج مجهود أكبر وفكر مختلف لواضعى هذه النوعية من البرامج التى يجب أن يكون هناك قدر كبير من الاختصاص فى مجالى المسرح و تعليم اللغة فتعجبت فى الأوانه الأخيرة من ظهور شخصيات تدعى معرفتها بالدراما التعليمية ولم تمارسها وهذا بطبيعة الحال يضر بالبرامج التى تقدم للناطقين بغير العربية من الأطفال، وأسلط الضوء عن مفهوم مسرح الطفل عموما وكيفية توظيفه فى البرامج التعليمية
مفهوم مسرح الطفل :-
فمفهوم مسرح الطفل : هو ذلك المسرح الذي يخدم الطفولة سواء قام به الكبار أو الصغار مادام الهدف هو امتاع الطفل والترفيه عنه وإثارة معارفه وخبراته وحسه الحركي . أو أن يقصد به تشخيص الطفل لأدوار تمثيلية ولعبية ، ومواقف درامية للتواصل مع الكبار أو الصغار ، وبهذا يكون مسرح الطفل مختلطاً بين الكبار والصغار . ويعني هذا أن الكبار يؤلفون ويخرجون للصغار ماداموا يمتلكون مهارات التنشيط والإخراج وتقنيات إدارة الخشبة ، أما الصغار فيمثلون ويعبرون باللغة والحركة ويجسدون الشخصيات ، وقد يقوم به الطفل تمثيلاً وإخراجاً وتأليفاً مادام الكبار يقومون بعملية ( التأطير ) للعمل. فمسرح الطفل يعتمد تارة على التقليد والمحاكاة ، وتارة على الإبداع الفني والانتاج الجمالي ، ولذلك فهو ينقسم إلى قسمين :
1 – مسرح تلقائي أو نظري .
2 – مسرح تعليمي .
وفى مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ،أرى أن إشراك الأطفال الناطقين بغير العربية فى عملية الإعداد للمشاهد المسرحية الدرامية من ديكور وسيناريو وحوار ، سوف يثرى عملية تعلم اللغة ويفيد فى تأطير منهج درامى ، فلنترك الأطفال – مع توجيه الكبار – بخيالهم المتعدد يعبرون عما يدور بأخلادهم في حرية تامة ، وينطلقون يعبرون بصورة تلقائية دون وضع أي ضوابط في المراحل الأولى ، حتى نتبين طبيعة هذا التفكير ، والمقصود هنا من لفظ (إشراك) أى كونهم فعالين فى العمل المسرحى من البداية إلى النهاية ، من بداية كتابة النص المسرحى وتحليله وتوزيع الادوار والشخصيات ووصفها ، واختيار الملابس التى تناسب الشخصية وتحليل مفردات النص المسرحى لمتعلم اللغة العربية الناطق بغيرها وتحديد ديكورات المكان والتعريف بالزمان الذى تحدث فيه المسرحية ولو عزيزى القارئ أطلقت خيالك فى ذلك لوجدت أن عملية التدريس لن تكون نمطية وتقليدية مملة بل ستكون متعة وابداع للمتعلم قبل المعلم ،أنها تجربة جديرة بالمجازفة والبداية الحقيقية الجادة لكى نكون فريقا من متخصصى مسرح الطفل ومعلمى اللغة العربية الناطقين بغيرها حتى تخرج الأمور بعروض ممتعة وشيقة ابدعها أطفال ناطقين بغير العربية وقاموا بأنفسهم بعمل الدعاية للعرض وجلس الأباء يشاهدون أولادهم يتحدثون بلغة تعلموها غلى المسرح لعل تدريبهم ليس بالسهل ولكن ممكن وليس مستحيل ،لقد شاهدت بعض التجارب على اليوتيوب من قبل معلمين حاولوا ولكن العروض افتقدت الجو المسرحى فلم تقام غلى خشبة المسرح بل قاموا بها داخل الفصل ، فجعل الأمر يبدو بعيدا عن المسرح . كما أن النصوص جاءت تعبر عن مواقف مختلفة مثل ( عند الطبيب- فى المستشفى – فى مخفر الشرطة ) طبعا كلها أمور جيدة وجاولات بديكورات بسيطة لتدعيم العمل الدرامى إلا أن افتقار المجال لكتاب نصوص درامية تخدم المجال يجعل الأمر يخرج من إطاره .
- أهمية مسرح الطفل فى عملية تعلم اللغة :-
- لمسرح الطفـل دور هام في استثارة خيال الطفل وتنمية مواهبه وقدراته الابداعية ، فالفنون المتعددة التى يقدمها لنا المسرح توقظ لدى الطفل الاحساس بالمبادىء ، وتساهم في تنمية وتنشيط عمليات الخلق.
- ويضطلع مسرح الطفل كذلك بدور تثقيفى هام ، بل لعله اكثر الوسائط الثقافية تأثيراً وربما كان أكثر قدرة على التوصيل من اكتساب المقروء.
فالمسرحية هى ” النص الذى سبق اعداده ، ويستخدم فيه الملابس والديكورات والاضاءة وجميع الأدوات اللازمة لعمل المسرحية وهى تحتاج إلى وقت لحفظ الأدوار – واتقان مهارات التمثيل.
- فالمسرحية فن من الفنون الأدبية وهى صورة لغوية تتكون من مجموعة من العناصر هى ” الفكرة ، الشخصيات ، الصراع ، البناء الدرامى ، الحوار “
فالمسرحية بطبيعتها مصدر متعة الأطفال سواء كانت شعراً أن نثراً أم مزيجاً منهما لأنهـا تقتضى منهم حركة وتمثيلاً لشخصيات مختلفة كالقيام بدوره القاضى ، الطبيب أو الشرطى ، وإحلال شىء مكان آخر كإعداد جانب من الحجرة أو المسرح على أنه يمثل عيادة الطبيب أو قاعة المحكمة.
- يساعد على التفكير والتخيل وإدراك الواقع بما فيه من إيجابيات وسلبيات .
- وسيلة لتوفير فرص استقلالية ، وتحمل المسئولية والشجاعة للطفل وخاصة عندما يقوم هو بالتمثيل أم الجمهور فتنمو ثقته بنفسه .
- يساعد على تفريغ المشاعر والتواترات والانفعالات السلبية التى قد يعانى منها الطفل أو المتعلم .
- تدريب الطفل على الحوار واحترام الراى الآخر.
- كما يعود المتعلم على فن الإلقاء والنطق السليم والتواصل مع الآخرين .
- يمد الأطفال بتجارب جديدة حية ومجسدة أمامهم تحفزهم إلى التطله نحو تجارب أخرى .
لاشك أن تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها هى عمل جليل وذلك لأسباب ، إنّ الإنسان ليس عدواً لما يجهل فحسب، بل هو صديق لمايعرف، ومن يتعلم لغة قوم يأمن شرهم ويفهم قضاياهم، وذلك لأنّ التفهم مشتق من الفهم وناجم عنه، ليس في اللغة وحدها وإنما في الواقع أيضاً.واللغة التي يتعلمها الأجانبي لغة أمّة يطّلع العالم الخارجي على ثقافتها، مما يوفر مقدمة لفهم قضاياهاوتفهمها.
لذا فإن تعليم اللغة للأجانب هو عملية ذات أبعاد ثقافية وإعلامية، هو نوع من الإعلام الثقافي الهادئ المتغلغل الذي يتمّ بعيداً عن ذلك الصخب الذي يرافق الإعلام السياسي.إنه إعلام يغزو العقول والقلوب معاً، ويرتكز إلىقاعدة اجتماعية واسعة، لأنه لا يستهدف نخبة قليلة العدد، بل أكبر عدد ممكن منالناس.
إنّ الإعلام الثقافي الذي يمارس من خلال تعليم اللغة للأجانب هو أكثر أشكال الإعلام فاعلية وأعمقها تأثيراً.
د.خالد أحمد