رَمْزُ الْبَقَاءِ وَ قِبْلَةُ الْإِصْرَارِ
أَتْلُوكِ حَرْفًا نَيِّرَ الْأَسْرَارِ
خَضْرَاءُ مِنْ نَسْجِ الْمَعَالِي حُلْمُهَا
أَنْ تَرْتَقِي فِي دَوْحَةِ الْأَقْطَارِ
حَوْرَاءُ يَا وَهْجًا يُدَاعِبُ خُلْوَتِي
حُلْمٌ كَفَيْضِ الْوَرْدِ فِي الْأَنْوَارِ
يَا فِضَّةً تَحْكِي صُمُودَ بَقَاءِهَا
قَدْ أَوْرَثَتْنِي شَيْمَةَ الْأَحْرَارِ
فِي لَحْظَةٍ نَهَضَ الزَّمَانُ بِثُقْلِهَا
فَتَسَابَقَ الْأَحْفَادُ لَيْلَ نَهَارِ
وَ تَجَرَّدَ الزَّيْتُونَ مِنْ أَوْرَاقِهِ
فَتَسَابَقَ الْآتُونَ كَالْأَهْتَارِ
فِكْرٌ خَبِيثٌ حَالَ دُونَ وُصُولِنَا
قَيْدٌ وَ بِالْإِقْصَاءِ وَصْمُ الْعَارِ
كَمْ قَايَضَ الْأَوْجَاعَ فِي تَهْوِيمَةٍ
قَانُونُ تَنْكِيلٍ مِنَ الْأَحْبَارِ
رِيحُ الصَّوَارِي كَمْ غَزَلْنَا مَوَاجِعًا
حَتَّى غَفَا هَجَسٌ بِمَاءِ النَّارِ
هَاجَتْ وَ بِالتَّضْلِيلِ لَمْلَمَ وَهْجَهَا
فِي مَسْرَحِ التَّهْرِيجِ فِي الْأَدْوَارِ
رَمْزُ الْبَقَاءِ لكَمْ نَبَضْتِ بِأَحْرُفِي
فَالصَّمْتُ إِعْدَامٌ وَ لِلْأَفْكَارِ
إِنْ هَاجَتِ الْأَجْرَامُ رَاوَدَنِي الْأَسَى
وَ تَفَجَّرَ التَّارِيخُ فِي أَقْدَارِي
فَالْعُودُ تَرْتِيلِي لِطَرْحِ قَضِيَّتِي
وَ الْمُسْتَحِيلُ جَرَى بِكُلِّ شِعَارِي
حَشْدٌ مِنَ الْأَتْبَاعِ لَيْلُ نِكَايَةٍ
ذَبَحُوا الْبِلاَدَ بِكُلِّ بَغْيٍ ضَارِ
مَا سَائَنِي أَنِّي رَأَيْتُ فِعَالَهُمْ
يُنْدَى الْجَبِينُ لَهُ مَعَ الْإِضْمَارِ
هَيْفَاءُ وَعْدٌ إِنَّنِي أَصْبُو إِلَى
غَدُكِ الرَّحِيبُ يَفِيضُ فِي أَنْهَارِي
لَنْ يَقْطَعُوكِ وَ كُلُّ تُرْبٍٍ شَدَّنِي
أَنْ أَسْتَعِيدَ بِرُوحِكِ أَقمَارِي
وَ لَسَوْفَ أَسْمُو فِي طُرَافَةِ أَحْرُفٍ
أَعْلَامُ عِزٍّ فِي يَدِ الْأَبْرَارِ
إِكْلِيلُ مَجْدٍ ضَوْءُهُ كَمْ شَدَّنِي
لِرُؤًى شَفِيفٍ ضَاءَ فِي أَفْكَارِي
مِيلَادُ فَجْرٍ حُلْمُهُ مُتَأَصِّلٌ
مِحْرَابُ خَيْرٍ آيَةٌ لِلْبَارِ
عَهْدِي أَكِيدٌ مَايَزَالُ مُوَشَّحًا
بِالْعِشْقِ يَبْقَى مَنْهَجُ الْإِعْمَارِ
أَيْقُونَةُ الْهَمِّ الثَّقِيلِ تَحِيَّةً
أَشْدُو بِهَا شِعْرًا مَعَ السُمَّارِ
وَلَأَنْتِ أَحْلاَمُ الطُّفُولَةِ وَ الْهَوَى
كَمْ ذُبْتُ فِيكِ مَوَاقِفًا لِدِيَارِ
بَحْرُ الْكَامِلِ
عِمَادُ الدِّينِ التُّونْسِي