الجزائر
كشف تقرير اخباري أن 50 بالمئة من النساء الجزائريات في سن الزواج عازبات، فيما بلغ عدد النساء في سن الانجاب 9 ملايين امرأة.
وحدّدت الابحاث الاجتماعية أسباب الظاهرة وتزايدها نتيجة للتغيّرات الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت في المجتمع العربي، وأدت إلى ارتفاع مستوى المعيشة وتدني دخل الفرد، وتزايد الأعباء على الشباب وانتشار البطالة بين صفوفهم.
وكان آلاف العاطلين عن العمل نظموا أنفسهم في تنسيقية لتوحيد مطالبهم الاجتماعية، ونظموا عدة اعتصامات واحتجاجات، تركـّزت أساسا في ولايات الجنوب الجزائرية، الزاخرة بالخيرات في باطن الأرض.
وفي ظل تفشي ظاهرة البطالة في الجزائر، حذر خبراء وباحثون من أن تتحول الظاهرة إلى عنف يهدد أمن واستقرار البلاد ويؤدي الى الانفلات الاخلاقي.
وبيّنت دراسة سابقة أن ثلث سكان الجزائر عازبات وعزّاب، من بينهم 4 ملايين جزائرية جاوزت سنّ 34 سنة دون قران.
وقال رئيس مصلحة أمراض النساء والولادة في مستشفى القبة بالعاصمة الجزائر مراد دريني إن "التأخر في استكمال نصف الدين لدى الشباب والفتيات أدى إلى لجوء أغلبيتهن لاستعمال مختلف وسائل منع الحمل أثناء عمليات الاتصال الجنسي".
ونبه إلى التغيرات التي عرفها المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة، والذي عرف ارتفاعا في متوسط سن الزواج عند الفتاة منتقلا من 22 إلى 32 عاما موضحا أن 50 بالمئة منهن عازبات، وكثيرات منهن لهن حياة جنسية خاصة وفي حاجة إلى تعاطي حبوب منع الحمل.
ونقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية الصادرة الخميس عن دريني قوله إنه "لا يجب تغطية الشمس بالغربال" ، مؤكدا ان "المجتمع يعاني من العزوبية والعنوسة وسط الفتيان والفتيات وغالبية هؤلاء يلجأون إلى الاستعانة بوسائل منع الحمل المتداولة في السوق.
وأوضح أنه "لا يوجد ما يبرر عدم تمكين العازبات من هذه الوسائل"، وأنه شخصيا لم يرفض في أي يوم من الأيام ذلك، مبررا ذلك بـ"خصوصية الحياة الجنسية للفتيات العازبات والتي باتت نتيجة حتمية للتحولات التي يشهدها المجتمع، مما جعل الاعتماد على حبوب منع الحمل أمر مفروغ منه".
واقترح دريني توفير حبوب منع الحمل المخصصة للطوارئ على مستوى المؤسسات والمراكز الصحية العمومية وتستفيد منه النساء المتزوجات والعازبات على حد السواء.
ويرى مختصون ان موجة التدين التي برزت في سماء الجزائر في الاونة الاخيرة ساهمت بشكل كبير في تقليص فرص التعارف والزواج بما انها وضعت حواجز كبيرة امام الاختلاط.
وتشهد الجزائر في السنوات الأخيرة موجة تدين واسعة، فسرها مختصون في الدراسات الاجتماعية بتأثر الشباب الجزائري خاصة بالفضائيات الإسلامية.
وكانت جهات جزائرية مسؤولة ذكرت في وقت سابق ان السلفيين المتشددين يسيطرون على 80 بالمائة من المساجد في الجزائر وذلك في غياب سياسة واضحة لوزارة الشؤون الدينية لتنظيم قطاع الأئمة في البلاد.
واثارت حادثة افطارا جماعيا بالجزائر جدلا كبيرا في الشارع الجزائري وتململا اكبر في صفوف الاسلاميين.
وترى الباحثة الاجتماعية الجزائرية نورية عبدالفتاح، أن الجزائر لا يمكنها تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية كما يريد بعض الشيوخ والكثير من الإسلاميين فرضها.
وتضيف نورية عبدالفتاح: "النظام الجزائري علماني صرف، والجزائر بلد إسلامي، ولكن لا يمكن بعد اثنين وخمسين عاما من الاستقلال فرض توجه محافظ موحد على جميع الجزائريين، ومن الناحية الاجتماعية سيكون هذا الأمر بمثابة دق إسفين خلاف بين جهتين تشكلان قوة كبيرة داخل المجتمع".
وقالت نورية: "صحيح أن الحجاب بين النساء الجزائريات هو الأغلبية، لكن النساء غير المحجبات كثيرات أيضا، وهن يرغبن في العيش بحرية".