ليس غريبا ان يتحول العالم لضباب كثيف يغلفه أسوداد تشائمي طالما وصلت الإدارة العالمية لمبتغاها عبر الترغيب بما سموه عولمة وهي لم تكن إلا جسر تهديم قيمي أخلاقي إنساني دمر التحصينات الداخلية الفردية والمجتمعية و أضعف مقاومة الدول شوه ودمر العقائد والإيديولوجيات لتحل مكانهم عبادة المال دمر الروح الجماعية لتحل مكانها الفردية القاتلة والنرجسية الانانية المثبطة لاي مواجهة دمر الهويات الوطنية و كله مقدمات لبث الفوضى بعد تدمير اقتصاد البلدان و تهشيم دواخلهم عبر فرض نهج اقتصادي موحد تحت رعاية البنك الدولي وصندوق النقد وبمؤازرة ما سميت المؤسسات الدولية بما فيها مجلس الأمن والأمم المتحدة نهج اقتصادي لا يراعي خصوصية البلدان ولا حاجاتهم ولا متطلباتهم ولا درجات تقدمهم لتعود اغلب دول العالم لمراحل متأخرة و ليعم الخوف والقلق و الصدام مكان الامان والسلام والوفاق عبر تصرفات دول طالما صدرت رسالتها بأنها قائدة للامن والسلام ولتحقق مأربها عبر فرضها سياسات وأساليب وادوات نابعة من مصالحها وتابعة لها بتهشيم البنى وتفقير المواطنين وخلق فرز طبقي عالمي جديد عبر فئة لا تتعدى ٥ بالمائة تتحكم بالبقية وعبر زيادة المنتسبين للفقر المدقع وعبر عولمة مظاهر التشرد والتسول والنزوح والتهجير والقتل والاغتصاب و التجارة بالاعضاء و عودة الرق بأساليب اخرى ولتكون هذه مسببات لسقوط قيمي اخلاقي حضاري عالمي..نجم عن تواتر سقطات محلية خطط لها وللأسف سير بها من دون أي مواجهة او مقاومة لتبتلي البلدان بسقطات متتالية بدءا من سقوط اخلاقي غير طبيقي بوقت قياسي لما تطلب جهود وسنوات من البناء عبر مؤسسات التنشئة والمنظمات و الأيديولوجيات ولتكون نتيجته تفكك المجتمعات وتعشعش الفساد و قتل الروح البناءة و لينعكس على الحياة الاقتصادية والاجتماعية وليستمر السقوط .سقوط الطبقة الوسطى في فلك الفقر العادي والمدقع و ليسقط جدار التحصين و ليجتاخ الفساد ملايين ولينعكس على القوانيين ليسقط الملايين في الولاءات اللا وطنية و لتنتشر الأمراض القاتلة التفتيتية و ليسقط الاغلبية في براثن اليأس والقنوط وفقدان الأمل.
و يستمر السواد وتسقط الاقنعة وتتعرى الكثير من الوجوه من اقنعة وطنية منافقة و لتفضحهم سلوكيات دمرت وهشمت و قتلت التحصينات ورغما عن ذلك تستمر القذارة الانانية وكيف لا وهو زمن سقوط المتابعة والمراقبة والمحاسبة و بيع الهوية.
سقطت الادوات واستمرت الافكار وحيدة خجلة تناشد من ينقذها و يقومها ويقويها عسى ان تستعيد العافية و تكون اس البناء الجديد وإصلاح ما خربته العولمة فاقدة الإنسانية وحيتانها من فاسدين وبياعين للارض والعرض والهوية.
سقط الأغلبية وبقي الوطن أو بنظر البعض بقايا وطن وهو عنوان الصمود للاغلبية فلو سقط افنيت البشرية..بقي الوطن باعث الامل ولكنه تعب من الصبر والصمود فبلا عمل لا يعيش بالأمل.
سقط الاغلبية وبقي الوطن ينتظر معاقبة المجرم و مكافاة الضحية ..بقي الوطن رغما من كل انواع الارهاب وبقي المواطن رغما من الفقر والجوع والتشرد والاعاقة والدم و الفساد و الخيانة ورغما مما يفتعل لجعله بلا امل و يترك الامر لقتلة البشرية والإنسانية.
سقط الاغلبية إلا الوطن بصبر ونضال وصمود شعب اغلبه يعرف انه ضحية ولكنه لم ولن يبيع القضية.
وبانتظار العمل الصحيح والاصلاح الحقيقي العادل لقلب الطاولة و لجعل الامل واقعا ملموسا ولننقذ وطننا كان الجنة لقاطنيه ومواطننا لم يبخل بأي جهد وعرق ودم وصبر وصمود وتحمل كل صعاب ومشاكل الحياة ورفض كل المغريات من أجل الحفاظ عليه ومنعه من السقوط.
سقط كل شيء إلا الوطن وامواج الأمل لتعافيه وعودته كبيرة ولكن لا امل من دون عمل وأي عمل من دون قوننة وعدالة هو تضييع لباقي الأمل.
الدكتور سنان علي ديب