مع تزايد التشابكات والتعقيدات المتجزرة في محيطنا وبما يشكل بقع ساخنة في بقاع متفاوتة فيما اسمته الإدارات الامريكية السابقة الشرق الأوسط وفيما سعت ليكون منطلق التغبير العالمي بما يعطيها البنى القادرة لقيادة واحدة للعالم تتغير قواعد اللعبة بشكل متسارع ومتتالي عبر ممارسة كل انواع الارهاب المسلح والسياسي والاقتصادي والاجتماعي و عبر تفريغ منظم لاي قوة ممانعة لمشروعها وعبر التغرير و تقوية ادواتها لترميها لا حقا في مزبلة التاريخ و لا يوجد ممارسات قذرة ولا إنسانية ولا شرعية يمكن أن تكون مرجعا للبرغماتية الواسعة عبر التضييق للنهب والسلب ولتعطينا خارطة فكر القيادة الجديدة للعالم والتي قد تسبب فوضى عارمة اكثر وضوح وتعلم الشعوب دروس التضليل المدمر مما مورس على بلدنا وعلى ساكنيه ورغما مما اصاب مشروعهم من مصدات وتغيير خططه ولكن انعكاساته المتزاوجة مع بعض الادوات الداخلية اللامنتمية للوطن و مناضليه عسكريين ومدنيين
قد اثرت بشكل واضح على النمو والتنمية و الوضع المعاشي للمواطنين و وسعت دائرة الفقر والعوز والجوع و أظلمت طريق الأمل لدى الكثر ولتوسع الفجوة بين المداخيل والقدرة الشرائية و متطلبات تأمين الحدود الدنيا من الامن الغذائي و الحماية الصحية
وسط تقشف إجباري لا يمكن تحمله وليكون الملف الاقتصادي والاجتماعي والذي راهنت قوى الاستعمار الجديد عليه لفرض أحندات هدامة و لنصبح بفوضى دائمة و بلا أي فاعلية مؤسساتية و لتذهب سدى كل التضحيات التي قدمت للحفاظ على السيادة والكرامة والشرف و لتنهال العقوبات اللا شرعية واللا إنسانية واللا قانونية و يزيد الحصار غير الآبه بمعاناة الشعب ولا بموته ولا بعجز البلدان الكبرى الناهبة تاريخيا للآخرين من التصدي لوباء كورونا والذي زاد على الطين بلة ليصبح جامدا يصعب التحكم به ورغما من كل ذلك المتابع والمراقب الوطني الحيادي لا يمكن ان يتغاضى عن ثغرات وأخطاء في إدارة الملفات ضمن عقلية سبقت الأزمة و سهلت مهمة الغازين و هشمت بنى صلبة لم يكن اساسها سوى سياسات وبرامج واقعية عقلانية راعت مصالح الطبقة العاملة والفلاحين و استثمرت مخرجات النمو لتنمية حققت الامن الغذائي والإجتماعي و شكلت قاطرة قطاعية إنتاجية لنمو حقيقي متجدد شكل الهدف الواجب تدميره من قوى النهب والاحتلال وادواته و ليكون عدالة التوزيع والمساواة وسط انخرافات قليلة عنوان عام نفذته المؤسسات والمنظمات والأحزاب .
وهنا بيت القصيد ما توحيه اللوحة القادمة للمنطقة انفراج لسوريتنا لتكون حاجة لحلول آتية و لضبط الواقع ومنع فوضى منفلتة قادمة ولكن مهما كبر حجم الانفراجات القادمة إن لم تتزامن بإنفراج اقتصادي اجتماعي للحكومة القادمة تغير بوصلتها عبر التخلي عن العقلية الجامدة وعن مصطلحات اثبتت فشلها من مخلفات ما سمي ليبرالية اول من لفظها من فرضها على العالم عبر استثمار مؤسساته الدولية لمصالحها الضيقة دعه يعمل ودعه يمر..والسوق تنظم نفسها في ظل فوضى و كثرة الامراض في وقت يجب ان تكون الحكومة القائدة والضابطة والموجهة والموزعة للإمكانات والقدرات المحدودة وفي ظل انبثاق افق نور عبر الضرورات الموضوعية.
صحيح اننا متفائلون بانفراجات متعددة ستعيد جزء كبير من الروح لجسدنا السوري ولكن قد تكون بلا فاعلية إن لم تترافق بانفراج حكومي قادم وفق نهج الخروج من الازمة والعودة لسورية القوية الصلبة ولاتكون عبر نسيج منصهر طريق الوصول له المواطنة والقانون و أداته العدالة لمواطنيه.
انفراجات بحاجة لانفراج بعقليتنا و تصويب صحيح لبوصلتنا و السير عبر جسر يوصل الشعب لطبقة وسطى مسيطرة كانت عنوان صلابتنا.
الدكتور سنان علي ديب