بيروت….. لم تكترث يوماً لقلة الزيت في قنديلها ، لان ضحكاتها المجنونة كسرت دوماً وحشة الدروب المتعثرة ، معتقدة أن نور القلب يضيئ كل عتمة حتى لو كانت موغلة في عمقها .
لا خيار لديك أمامها في التورط العاطفي ، حالها كحال المدن البحرية الصغيرة ، حيث أن صخبها يبعدك عن ايقاع الترتيب الممل ، وتخرج الحكايا من النوافذ ، معطية لك حريةالانتماء ، فأنت تنتمي للمدينة كلها وأنت في ذات الوقت مسؤول عنها ، وفي المسؤولية توثيق للأنسانية
قُبل البحر يحفظها الموج ، فتتخلد مع أسراره الذي لايعرفها الا من أجاد لغة الصمت , وعلم أنه في الأعماق المظلمة يختبئ اللؤلؤ المكنون . وفي وجه البحار القديم الذي غنته فيروز تجد كل حكايا البحر وخباياه ، وتجيد لغته الأم لتعلم أنه كلما زادت قوة الموج كلما خلف وراءه زبدا لاقيمة له ….. فتستمتع بكونك ولاتكترث …. موجة وديعة اليوم ربما تصبح اعصارا عاصفا في يوم آخر.أن تعيش يومك بفرح هي فلسفة يتقنها كل من جاور هذا البحار وسكن مدينته ، عندما تقابله تبكي …..تضحك … تزهو بما تراه ولا تقاوم دمعك …فللبحر سطوة يعطي تلك المدينة عزوتها …
عندما تولد في رماد المجد …تقضي عمرك محاولا نفضه …..ويختلط عندك الشعور فلا تستطيع أن تفصلهما …و تبقى باحثا في دروب الحياة عن المعنى الخالص الحقيقي .. ولكن عندما أطفأت قنديلها هذه المرة وأغلقت بابها لم ترصد العين والقلب الا …
أخيرا…قد يعطيك شعور الملكية فرح الأطفال في هذه العتمة …ويفاجئك أنه شعور دائم لا يخفت مهما حدث..اختصره جوزيف حرب حين قال
أنت لي …أنت لي … آه عانقيني …….
من وحي قدسية هذه الملكية …..نعدك أن ننفض عنك هذا الرماد …فتكونين أميرة المجد ….المجد فقط …. فسلام عليكي أيتها الاميرة الصعبة المنال …..
د.براءة المنصور